لا تزال إعادة تفعيل العلاقات الخليجية بسوريا في بدايتها، لكن يبقى أن تخفيف حدة التوتير ضروري جداً في الظروف الراهنة التي تمر فيها المنطقة عموماً، وفلسطين تحديداً.

من أبرز إنجازات "وثيقة التفاهم"، تعزيز السلام الأهلي واحتضان النازحين من الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وخلال حوادث السابع من أيار 2008، تحديداً المناطق المسيحية آنذاك.

تسعى واشنطن إلى تمرير مشروع "السلام الأميركي في كل أنحاء الشرق الأوسط الكبير"، المعروف بـ"الباكس أميركانا"، تمهيداً لإنجاح فرض "طريق الهند-حيفا" في إطار المواجهة الاقتصادية المفتوحة مع الصين، وليس كرمى لعيون العرب.

المناطق السورية كانت ولا تزال عرضة للاستهداف الصهيوني قبل الحرب على غزة وبعدها أيضاً، وهذه دلالة على أهمية دور دمشق في محور المقاومة، بصرف النظر عن كل "التحليلات الصحافية السخيفة". 

الأمر الواقع في سوريا، مرتبط بحالة الحرب عليها، وسيزول مع زوال الاحتلال عن الأراضي السورية، كونه سبب وجود تلك القوى. 

تؤدي دوراً دعائياً لا أكثر في لبنان، مستندةً بذلك إلى علاقاتها التاريخية مع لبنان، غير أن هذه العلاقة تلاشت بعد انكفاء الدور الفرنسي في المنطقة،

لقد تحوّل الدور الفرنسي في المنطقة إلى دعائيٍ من أجل إثبات الحضور فيها، لا أكثر من ذلك، أو "استطلاعي" بتكليفٍ من واشنطن بأحسن الأحوال.

المقاومة بحسب مجريات الواقع الميداني، قادرة على إطالة أمد المعركة، بالتالي استنزاف العدو، وإغراقه في "رمال غزة". فالوقت لا يمضي لمصلحة قوات الاحتلال وكذلك الميدان.

إن استعادة دمشق مقعدها في "الجامعة العربية" لن يغيّر في موقفها قيد أنملة، وهي تتعاطى بواقعية مع أشقائها العرب من موقعها في "الجامعة".

لا ريب أن دمشق في صلب المعركة التي يخوضها "المحور". كذلك، فإن المحور الغربي مستمر في حربه الكونية بكل أشكالها على سوريا؛ العمود الفقري لمحور المقاومة.