الموقف الفرنسي يلتقي مع الموقفَيْن الألماني والبريطاني من جهة العتب على الجنائية الدولية وقراراتها، في تلميحٍ واضحٍ إلى أن الغرب يقف إلى جانب "إسرائيل" في هذا الموضوع.

قد يتوجب على زيلينسكي فهم الرسالة التي باتت واضحة، والتي ترتكز على أنّ الغرب لا يريد منه أن يحقق الانتصار على روسيا، بقدر ما يسعى إلى إطالتها في سبيل تحقيق مكاسب استراتيجية في القارة.

تلقّت ألمانيا منذ الحرب الروسية - الأوكرانية صدمة، مفادها أن العالم ليس بخير، وأن لغة العرب لم تزل قائمة، وما تمّ الاتفاق عليه بعد الحرب العالمية الثانية، ذهب مع رياح الأطماع في توسع حدود الدول الجيوبوليتيكي.

لم تترك واشنطن فرصة في استفزاز بكين عبر الجزيرة إلا مارستها، بدءاً بالزيارة التاريخية لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في آب/أغسطس 2022، وصولاً إلى صفقات الأسلحة التي توقعها الولايات المتحدة معها.

لا يريد الأوروبي أن يجد الروسي أسواقاً جديدة، بل يريد فرملة الجهود الروسية لإيجاد أسواق بديلة قادرة على التهرب من العقوبات المفروضة عليها.

تتموضع باكستان بين المتناقضين، مستغلةً الدعوات إلى التهدئة بين العملاقين، التي أطلقها المسؤولون في البلدين عقب لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي والصيني.

قد تكون الصين معتمدةً على نهج رسمته السياسات العليا للبلد للوصول إلى عام 2025، بالانفصال بشكل تام عن الصناعة والتكنولوجيا الغربية على كل المستويات.

لم تكن حرب حدود، بل حرب وجود افتتحتها روسيا على أراضي أوكرانيا، داخل أراضي الدول الغربية، بهدف إثبات أن الدول غير الغربية قادرة على الدخول في نهج التطور والإبداع.

الاستفزاز الذي سببته بيلوسي للصين كاد العالم يدفع ثمنه لو وقعت حرب مباشرة.

لم يستطع تفكك الاتحاد السوفياتي أن يدخل العالم في القرن الليبرالي إلى ما لا نهاية، ولا بموت غورباتشوف ستمحى من ذاكرة التاريخ تلك الحقبة من الحرب الباردة.