باحث صيني: "أوكوس"يعزز تحالفه ضد الصين وروسيا بصواريخ تفوق سرعة الصوت

خلص الكاتب إلى أن قمع الولايات المتحدة ضد الصين وروسيا لن يتوقف، لأن القيام بذلك يساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على نظامها الدولي الراسخ.

  • غواصة أميركية من طراز فيرجينيا تُستخدم تقنية الدفع النووي.
    غواصة أميركية من طراز فيرجينيا تُستخدم تقنية الدفع النووي.

كتب الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغبينغ مقالة في صحيفة "غلوبال تايمز" الأميركية قال فيها إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أعلنت الثلاثاء الماضي عن موافقتهم على التعاون في "قدرات تفوق سرعة الصوت ومقاومة قدرات تفوق سرعة الصوت، وقدرات الحرب الإلكترونية". 

وقال الكاتب إن هذا في الواقع أحد البرامج الموسعة للتحالف العسكري "أوكوس" AUKUS الشراكة الثلاثية التي كانت تهدف في البداية إلى مساعدة كانبيرا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

كان الجيش الأميركي، سواء كان جيشاً أم بحرية أم سلاحاً جوياً، يعمل على أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. تم إجراء عدد كبير من الاستثمارات في هذا المجال، ويبدو أنها قد آتت أُكُلها بالفعل: أجرت واشنطن بهدوء اختبارًا ناجحًا لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت في منتصف آذار / مارس، كما كشفت وسائل الإعلام الأميركية الثلاثاء.

وأشار الكاتب إلى أن واشنطن تسعى، إلى جانب تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى بيع هذه الأسلحة إلى دول أخرى. ونظرًا لأن لندن وكانبيرا عضوان مهمان في التحالف العسكري لواشنطن (أوكوس)، فقد أصبحتا عميلين مستهدفين لأسلحة تفوق سرعة الصوت. تريد الولايات المتحدة فقط الاستمرار في جعل المملكة المتحدة وأستراليا مشتريين لأسلحتها.

وأضاف الكاتب وحتى إذا كان لدى البلدين مدخلات في تطوير سرعات تفوق سرعة الصوت، فمن المرجح أنهما سيعملان على توفير الأموال أو المشاركة في تطوير بعض المنتجات والمرافق الداعمة. ستظل واشنطن تحتفظ بالتقنيات الأساسية بحزم في يديها. وإذا نجح التعاون بين الدول الثلاث، فسيتم نشر صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في المملكة المتحدة وأستراليا وقواعدهما العسكرية حول العالم، مع صواريخ في أستراليا تستهدف الصين، بينما ستستهدف تلك الموجودة في المملكة المتحدة روسيا. 

قامت الولايات المتحدة بإنشاء تحالف "أوكوس" بالكامل كتحالف عسكري يمتد على ثلاثة محيطات. وسيؤدي هذا التعاون إلى زيادة تكثيف سباق التسلح العالمي. كما سيؤثر بشكل خطير على ميزان القوة العسكرية الإقليمية، وتؤجج طموحات هذه الدول لحل النزاعات بالوسائل العسكرية. 

من ناحية أخرى، يمكن للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أن تحمل رؤوساً حربية نووية وتقليدية. وبالتالي، فإن هذا التعاون يعد انتهاكًا لنظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تهدف إلى حض المزيد من الدول على مساعدتها في مواجهة الصين وروسيا. لقد بدأ تحالف "أوكوس" للتو، وسوف تجلب الولايات المتحدة المزيد من البلدان في المستقبل للانضمام إلى التحالف، وتحويله إلى منظمة عسكرية عالمية.

وبشأن مضمون التعاون في تحالف "أوكوس"، ستعمل الدول الثلاث على تعزيز تعاونها، وخاصة في الفضاء. حتى كانبيرا، التي ليس لديها قدرة فضائية، بدأت في اتباع خطوات واشنطن لبناء "قيادة فضائية" جديدة. يشير هذا فقط إلى أن الولايات المتحدة وبعض أقرب حلفائها سوف يوسعون المنافسة ضد الصين وروسيا من البر والبحر إلى الفضاء.

وفقاً لـ"أوكوس"، لن تعمل الغواصات الجديدة بكامل طاقتها حتى أواخر عام 2030. لكن وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون قال أخيراً إن أستراليا يمكن أن تحصل على غواصات نووية من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة "في وقت أقرب بكثير" مما كان متوقعاً. وهناك العديد من الطرق لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية. سوف تتطلب مساعدة أستراليا في إنتاج غواصات تعمل بالطاقة النووية من طراز فرجينيا، حتى الغواصات ذات المستوى الأدنى من هذه الفئة، وقتاً طويلاً. لذلك، تفكر الولايات المتحدة أيضاً في بيع غواصاتها النووية المسحوبة من الخدمة، مثل الغواصة من فئة لوس أنجلوس، إلى أستراليا.

واعتبر الكاتب أن هذا النهج سيكون أسهل وأسرع طريقة للوصول إلى الهدف. فمن خلال تجهيز أستراليا بأسلحة مستعملة، يمكن للولايات المتحدة أن تبني أسطول الغواصات الأسترالي في سربها الخاص في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وسيكون لواشنطن، وليس كانبيرا، القول الفصل بشأن الأسلحة التي سيتم نشرها على السفن وأين سيتم نشر الأسطول.

وخلص الكاتب إلى أن قمع الولايات المتحدة ضد الصين وروسيا لن يتوقف، لأن القيام بذلك يساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على نظامها الدولي الراسخ. بالنسبة للصين، فإن أفضل طريقة للتعامل مع أميركا هي الاستمرار في تقوية أنفسنا وإتقان المزيد من الأساليب للدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا ومصالحنا التنموية. فقط عندما تكون الدولة قوية بما فيه الكفاية، سيظهر الآخرون الاحترام. حالياً، لا تزال الصين بحاجة إلى بذل كل الجهود لتطوير اقتصادها وعلومها وتقنياتها، وخاصة قدرات الدفاع الوطني. فمن دون دفاع وطني قوي، لا شيء ممكن.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم