مسؤول أميركي: المحيط الهادئ قد يواجه "مفاجأة استراتيجية" من الصين

 الصين وضعت خططًا لتحديث مهبط طائرات وجسر في إحدى جزرها النائية على بعد نحو 3000 كيلومتر جنوب غرب ولاية هاواي الأميركية.

  • منسق السياسة الخاصة بالمحيطين الهندي والهادئ في البيت الأبيض، كورت كامبل.
    منسق السياسة الخاصة بالمحيطين الهندي والهادئ في البيت الأبيض، كورت كامبل.

قال المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كورت كامبل، في تصريحات تشير على ما يبدو إلى الطموحات الصينية المحتملة لإنشاء قواعد جزر في المحيط الهادئ، إن المحيط الهادئ قد يكون الجزء من العالم الذي يرجح أن يشهد "مفاجأة استراتيجية".

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن كامبل تحدث أمام ندوة لمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية قائلًا إن الولايات المتحدة لديها "مصالح أخلاقية واستراتيجية وتاريخية هائلة" في المحيط الهادئ لكنها لم تفعل ما يكفي لمساعدة المنطقة، على عكس دول مثل أستراليا ونيوزيلندا.

وقال: "إذا نظرتم وإذا سألتموني فأين الأماكن التي من المرجح أن نرى فيها أنواعًا معينة من المفاجآت الإستراتيجية - القواعد أو أنواع معينة من الاتفاقيات أو الترتيبات - قد تكون في المحيط الهادئ". 

ووصف كامبل المسألة بالقضية التي سيكون "أكثر قلقًا بشأنها خلال العام أو العامين المقبلين"، مضيفًا: "لدينا فترة زمنية قصيرة جدًا، للعمل مع شركاء مثل أستراليا، مثل نيوزيلندا، مثل اليابان، مثل فرنسا، الذين لديهم مصلحة في المحيط الهادئ، لتكثيف لعبتنا في جميع المجالات".

ولم يوضح كامبل مرجعيته الأساسية، لكن نوابًا من جمهورية كيريباتي الواقعة في المحيط الهادئ قالوا لرويترز العام الماضي إن الصين وضعت خططًا لتحديث مهبط طائرات وجسر في إحدى جزرها النائية على بعد نحو 3000 كيلومتر جنوب غرب ولاية هاواي الأميركية.

سيوفر البناء في جزيرة كانتون الصغيرة للصين موطئ قدم في عمق الأراضي التي كانت متحالفة بشدة مع الولايات المتحدة وحلفائها منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت جمهورية كيريباتي في أيار / مايو الماضي إن الخطط التي تدعمها الصين هي مشروع غير عسكري يهدف إلى تحسين روابط النقل وتعزيز السياحة.

وقال كامبل إن الطرق التي احتاجتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لبذل المزيد في المحيط الهادئ تشمل مكافحة وباء كوفيد -19 ومسألة الصيد والاستثمار في الطاقة النظيفة.

وتابع كامبل بأن واشنطن بحاجة إلى "تصعيد لعبتها" بشأن المشاركة الاقتصادية في آسيا. وقال إن أستراليا حضت الولايات المتحدة بشكل خاص على فهم أنها كجزء من نهجها الاستراتيجي، فإنها بحاجة إلى "دور تجاري وتجاري شامل ومتفاعل ومتفائل".

وروّج كامبل لما يسمى باتفاق "أوكوس" Aukus، والذي بموجبه وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات نووية - بالإضافة إلى مؤتمرات القمة بين رباعي "الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان" (الكواد) - كدليل على أن الشراكات الأميركية تسبب للصين "حرقة في المعدة".

لكن بعض دول المحيطين الهندي والهادئ، وكثير منها يعتبر الصين أكبر شريك تجاري لها، أعربت عن أسفها لما تعتبره مشاركة اقتصادية أميركية غير كافية بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من صفقة تجارية تسمى الآن "الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ".

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن زعماء آسيويين في تشرين الأول / أكتوبر 2021 أن واشنطن ستطلق محادثات بشأن إنشاء إطار اقتصادي بين الهند والمحيط الهادئ، لكن لم تظهر سوى تفاصيل قليلة وتجنبت إدارته اتخاذ خطوات نحو إعادة الانضمام إلى الصفقات التجارية التي يقول منتقدون إنها تهدد الوظائف الأميركية.

وأبلغ سفير أستراليا في واشنطن، آرثر سينودينوس، ندوة مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية أن أستراليا واصلت إثارة القضية مع الكونغرس الأميركي و"لم نفقد الأمل" في إعادة النظر في السياسة التجارية الأميركية.

نقله إلى العربية: الميادين نت