"المونيتور": سحب "القوات الأميركية القتالية" ورقة دعم للكاظمي في الانتخابات

لا يتوقع "المونيتور" عودة العديد من القوات إلى أميركا إذ سيحتفظ التحالف بوظائفه الاستشارية والتدريبية، كجزء من وجوده في العراق.

  • جنود مظليون أميركيون في مطار بولاية نورث كارولينا في صورة من الأرشيف - جيتي إيماجيس.
    جنود مظليون أميركيون في مطار بولاية نورث كارولينا في صورة من الأرشيف - جيتي إيماجيس.

تناول موقع "المونيتور" الأميركي التصريحات الأميركية حول إعداد مسؤولين أميركيين وعراقيين بياناً بشأن إطار زمني لانسحاب "القوات القتالية" الأميركية من العراق بحلول نهاية العام. وقال الموقع إنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاق الإطار بعد اجتماع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الاثنين، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" لأول مرة الخميس الماضي.

وبحسب السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية -البنتاغون جون كيربي، فإن وفداً عسكرياً بقيادة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي قد التقى مع كبار مسؤولي البنتاغون الخميس لوضع الأساس للجولة الأخيرة من الحوار بين الحكومتين، والتي ستتضمن مناقشة وجود القوات الأميركية في العراق. وقاد المناقشات الأولية الأعرجي والمسؤولة الكبيرة للأمن الدولي في وزارة الدفاع مارا كارلين. وبحسب بيان للبنتاغون، فقد حضر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الاجتماع لفترة وجيزة الخميس.

كما التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بنظيره الأميركي أنطوني بلينكين يوم الجمعة الماضي لإطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق. وقال حسين الأسبوع الماضي إن الاجتماعات ستركز على تحديد جدول زمني لسحب "القوات القتالية" الأميركية المتبقية من العراق.

وكان الكاظمي قد صرّح لصحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي إنه يخطط لمطالبة بايدن بسحب القوات القتالية الأميركية من العراق، لكن مع ترك المستشارين العسكريين الأميركيين والدعم الاستخباراتي في مكانهم.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن حسين قوله: "لسنا بحاجة لمزيد من المقاتلين لأننا نملك المقاتلين.. نحن بحاجة إلى تعاون في مجال الاستخبارات. نحن بحاجة للمساعدة في التدريب. نحن بحاجة إلى قوات لمساعدتنا في الجو".

ولدى الولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق، ولا توجد أوامر بسحبهم حتى الآن، كما قال مسؤولان أميركيان لموقع "المونيتور".

وأشار الموقع إلى أنه يبدو أن واشنطن تعرض على الكاظمي ورقة رابحة قبل الانتخابات في تشرين الأول / أكتوبر المقبل من خلال موافقتها على سحب بعض قوات التحالف المصنفة على أنها "قوات قتالية".

وقال كيربي للصحافيين يوم الخميس "أعتقد أن الجميع فهم أنه سيأتي وقت لا توجد فيه حاجة لقوات قتالية أميركية داخل العراق."

لكن عندما سأله "المونيتور"، لم يستطع كيربي تحديد عدد القوات القتالية المتبقية هناك.

وقال مسؤول عسكري أميركي خدم أخيراً في منصب كبير في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لـ"المونيتور": "لم يكن لدينا ما يسمى بالقوات القتالية في العراق منذ عام"، باستثناء عدد قليل من قوات النخبة تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة. وأعرب عن شكوكه فيما اعتبره تحركاً واضحاً لإعادة تسمية بعض قوات التحالف، مضيفاً "أن الميليشيات المدعومة من إيران لا تفرّق بين المستشارين العسكريين الأميركيين والمارينز.. إنهم يرون الأميركيين على أنهم أميركيون".

وسحبت الولايات المتحدة نحو نصف قواتها البالغ عددها 5000 من العراق العام الماضي. والغالبية العظمى من القوات المتبقية يعملون كمستشارين للقادة العسكريين العراقيين وأعضاء الفريق الأمني ​​للفرقة، في أعقاب الحرب متعددة الجنسيات ضد تنظيم "داعش".

وقد سلّم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ثماني قواعد للجيش العراقي قبل تعزيز مواقعه في بغداد ومحافظة الأنبار وإقليم كردستان العام الماضي.

وقال المسؤول الحالي: "في الواقع، لم يكن لدينا عدد كبير من القوات القتالية منذ بداية العمليات [المناهضة] لداعش في عام 2014". وأوضح المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته: "كانت قوات التحالف دائماً في دور استشاري".

وزعم "المونيتور" أن الكاظمي يواجه تهديدات من الفصائل الحليفة لإيران وكتلة فتح في البرلمان العراقي، والتي تستمر في المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق. وقد أعاد الكاظمي - الذي تعتبره واشنطن أقوى زعيم للعراق منذ عقود – "بناء العلاقات مع الخليج والمشرق العربي، في حين قاوم النفوذ المتزايد للميليشيات الموالية لإيران"، بحسب الموقع الأميركي.

ومن المقرر أن يجري العراق انتخابات مبكرة في تشرين الأول / أكتوبر المقبل.

وقد أقر البرلمان العراقي قراراً غير ملزم العام الماضي لإخراج القوات الأميركية من البلاد بعد الاغتيال الأميركي للواء الإيراني قاسم سليماني في غارة بطائرة مسيّرة في بغداد. كما قُتل في اغارة القائد الفعلي لوحدات "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس وأفراد آخرون.

وقال "المونيتور" إنه يتوقع بياناً بعد اجتماع الكاظمي مع بايدن اليوم الاثنين حول انسحاب القوات المقاتلة من العراق، لكن لا يتوقع عودة العديد من القوات إلى أميركا إذ سيحتفظ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بوظائفه الاستشارية والتدريبية وفي الدعم الحالية، كجزء من وجوده في العراق.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت