"المونيتور": هل تتجه إيران نحو توقيع اتفاق نووي؟
ثلاثة أسباب قد تجعل إيران أقرب إلى الاتفاق النووي عبّر عنها أمير عبد اللهيان بقوله:: نشعر أن الولايات المتحدة تتبادل الرسائل حالياً بتفاهم أفضل.
كتب أندرو باراسيليتي في موقع "المونيتور" الأميركي مقالة قال فيها إن طهران تبدو أنها أقرب إلى قبول النسخة الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأوضح أن هناك أسباباً عدة للاعتقاد بأن الاتفاق قد يكون أقرب مما كان عليه قبل أقل من أسبوعين، وهي:
أولاً، إيران في طريقها لتسوية النزاع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اعتقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق مع إيران في آب / أغسطس الماضي، لكن إيران أصرت على أنها لن تمضي قدماً في ذلك إلى أن يتم إيقاف تحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وهي الجهة الرقابية العالمية التي تشرف على برنامج إيران النووي. ويبدو أن هذا النزاع الآن في طريقه إلى التسوية. ففي المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الأسبوع الماضي، التقى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، بالمدير العام للوكالة رافائيل غروسي. وبعد ذلك غرد غروسي قائلاً: "استؤنف الحوار مع إيران بشأن توضيح قضايا الضمانات المعلقة".
في 3 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إنه يجري وضع خارطة طريق لحل النزاع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بينما لم تجعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي النزاع مع الوكالة الدولية شرطاً لمفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، لذلك إذا تخلت إيران عنه، حتى من دون خارطة طريق، يمكن أن تمضي قدماً في خطة العمل الشاملة المشتركة.
ثانياً، على الرغم من تقديم الاتحاد الأوروبي نسخته "النهائية" من الاتفاق النووي لإيران في آب / أغسطس، واصل المفاوضون تبادل الرسائل، بما في ذلك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. بالإضافة إلى الإشارة إلى أن الغرب لن يتدخل في نزاع إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ربما توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى مزيد من التفاهم بشأن إصرار إيران على ضمانات اقتصادية إذا انسحبت الولايات المتحدة مرة أخرى من الاتفاق النووي، كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أيار / مايو 2018.
وقال أمير عبد اللهيان في 4 تشرين الأول / أكتوبر: "نشعر أن الولايات المتحدة تتبادل الرسائل حالياً بتفاهم أفضل".
3. تبادل المعتقلين: في 5 تشرين الأول / أكتوبر، غادر باقر نمازي، وهو مواطن أميركي كان محتجزاً في إيران بتهمة "التعاون مع قوة معادية" لأكثر من ست سنوات - أولاً في السجن ثم رهن الإقامة الجبرية – وقد غادر إيران لتلقي العلاج الطبي في الإمارات العربية المتحدة. أُطلق سراح نجله، سياماك نمازي، يوم السبت الماضي بعد إجازة مؤقتة بعد نحو سبع سنوات في الاعتقال. نفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التقارير الإيرانية التي تفيد بأن الإفراج عن نمازي كان مرتبطاً بالإفراج المعلق عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج أو بصفقة أوسع تشمل السجينين الإيرانيين الآخرين، عماد شرقي ومراد طهباز.
وأشار الكاتب إلى أن دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للاحتجاجات لن يتوقف طالما استمرت. ويتوقع فرض المزيد من العقوبات على "مرتكبي أعمال العنف". لكن النهج المتبع في مقتل مهسا أميني والطريقة التي استجابت بها قوات الأمن الإيرانية للتظاهرات ما زالت حتى الآن على مسار منفصل عن محادثات "خطة العمل الشاملة المشتركة". ولا تزال إدارة بايدن ترى في الخطة أفضل طريقة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وأضاف: لسنا مستعدين لكتابة "اتفاق تام"، لكن الاتجاهات تتجه نحو "نعم" منذ دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين. يتوقع أن تستمر إيران على الأرجح في المضي قدماً، ليس فقط لجني الفوائد الاقتصادية التي ستأتي من رفع العقوبات وإلغاء تجميد أصول بمليارات الدولارات، ولكن لصرف الانتباه والتركيز بعيداً عن ردها على الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت