صحيفة تركية: انتفاضة عالمية ستحطم المنظومة الأميركية والإسرائيلية
صحيفة "دوغرو خبر" التركية أكدت أن ثورة الجامعات الأميركية ستشعل "انتفاضة عالمية" تؤدي إلى تحطّم المنظومة التي تقودها الولايات المتحدة و"إسرائيل".
أكدت صحيفة "دوغرو خبر" التركية أنّ "الضمير العالمي" تحرك وأشعل نيران "انتفاضة عالمية"، في تعليقها على ثورة الجامعات الأميركية حيث يواصل الطلاب تظاهراتهم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يرتكبه من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وشدّدت على أنّ العنف الذي مارسته الشرطة الأميركية بحق الطلاب، مدعومةً من السلطات، كشف "اللثام عن الوجه الحقيقي للدول الغربية والمتزلفين لها"، متسائلةً "أين حرية التعبير والديمقراطية التي تقدسونها؟".
لتُخلص إلى أنّ صحوة الشعوب ستحطّم المنظومة التي تقودها الولايات المتحدة و"إسرائيل".
النص منقولاً إلى اللغة العربية
تواصل "منظمة إسرائيل الإرهابية"، مدفوعة بدعم الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، مجازرها الوحشية في قطاع غزة، والتي وصلت إلى حدٍ لم يعد فيه مصطلح "الإبادة الجماعية" كافياً للتعبير عن فداحتها التي لا حدود لها.
في كل يوم نستيقظ على جرائم جديدة يندى لها جبين الإنسانية، ومن ذلك المقابر الجماعية قرب مستشفى ناصر بخان يونس، والتي تضم رفات فلسطينيين تعرضوا لأبشع أنواع للتعذيب والإجرام، حيث تبين أن بعض الشهداء دفنوا أحياء بعد التنكيل بهم.
إن القوى المسيطرة على العالم من الدول الإمبريالية الغربية تدعم علناً هذه الإجراءات الوحشية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، في حين أن الدول الإسلامية الخجولة التي لا تجرؤ على التفكير باستخدام القوة لإيقاف هذه المجازر، تخشى حتى من اتخاذ موقف صريح حيالها، ونجد أن قادتها مترددون في استنكار هذه المظالم، فلا يسعون إلى تحمل أدنى مسؤولية في سبيل إيجاد أي نوع من الحلول، فبعضهم سذج وبعضهم خونة. ولكن "الضمير العالمي" تحرك وأشعل نيران"انتفاضة عالمية".
وقد تبين أن "العالم الوردي" الذي دغدغ مشاعر شعوب العالم ليس كذلك على أرض الواقع، وأن النظام العالمي الذي وُصف بأنه "نموذج مثالي" للإنسانية بعد تشكُّله إبان الحرب العالمية الثانية، ليس إلا نظاماً يكيل بمكيالين، وأن الشعارات التي سُوِّقت على أنها من "القيم الغربية" كالديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب؛ لا محل لها من الإعراب عندما يتعلق الأمر بالمسلمين والعالم الثالث.
وقد أظهرت الدول الإمبريالية أن هذه الشعارات ما هي إلا وسيلة لتحقيق مصالحها، وبذلك أميط اللثام عن الوجه الحقيقي للدول الغربية والمتزلفين لها، كما تبين أن هذه المفاهيم المزيفة التي أوجدها الغرب لم تكن من أجل الإنسانية، بل كانت منذ بداية طرحها وسيلة لخدمة المصالح الغربية.
وأظهر للعالم أن هذه الخطابات هي في الواقع أداة تستخدمها الدول الإمبريالية عندما تناسبها، مما يكشف الوجه الحقيقي للدول الغربية والذين يعبدون الغرب. وتبين أن هذه المفاهيم الخاطئة التي اخترعها الغرب كانت في الواقع لأنفسهم ومصالحهم، وليس للإنسانية، منذ البداية.
إن "نار الانتفاضة العالمية" التي أشعلتها دماء راشيل كوري، التي سحقتها قوات الاحتلال وقتلتها بجرافة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 16 آذار/مارس 2003، قد آتت أكلها اليوم في جميع أنحاء العالم، حيث انطلقت في الجامعات الأميركية للتنديد بالإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة.
لقد امتدت الاحتجاجات الأميركية المناهضة لـ "إسرائيل" دعماً لفلسطين وغزة، والتي بدأت في جامعة كولومبيا في نيويورك، إلى عشرات الجامعات في مختلف الولايات الأميركية، ومن ثم إلى كندا، وعد من الدول التي تدعم علناً "منظمة إسرائيل الإرهابية"، مثل فرنسا وإنكلترا وألمانيا. وذلك على الرغم من الإجراءات التعسفية والقمعية التي اتبعتها قوات الأمن والشرطة بحق المتظاهرين الذين تعرضوا للاعتقالات بأعداد كبيرة.
فعلى الرغم من أن دعم فلسطين والاحتجاج على منظمة "إسرائيل" الإرهابية محظور في هذه البلدان ويعاقب عليه بشدة، إلا أن طلاب الجامعات الأميركية صمموا على إشعال فتيل انتفاضة عالمية، وما زالوا مستمرين في احتجاجاتهم.
وقد شهد العالم كيف تم سحل الأكاديميين بطريقة وحشية، وتكبيل أيديهم خلف ظهورهم دون مراعاة لوجود نساء ومسنين بينهم، فقط لأنهم نددوا بممارسة العنف والاعتقالات بحق الطلاب، كل ذلك من أجل "منظمة إسرائيل الإرهابية".
ألم تكن الولايات المتحدة الأميركية "بلد الحريات"؟ فأين حرية التعبير والديمقراطية التي تقدسونها؟ أين حقوق الإنسان؟ وأين حقوق المرأة؟ أين حرية التعبير والفكر؟ طبعا تُستغلُّ كل هذه المفاهيم للضغط على الدول الإسلامية ودول العالم الثالث، ولكن عندما يتعلق الأمر بـ"منظمة إسرائيل الإرهابية" أو بنظامهم العالمي، يصرف النظر عن كل هذه الحقوق، ولا يقام لها أي وزن.
وقريباً ستمتد الانتفاضة الجديدة التي انطلقت في الولايات المتحدة الأميركية إلى جميع أنحاء العالم، وستتحول صحوة الشعوب والاحتجاجات المستمرة منذ أشهر في شتى أنحاء العالم إلى انتفاضة عالمية ستحطم عرش القتلة الصهاينة والقوى الكبرى التي تدعمهم، وتنهار منظومة الظلم التي تقودها أميركا و"منظمة إسرائيل الإرهابية"، ليؤسس الضمير الإنساني منظومة جديدة بدلاً منها.