بوروسيا دورتموند.. الأحلام ممكنة حتى أمام "سيد أوروبا" ريال مدريد
بوروسيا دورتموند سيخوض نهائي دوري أبطال أوروبا محاولاً تحفيز نفسه في مواجهة سيد البطولة ريال مدريد.
بعض الذكريات تبقى خالدة في أذهان عشّاق كرة القدم إلى الأبد، لم يتخيّل بوروسيا دورتموند في العام 1997 أن يتربّع على عرش الأندية الأوروبية، عندما واجه يوفنتوس بحضور زين الدين زيدان وديل بييرو وغيرهما في الملعب الأولمبي ميونيخ، دخل لاعبو الفريق الألماني حينها وهم مؤمنون بحظوظهم في تحقيق اللقب، فتحوّل الحلم إلى حقيقة، بفوز 3-1 على بطل إيطالي حينها.
في ذلك العام لم يكن بوروسيا دورتموند الأوفر حظاً للعبور إلى النهائي وتحقيق اللقب، وهو ما حدث في العام الجاري 2024، بوروسيا دورتمند عبر بصمت وبلغ النهائي، الذي سيحتضنه ملعب "ويمبلي"، لكن أحلام "أسود الفيستفاليا" ستصدم بـ "سيد البطولة"، ريال مدريد الإسباني، الذي يبحث عن لقبه الـ15.
ولا شكّ أنّ دورتموند قادر على التمرّد حتى لو كان الأمر أمام أكثر من توّج بلقب دوري أبطال أوروبا، فالنادي تأسس في عام 1909 بتمرّد من 18 شاباً عانوا المعاملة السيئة لفريقهم ومقره في مدينة دورتموند في ولاية نوردراين فيستفالن بألمانيا.
ولملعب "ويمبلي" تحديداً ذكريات خاصة مع دورتموند، فهو الذي احتضن آخر نهائي في الأبطال لعب في 2013، حينما كان يقوده يورغن كلوب الذي نجح في حصد لقب الدوري الألماني مرتين متتاليتين وكوّن فريقاً ذا بصمة خاصة جعلت أوروبا بالكامل تخشاه.
وبينما كان بلوغ دورتموند نهائي نسخة 2013 أمراً غير متوقّع، بعد أن خسر في ذلك العام لقب الدوري الألماني لصالح بايرن ميونيخ الذي فاز أيضاً على دورتموند في نهائي التشامبيونز ليغ، فإن العودة بعد 11 عاماً لم تكن متوقّعة أيضاً.
سنوات عجاف ومعاناة في دورتموند
لم يكن دورتموند الأوفر حظاً ضمن مجموعته التي ضمّت كلّاً من باريس سان جيرمان وميلان ونيوكاسل يونايتد، على الرغم من أن تأهّله لم يكن مستبعداً.
وفي ربع النهائي كان الجميع يتوقّع تأهّل أتلتيكو مدريد، ثم نصف النهائي تكهّن الكلّ بإقصاء دورتموند أمام PSG.
لكن بوروسيا دورتموند عبر بقتالية لاعبيه وإيمانه، ولا شكّ أن الحظ كان له دورٌ أيضاً في تأهّله، ولكن لا مشكلة في ذلك، فالحظ جزء من اللعبة.
ومن اللاعبين الذين خاضوا نهائي 2013، لم يتبقَّ سوى ماتس هوميلز وماركو رويس.
وعُدّ نهائي 2013 نقطة فاصلة وبداية نهاية عهد كلوب الذي رحل في 2015 تاركاً دورتموند في المركز الـ7 المؤهّل للدوري الأوروبي، مع خسارة الفريق لكأس ألمانيا بعد سقوطه في النهائي على يد فولفسبورغ.
اقرأ أيضاً.. أحلام طفل هرب من الحرب.. تيرزيتش ودورتموند في نهائي دوري الأبطال
وخلف كلوب في قيادة أسود فيستفاليا مدرّب ألماني آخر هو توماس توخيل الذي استمرّ عامين وفاز بكأس ألمانيا. ثم عرف دورتموند فترة عصيبة من غياب الاستقرار وتوالى المدرّبون مثل بيتر بوش، بيتر شتوغر، لوسيان فافري، غإيدين تيرزيتش، ماركو روزه وتيرزيتش مرة أخرى.
ويعدّ تيرزيتش المدرّب الأنجح وسط هذه الأسماء التي مرّت على دورتموند على الرغم من أنه كان مدرّباً مساعداً عندما خلف فافري، وتمكّن من التتويج بكأس ألمانيا في 2021. وبعد عودته إلى الفريق في 2023 كاد أن يوقف هيمنة البايرن على "البوندسليغا" لكنه فرّط في اللقب في الجولة الأخيرة بسقوطه أمام ماينز.
إلّا أن الروح المعنوية التي تعمّ الفريق حالياً لا تقارن بالحال التي كانت سائدة خلال حقبة كلوب. وعلى الرغم من ذلك نجح دورتموند في الحفاظ على مركز متقدّم في جدول الدوري الألماني حيث كان قد اعتاد أن يكون موجوداً في النصف العلوي من البوندسليغا منذ وصول كلوب في 2008.
ولم يستطع المدرّبون الذين جاءوا بعد كلوب العمل من دون استشعار ثقل إرث الأخير الذي وضع الفريق في خانة عظيمة، ولم يكن دوره يقتصر على إنقاذ فريق يمرّ بأزمة وحسب.
صراعات ووداعات.. حوافز بوروسيا دورتموند في النهائي
يدخل بوروسيا دورتموند النهائي غداً السبت باعتباره المرشح الأقل حظاً لإحراز اللقب أمام ريال مدريد، لكن هناك 3 قصص حالمة تدفعه لتحقيق النجاح في ملعب "ويمبلي".
ويأمل دورتموند في نهاية مثالية لقصة نجاحه في الموسم الحالي على الصعيد القاري، على الرغم من أن أحداً لم يرشّحه لبلوغ المباراة النهائية في بداية الموسم، وهناك في صفوفه من يريد إثبات نقطة ما على الصعيد الشخصي، لعل وعسى أن يكتب نهاية مميّزة لقصته.
الوداع الأخير.. ماركو رويس
انضمّ ماركو رويس إلى فريق مدينته دورتموند، قادماً من بوروسيا مونشنغلادباخ في العام 2012، بعدما أن غادر النادي في سن صغيرة عندما كان عضواً في فريق تحت 19 عاماً.
الموسم الأول لرويس مع دورتموند كان مميّزاً، حيث أدّى دوراً في تأهّل الفريق إلى نهائي مسابقة دوري الأبطال، قبل الخسارة أمام بايرن ميونيخ في النهائي بنتيجة 2-1، علماً بأن اللاعب الألماني تسبّب بركلة الجزاء التي سجّل منها زميله إلكاي غوندوغان هدف الفريق الوحيد.
لم يتمكّن رويس من الفوز بلقب الدوري الألماني مع دورتموند، بيد أنه أحرز معه لقب كأس ألمانيا في العامين 2017 و2021، ومع إعلانه رحيله عن الفريق بعد رحلة استمرت لـ12 عاماً، يملك "النجم الأشقر" البالغ من العمر 34 عاماً فرصة لإنهاء مشواره بأفضل طريقة ممكنة، من خلال رفع الكأس "ذات الأذنين".
هالير.. قاهر السرطان
فاز مهاجم بوروسيا دورتموند سيباستيان هالير، بالمعركة الأكبر والأصعب، عندما قهر مرض السرطان في العام الماضي، ليعود إلى الملاعب ويقود منتخب بلاده ساحل العاج للفوز بكأس الأمم الأفريقية.
انضم هالير إلى دورتموند في صيف العام 2022 بعد تألقه مع فريقه السابق آياكس، لكن سرعان ما تم تشخيص إصابته بالسرطان، فخضع لعلاج كيمياوي، قبل أن يعلن مع انتصاف الموسم عودته إلى الملاعب بعد انتهاء فترة علاجه بنجاح.
لكن هالير لم يتمكّن من فرض نفسه مع دورتموند في الموسم الحالي، بعد إصابة في الكاحل أبعدته عن الملاعب فترة طويلة، وأفقدته مكانه في التشكيل الأساسي لصالح الدولي الألماني نيكلاس فولكروغ، وفي نهائي مساء السبت، سيأمل المهاجم العاجي، الحصول على بضع دقائق، لعل وعسى يزيّن نهاية معركته مع المرض الخبيث، بهدف في نهائي التشامبيونزليغ.
"نجم" ماتس هوميلز يلمع من جديد
وسط تجاهل غير مبرّر من جانب المنتخب الألماني، يسعى المدافع ماتس هوميلز، للردّ على المشكّكين بقدراته، عبر قيادة دورتموند لإحراز اللقب.
يعدّ هوميلز ورويس اللاعبين الوحيدين المتبقيين من قائمة دورتموند التي خاضت نهائي العام 2013 أمام بايرن، لكن الأول على وجه الخصوص، تعرّض لمعاملة غير عادلة برأي النقاد، من قبل المدرب الألماني جوليان ناغلسمان، الذي قرّر استثناءه من قائمة المنتخب التي ستخوض بطولة أمم أوروبا يورو 2024، في حزيران/يونيو المقبل.
وخاض هوميلز 12 مباراة مع دورتموند في دوري الأبطال هذا الموسم، وسجّل هدف الفوز في مرمى باريس سان جيرمان (1-0) في إياب نصف النهائي، والآن تتبقّى له مباراة واحدة فقط ليثبت خطأ ناغلسمان، وليعوّض ما فاته قبل 11 عاماً.