يمنيون عن العدوان الأميركي البريطاني: لا شرف يعلو تقاسم الدم مع غزة

"فرحتنا تملأ الأرض، إننا بفضل الله استطعنا أن نخفّف عن غزة القصف ونحمله مع أبنائها، ونشاطرهم ما هم فيه، وإننا من قبل كنا نخجل أن يتم قصفكم ونحن آمنون، وهذا القصف يعتبر إذناً من الله بالفتح الموعود، فصبراً جميلاً".

  • يمنيون عن العدوان الأميركي البريطاني: لا شرف يعلو تقاسم الدم مع غزة
    يمنيون عن العدوان الأميركي البريطاني: لا شرف يعلو تقاسم الدم مع غزة

ثلاثة أشهر على التوالي تخرج أفواج اليمنيين كل يوم جمعة في مسيرات مليونية للتعبير عن سخطهم الشعبي العارم تجاه ما يرتكبه العدو الصهيوني بحق أبناء غزة، وتفويضهم للحكومة اليمنية بالردّ العسكري السريع على الجرائم المرتكبة بحق أبناء فلسطين، ناهيك عن مباركتهم للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات البحرية اليمنية المتمثّلة في استهداف السفن الصهيونية أو المتجهة صوب الكيان.

في الأسبوع الماضي، أكثر من 75 ضربة عسكرية شنتها البارجات الحربية الأميركية والبريطانية والإسرائيلية على عدد من المحافظات اليمنية، بدعم أستراليا، والبحرين، وكندا، والدنمارك، وألمانيا، وهولندا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، وهي الدول التي انضمت حديثاً إلى ما سمي "تحالف الازدهار". هذه الضربات عدّها اليمنيّون استهدافاً ليس عسكرياً وحسب، بل عدواناً يستهدف الشعب اليمني في هويته وتاريخه وخياراته الوطنية والسياسية، الأمر الذي ضاعف السخط الشعبي تجاه الولايات المتحدة، التي يراكم اليمنيون العداء ضدها منذ نعومة أظفارهم.

تحدّي الغارات وتمسّك بالقضية

توهّمت الإدارة الأميركية أنّ الغارات التي شنّتها المقاتلات الأميركية والبريطانية على اليمن، قد تحدّ أو تقلّص من التضامن اليمني المساند لغزة الجريحة، لكنّ هذه الضربات قابلها خروج مليوني في المدن والمديريات والقرى، لإدانة هذا العدوان، ومطالبة القوات المسلحة اليمنية بالرد السريع والحازم تجاه الغطرسة الأميركية.

"لم يأت العدوان الأميركي بجديد في اليمن، فقد ضربوا المضروب، وقصفوا المقصوف"، بهذه العبارة اختصر المواطن خالد هبة نظرته للضربات الأميركية الأخيرة.

يضيف هبة: "بالنسبة لقرار مجلس الأمن الذي يدين استهداف صنعاء للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فنحن ندينه على مشاركته في الإعدام الجماعي في غزة، وعجزه عن إيقاف العدوان على فلسطين".

من جهته، يقول المواطن خالد: "شن التحالف العربي بقيادة السعودية أكثر من 250 ألف غارة على اليمن طوال 9 أعوام، لم نخف أو نهزم على رغم ما أحدثته من ذبح للنساء والأطفال والعزّل من المدنيين، فكيف لشعب لم تسقطه أكثر من ربع مليون غارة أن يخاف أو يتراجع عن قرار نصرة فلسطين بسبب غارات تقصف أنقاض ما دمّروه مسبقاً؟".

فرصة من ذهب

"ترك الفرصة غصة"، يعتبر اليمنيون العربدة الأميركية في اليمن جزءاً لا يتجزأ من العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد كان خطاب قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اليوم الـ75 من العدوان يوضح لهفة اليمنيين لمواجهة الولايات المتحدة مباشرة، قائلاً: "أحبّ الأمور إلينا، وما كنا نتمناه منذ اليوم الأول، أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأميركي والإسرائيلي وليس عبر عملائهما".

وبحجم الألم في غزة، تتعمّق جراح صنعاء، هكذا أكد رئيس مجلس وكالة سبأ اليمنية نصر الدين عامر في تغريدة له في منصة أكس، قائلاً: "الآن ارتحنا أننا نُقصف كغزة، كنا نستحي من الشعب الفلسطيني أنه يقصف ونحن لا نقصف، ونحن مع فلسطين نسلم جميعاً أو نستشهد في سبيل الله معاً".

جسّد أغلب الناشطين اليمنيين هذه المقولة التي تعبّر عن صدق نواياهم، ليستكمل المواطن أبو نجم الكحلاني مؤيّد مقولة عامر بالقول: "فرحتنا تملأ الأرض، أننا بفضل الله استطعنا أن نخفّف عن غزة القصف ونحمله مع أبنائها، ونشاطرهم ما هم فيه، وأننا من قبل كنا نخجل أن يتم قصفكم ونحن آمنون، وهذا القصف يعتبر إذناً من الله بالفتح الموعود، فصبراً جميلاً".

يتقاسم اليمنيون مع غزة الحزن قبل الفرح، كما قال الناشط مروان أرحب، مؤكداً أن "الخوف عار علينا، فلو تقطّعت أجسادنا، وتهدّمت منازلنا فوق رؤوسنا، ودُمّرت كل مقوّمات حياتهم، لن نتخلى أو نخذل غزة وفلسطين، ولن نتراجع عن موقفنا".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.