فرانسوا بايرو والمهمة الصعبة

من الصعب التكهن بالمسار الذي سيأخذه طريق الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة فرانسوا بايرو لكن الأجواء تبدو غير مشجعة كثيراً.

  • فرانسوا
    رئيس الحكومة الفرنسية الجديدة، إنه فرانسوا بايرو

أخيراً خرج الدخان الابيض من قصر الاليزيه وتكشَّف اسم رئيس الحكومة الفرنسية الجديدة، إنه فرانسوا بايرو رئيس الحركة الديمقراطية والحليف الأول لرئيس الدولة وعرَّابه.

خيار الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، على حليفه لتشكيل الحكومة الجديدة يظهر مدى تقلص خياراته بشأن المرشحين إلى المنصب وإضطراره إلى الإستعانة بالصديق والحليف الذي وقف إلى جانبه منذ ما قبل وصوله إلى رئاسة الجمهورية.

إنّ اختيار بايرو قد يعود أيضاً لكونه يصنف في خانة الوسط ويرتبط بعلاقات طيبة مع أطراف من اليسار وكذلك من أقصى اليمين/ مهمته لن تكون سهلة بداية لتشكيل فريقه الوزاري ناهيك عن المخاطر المحدقة بحكومته العتيدة إزاء إمكانية تعرضها  لحجب محتمل للثقة من جمعية وطنية منقسمة بين ثلاث كتل رئيسية لا يملك أيٌّ منها الاغلبية.

 لم يهضم ماكرون بعد قرار الإطاحة بحكومة، ميشال بارنييه، الأسبوع الماضي، وكان يسعى إلى تشكيلة حكومية تحت مسمى حكومة وحدة وطنية تضم معسكره لكن مسعاه خاب.

إذ لم ينجح في جمع الديغوليين وثلاثة من أبرز قوى تحالف اليسار نظرا لطبيعة التنافر بشأن قضايا حياتية واقتصادية ومجتمعية بين الطرفين لكنه نجح في دق اسفين بين أركان تحالف اليسار أو الجبهة الشعبية الجديدة. 

السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لفرانسوا بايرو أن ينجح حيث فشل سلفه بارنييه؟ وما هو الهامش الذي يمكن له ان يتحرك من خلاله  لينجح ولم  يكن لدى بارنييه؟ خصوصا أن الملفات كثيرة.

من الصعب التكهن بالمسار الذي سيأخذه طريق الحكومة الفرنسية الجديدة لكن الأجواء تبدو غير مشجعة كثيراً.

الحزب الاشتراكي أكد رفضه المشاركة فيها والشيوعيون أوحوا بموقف مشابه وطالبوا رئيس الوزراء الجديد بالقطع مع توجهات سلفه وحزب الخضر لوح بحجب الثقة عن حكومة بايرو إذا لم يعمد إلى مقاربة جديدة للوضع الاقتصادي بعيدا عن ماكرون وكذلك في حال أبقى على وزير الداخلية برونو روتايوه لطروحاته المتشددة حيال الهجرة والمهاجرين.

زعيمة الكتلة النيابية لحزب التجمع الوطني، مارين لوبن، شككت بنجاعة هذا التعيين وحثت بايرو على الابتعاد عن مقاربات الرئيس ماكرون وسياساته لأن مصيرها الطريق المسدود والفشل كما قالت إنها لا تلجأ إلى خيار حجب الثقة صبحاً ومساءً لكن من دون استبعاده فيما كشف جوردان بارديلا رئيس الحزب أنه لن يكون هناك حجب ثقة مبدئي عن الحكومة الجديدة ويمنح كلام لوبان وبارديلا حكومة بايرو فرصة الحياة ولو لبعض الوقت.

 ويبقى حزب فرنسا غير الخاضعة بزعامة، جان لوك ميلانشون، في صدارة جبهة المواجهة ضد رئيس الجمهورية. ولا يزال الحزب على موقفه برفض أي تقارب مع رئيس الدولة ومعارضته أي حكومة لا تقودها شخصية من تحالف اليسار وهو هدد بحجب الثقة عنها لكنَّ دون ذلك عقبات هذه المرة.

ذلك أن حلفاءه الآخرين من اشتراكيين وشيوعيين ومن حزب الخضر بدأوا يتململون من يعتبرونه محاولة حزب ميلانشون الإستفراد بالقرار واستمرار تبنيه مواقف متشددة في ظل أزمة سياسية تعصف بالبلاد سيتضرر منها الجميع إذا ما استمرت خصوصا أنها معطوفة على أزمات حياتية وإجتماعية عادت لتطل برأسها على الساحة الفرنسية.

الأجواء تبدو ضبابية والنرقب سيد الموقف لمعرفة تشكيلة هذه الحكومة وبرنامج عملها وأيضا حول طبيعة العلاقة التي ستحكم بين رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه الجديد  وهما معروفان بمراسهما الصعب.

اقرأ أيضاً: ما خلفيات الإطاحة بحكومة بارنييه في فرنسا؟