"معاريف": متّخذ القرار في الكابينت الأمني الإسرائيلي يبعث على القلق
وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن القلق الإسرائيلي من امتلاك إيران لسلاح نووي، وتتساءل بشأن تصريح رئيس الموساد الحالي بشأن منع إيرانٍ نووية: "من أين جاءت هذه الثقة لرئيس الموساد؟".
نشرت صحيفة "معاريف"، اليوم الإثنين، مقالاً للكاتب أفرايم غانور، تحت عنوان "عندما نرى من يُفترض أن يتخذ قرارات في الكابينت الأمني أجد سبباً للقلق".
وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
رئيس الموساد يؤمن أننا سنستطيع منع إيرانٍ نووية، لكن عندما نرى من يُفترض أن يحسم في الكابينت الأمني، إسحاق غولدكنوف مثلاً، الذي لم يحمل بندقية، فيما الملف النووي الإيراني بالنسبة له مثل معتقد البوذية، أجد سبباً للقلق.
في الوقت الذي ينهمك فيه هؤلاء الذين انتُخبوا من غالبية الإسرائيليين لقيادة "إسرائيل" في أجمّة مشاكلها والتهديدات على أمنها، بتحصين مكانتهم السياسية، باتفاقاتٍ ائتلافية، وبالاهتمام بأقصى ما يمكن من ميزانيات لمصالحهم وبمطالب غريبة، يتوثق أمام أعيننا الحلف العسكري بين روسيا وإيران، حلفٌ فيه ما يوسّع التهديد ضد "إسرائيل".
ليس صدفة أن رئيس الموساد دادي برنياع، كرّس في حفل منح أوسمة تميّز، جلّ كلامه للموضوع الإيراني وللتوثيق المقلق للعلاقات التي تُنسج بين إيران وروسيا، بما في ذلك تزويد وسائل قتالية متقدّمة بموازاة توسيع تخصيب اليورانيوم. هذه العلاقات التي تتوثق، التي ستعزز محور الشر ضد "إسرائيل"، هي تهديد مهم على أمن ووجود "إسرائيل" ودول مسلمة محيطة. روسيا هي قوة عظمى نووية مع قدرات عليا، ومساهمتها في صناعة النووي الإيراني بدأت في عهد الاتحاد السوفياتي.
في خريف 1995، قبل حوالى شهر من قتل رئيس الحكومة إسحاق رابين، كنتُ من بين الصحافيين الذين رافقوا حاشيته الكبيرة في زيارة ناجحة جداً إلى روسيا وأوكرانيا. في رحلة العودة نجحتُ في إجراء مقابلة مع رابين، قال فيها: "الهدف الأساسي لرحلتي هذه كان إقناع الرئيس بوريس يلتسين بوقف مساعدة العلماء الروس لصناعة النووي الإيراني، التي حظيت بزخمٍ مهم في المدة الأخيرة".
شعرتُ حينها جيداً بالقلق في كلامه. سألته: "ما الذي حصلت عليه من يلتسين؟"، أجاب رابين: "لا شيء".
لقد حرص على القول إن العلماء الذين يعملون اليوم في إيران يعملون ضمن اتفاقاتٍ شخصية مع النظام الإيراني، وليس لنا أي صلاحية وقدرة لمنعهم.
منذ ذلك الوقت عرفنا الكثير عن النووي الإيراني. وفي حفل في مقر رئيس الموساد، يقول بجلالته، بعد 27 سنة بالضبط على تلك المحادثة مع رابين في الطائرة، إنه فيما يحاول الإيرانيون توسيع تخصيبهم لليورانيوم قدر ما أمكن من أجل الوصول إلى قنبلة نووية، "إسرائيل" ستحرص على ألا يكون لإيران قنبلة نووية، "لا في السنوات المقبلة ولا إلى الأبد أيضاً. هذا تعهدي، هذا تعهد الموساد"، حسب قول برنياع.
من أين جاءت هذه الثقة لرئيس الموساد؟ لا أعلم. أنا على قناعة بأن لإعلانه أساس وخلفية، لكن من أجل إعلانه يجب أن يعلم أن خلفه توجد حكومة صلبة.
فهل أن رئيس الموساد لا يرى ما الذي يجري هنا في الشهر الأخير؟ لا يرى الثورة الجارية أمام أنظارنا؟ مع هذا إنه يؤمن أننا سنستطيع منع إيران نووية؟ أنا، بخلافه، بعيد عن أن أكون متفائلاً.