"المونيتور": البنتاغون لا يستبعد الرد على هجوم السفينة الإسرائيلية في الخليج

صراعات إيران الإقليمية تصطدم بطموحات بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. 

  • ناقلة النفط الإسرائيلية
    ناقلة النفط الإسرائيلية "ميرسر ستريت" التي استهدفت في الخليج.

قال موقع "المونيتور" الأميركي إن وزارة الدفاع الأميركية – البنتاغون لم تستبعد لعب دور في "الرد الجماعي" الذي وعدت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الهجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة نفط مملوكة لـ"إسرائيل" الأسبوع الماضي في خليج عمان.

وأسفر الهجوم، الذي ألقى مسؤولون أميركيون وبريطانيون وإسرائيليون باللوم فيه على إيران، عن مقتل شخصين: قبطان السفينة الروماني وأحد أفراد الطاقم البريطاني.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين يوم أمس الثلاثاء "الرد المنسق لا يجب أن يكون رداً عسكرياً. بالتأكيد سنفعل ما يتعين علينا القيام به لحماية قواتنا ومصالحنا."

ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الإثنين الماضي الضربة التي استهدفت يوم الخميس الماضي سفينة "إم في ميرسر ستريت" بأنها "تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة" وقال إن الحكومة الإيرانية تواصل إظهار "اللامسؤولية الهائلة" من خلال متابعة مثل هذه الهجمات.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم بأنه "شائن" وقال إن على إيران "مواجهة العواقب". 

وقال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس لأعضاء الكنيست الإثنين إن انتشار الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية "يشكّل خطراً مباشراً" في المنطقة وأن على إسرائيل "التحرك الآن" للرد.

وتحدث قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث "فرانك" ماكنزي، عبر الهاتف مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الاثنين. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن الجانبين ناقشا "الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والتعاون بين البلدين".

وقال "المونيتور" إن هذا الهجوم بطائرة مسيّرة جاء بعد سلسلة من الهجمات التخريبية الإسرائيلية على ناقلات إيرانية تنقل النفط إلى سوريا. ونفذت "إسرائيل" كذلك مئات الاعتداءات الجوية داخل سوريا ضد أهداف مشتبه بارتباطها بإيران، لمنع مجموعات الصواريخ الموجهة بدقة من الوقوع في أيدي الجماعات الحليفة لإيران بالقرب من حدود فلسطين المحتلة.

وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة باشرت في تقديم المساعدة العسكرية والاستخباراتية للحملة الجوية الإسرائيلية على سوريا خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018، لكن الصراع الهادئ يهدد الآن بإفشال الطموحات الإقليمية لإدارة بايدن.

ويأتي حديث واشنطن عن رد جماعي في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون الحاليون إلى الاستفادة مما يراه البعض نافذة ضيقة لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع إيران لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات.

وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين ساكي، أمس إن الإدارة "ملتزمة تماماً" بالعودة إلى المحادثات غير المباشرة مع المسؤولين الإيرانيين في فيينا.

وقال ميك مولروي، كبير المسؤولين السياسيين السابقين لشؤون الشرق الأوسط في البنتاغون، لـ"المونيتور" إن الرد المخطط من المرجح أن "يُحسب حتى لا يؤدي إلى تصعيد الوضع الحالي، ولكن لا يزال يرسل رسالة مفادها أن هذا النوع من الإجراءات المتهورة والقاتلة ضد أي سفينة مدنية لن يتم التسامح معها".

وقد أذن بايدن مرتين بشن هجمات جوية ضد مواقع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا بسبب شنّهم هجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة على القوات الأميركية في العراق.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان لمشرعي الكونغرس أمس، إنه لا هذه الضربات ولا موقف إدارة ترامب تجاه طهران قد أوقف هجمات الميليشيات ضد العسكريين الأميركيين في العراق.

واقترح أحد كبار المسؤولين الأميركيين السابقين أن تختار إدارة بايدن رداً "يمكن إنكاره" على حادثة سفينة "أم في ميرسر ستريت"، رداً "تعرف إيران أنه الولايات المتحدة، لكنه ليس شيئًا من شأنه أن يعرقل مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة".

وقال المسؤول السابق، الذي كان على علم بعمليات سابقة، إن الهجوم الإلكتروني "يمكن أن يتسبب في الكثير من الضرر، لكنه لن يكون بهذه الصعوبة".

وكشف "المونيتور" أن إدارة ترامب نفذت هجوماً إلكترونياً ضد إيران في أعقاب هجوم 2019 بطائرات مسيّرة وصواريخ كروز على منشآت نفط بقيق وخريص في المملكة العربية السعودية.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم