"أكسيوس": تفاؤل بايدن سيصطدم بالواقع الأوروبي
تريد المستشارة الألمانية تقوية الروابط المالية الأوروبية مع الصينيين. كما أنها مصممة على استكمال وتشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا.
قال موقع "أكسيوس" الأميركي إنه عندما غادر الرئيس الأميركي جو بايدن واشنطن، قال للصحافيين إنه سيستخدم أول رحلة خارجية له ليوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصين أن أوروبا والولايات المتحدة متراصتان وأن مجموعة السبع ستتحرك.
وأضاف أن المشكلة في هذا الكلام تعود إلى أن تصريحاته المتعلقة بالأهداف المشتركة للحلفاء لا تدعمها تصريحات وتصرفات الحلفاء أنفسهم. فستصطدم كلمات بايدن المتفائلة وسلوكه بالواقع خلال قمة مجموعة السبع في المملكة المتحدة، واجتماع حلف الناتو في بروكسل، واجتماعه مع الرئيس بوتين في جنيف.
وتابع الموقع أنه لا يبدو أن دولتين أوروبيتين قويتين – هما ألمانيا وفرنسا – جاهزتان عندما يتعلق الأمر بتشكيل جبهة موحدة ضد الصين وروسيا. إذ تريد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقوية الروابط المالية الأوروبية مع الصينيين. لقد كانت أبرز صوت أوروبي يدعو إلى صفقة استثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين. كما أنها مصممة على استكمال وتشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا.
وأوضح الألمان لإدارة بايدن أنهم لن يتراجعوا عن هذا المشروع، بغض النظر عن مناشدات الولايات المتحدة أو ضغوطها.
واعترف بايدن بالهزيمة من خلال التنازل عن العقوبات المفروضة على الشركة التي تشرف على البناء مما يمهد الطريق لاستكمال خط الأنابيب.
ورأى "أكسيوس" أن استكمال مشروع "نورد ستريم 2" هو مكسب كبير لبوتين. فلديه الآن رافعة قوية لزيادة نفوذه في أوروبا وعلى الدول الضعيفة مثل بولندا وأوكرانيا. وقال إن أي سيناريو هو وسيلة أخرى لتعزيز جهوده لتقسيم حلف الناتو.
كما أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات علنية تتعارض مع تعليقات بايدن. ففي شباط / فبراير الماضي، حذر ماكرون من فكرة انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لمواجهة الصين. وقال ماكرون: "إن نشوء وضع يتحد الجميع ضد الصين هو سيناريو لأعلى صراع ممكن. هذا، بالنسبة لي، يأتي بنتائج عكسية".
كما دعا ماكرون إلى "الحكم الذاتي الاستراتيجي" الأوروبي - وهي عبارة تشير إلى المسافة بين أوروبا والولايات المتحدة.
وخلص الموقع إلى أن اجتماع بايدن مع قادة "الناتو" في بروكسل أمر حاسم لخطته لإعادة تأسيس التحالف الأطلسي الذي سخر منه الرئيس السابق دونالد ترامب واتُهم بتقويضه. فالهدف الرئيسي لرحلة بايدن هو تعزيز وحدة التحالف بشأن روسيا.
ومع ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذها القادة الأوروبيون بالفعل تتحدث بصوت أعلى من أي بيان مشترك يصدرونه في نهاية المطاف في بروكسل.
نقله إلى العربية: الميادين نت