"بوليتيكو": الاتحاد الديمقراطي المسيحي يدعم لاشيت لمنصب المستشارية الألمانية
المنافسة حول اختيار المرشح المحافظ لمنصب المستشار الألماني، تتخذ منعطفاً دراماتيكياً في وقت مبكر، خصوصاً أن "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" يدعم زعيمه أرمين لاشيت ضدّ منافسه البافاري، ماركوس سودر.
نشر موقع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، مقالاً عن المنافسة حول المرشح لمنصب المستشار في ألمانيا، بين حزبي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، وفيما يلي النص المنقول إلى العربية:
في اقتراع سري، جاء في نهاية اجتماع افتراضي، استمر أكثر من 7 ساعات للجان التنفيذية لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الألماني، فاز زعيم الحزب آرمين لاشيت بنسبة 77.5% من أصوات المقترعين، مقابل 22.5% لزعيم "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" ماركوس سودر. وامتنع 6 أعضاء عن التصويت.
نتيجة لاشيت، بدت مثيرة للإعجاب للوهلة الأولى، إلا أنها انخفضت إلى 67%، بعد احتساب أصوات الذين امتنعوا عن التصويت.
لم يعرف ما إذا كانت هذه النتيجة كافية لإقناع سودر، بسحب ترشيحه. فبالرغم من أن الحزبين مستقلين عن بعضهما، إلا أنهما يرشحان مرشحاً مشتركاً لمنصب المستشار.
بعد هذا التحوّل الدراماتيكي المبكر، في المنافسة حول المرشح لمنصب المستشار في ألمانيا، بسبب دعم الحزب الديمقراطي المسيحي لزعيمه، تساءل بعض المراقبين عما إذا كان الاستطلاع، الذي جاء بعد منتصف الليل، وبعد نقاش فوضوي بين أعضاء اللجنة، حول كيفية التصويت أو حتى ما إذا كان سيصوت، سيكون كافياً لإقناع زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب الشقيق لحزب CDU البافاري، بسحب ترشيحه لصالح المحافظين. لكن سودر لم يعلق على النتيجة فوراً.
بالنظر إلى مكانة الكتلة المحافظة، كقوة سياسية مهيمنة في ألمانيا، فإن من يفوز بموافقتها، يصبح المرشح المفضل، ليخلف أنجيلا ميركل في منصب المستشارة، والتي تخطط للتنحي بعد الانتخابات الوطنية في أيلول/سبتمبر المقبل.
عادة ما يكون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهو حزب وطني أكبر من حجم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الإقليمي، هو الخيار الطبيعي لانتاج مرشح الكتلة. لكن سودر، كونه ابن بنّاء من نورمبرغ، جعلته جاذبيته الشخصية، نجماً سياسياً خارج بافاريا. فهو يتمتع بشعبية كبيرة أكثر من لاشيت، ويعتبره العديد من الألمان رجلاً محافظاً.
يخشى كبار قادة حزب لاشيت، من أن يؤدي ترشح سودر كمرشح محافظ لمنصب المستشار، إلى تقويض سلطة رئيسهم الجديد. خاصة وأن الزعيم البافاري، يتمتع بدعم كبير في الكتلة البرلمانية المشتركة للحزبين.
واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون اختيار مرشح، هي أن الحزبين ليس لديهما إجراءات محددة لاتخاذ القرار. من الواضح حتى الآن، أنّ أيٍ من المرشحين، ليس على استعداد لإفساح المجال للآخر.
هذا التنافس، كشف عن انقسامات عميقة بين المؤسسة الشمالية للتحالف المحافظ، وترتب على لاشيت إذا نجح في تأمين الترشح، إصلاح هذه الخلافات قبل أن تتضاءل فرصه في الفوز في انتخابات الخريف المقبل.
في الوقت الحالي، لا يحظى لاشيت بشعبية كبيرة في ألمانيا مقارنةً مع سودر، لدرجة أن بعض النواب قالوا، إنهم لا يريدون حتى أن يقوم بحملة من أجله.
يراهن أنصار سودر في الاتحاد الديمقراطي المسيحي على جاذبيته الشعبية، فقد تفوق مؤخراً على ميركل بصفته السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا، وهو على النقيض في الأسلوب السياسي الشعبوي، من أسلوب ميركل ولاشيت الرصين.
بالرغم من أن المحافظين قد تعرضوا لهزة في الأشهر الأخيرة، بسبب الانتقادات بشأن طريقة تعاملهم مع الوباء، وسلسلة من فضائح الفساد، إلا أنهم احتفظوا بتقدم كبير يصل إلى 10 نقاط مئوية، في استطلاعات الرأي.
"أمّا حزب البيئة" الذي حث الألمان على التغيير بعد 16 عاماً من حكم المحافظين، فقد رشح بالإجماع، أنالينا بربوك، لمنصب المستشارية الألمانية.