"نيويورك تايمز": مردوخ يهاجم مزاعم ترامب بتزوير الانتخابات
ساعدت صحيفة "نيويورك بوست" في جعل ترامب أحد المشاهير في نيويورك منذ عقود، وكانت داعماً مبكراً لطموحاته السياسية، حيث أيدته في انتخابات عام 2016 و2020.
كتب مارك ترايسي مقالة في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قال فيها إن صحيفة "نيويورك بوست"، صحيفة التابلويد اليمينية الصديقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يملكها عملاق الإعلام روبرت مردوخ قد انضمت إلى صحيفة أخرى يملكها مردوخ، وهي صحيفة "وول ستريت جورنال"، في انتقاد محاولات ترامب لتغيير نتائج الانتخابات.
ومن خلال افتتاحية صريحة ولاذعة كتبها مردوخ في الصفحة الأولى، طلبت صحيفة "نيويورك بوست"، وهي صحيفة شعبية روجت لترامب قبل وقت طويل من دخوله السياسة، من الرئيس إنهاء محاولاته لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وأظهرت الصفحة الأولى يوم الاثنين رئيساً مكتئباً وكان العنوان الرئيسي "أوقفوا الجنون". وأظهر موقعها أيضاً الافتتاحية، التي كتبها مجلس التحرير، في الجزء العلوي من الصفحة الرئيسية.
وجاء في بداية الافتتاحية: "سيدي الرئيس، حان الوقت لإنهاء هذه المهزلة المظلمة".
لقد انتقدت الافتتاحية اقتراح ترامب بأن يحاول مجلسا النواب والشيوخ تعطيل عملية فرز أصوات الهيئة الانتخابية في 6 كانون الثاني / يناير. كما سخرت من سيدني باول، المحامية السابقة لحملة ترامب التي روّجت لنظريات المؤامرة حول مؤامرة فنزويلية لتزوير آلات التصويت في الولايات المتحدة الأميركية. وقالت الصحيفة إن اقتراح مايكل فلين، الجنرال السابق الذي عمل كأول مستشار للأمن القومي للرئيس ترامب، بفرض الأحكام العرفية كان "بمثابة خيانة".
وأضافت الافتتاحية متوجهة إلى ترامب بالقول: "لقد قمت بالتغريد أنه طالما كان لدى الجمهوريين الشجاعة، يمكنهم قلب النتائج ومنحك أربع سنوات أخرى في المنصب. بعبارة أخرى، أنت تشّجع على انقلاب غير ديمقراطي".
وقال الكاتب إن صحيفة "نيويورك بوست" قد ساعدت في جعل ترامب أحد المشاهير في نيويورك منذ عقود، وكانت داعماً مبكراً لطموحاته السياسية، حيث أيدته في السباق التمهيدي الجمهوري قبل انتخابات عام 2016. وفي كانون الثاني / يناير 2019، بينما كانت حملة إعادة انتخاب ترامب جارية، أعادت الصحيفة رئيس تحريرها السابق لفترة طويلة، كول آلان، وهو محرر صحيفة شعبية أسترالية شوهد ذات مرة يرتدي قبعة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً" في غرفة الأخبار. لقد ساعد آلان، بصفته مستشاراً لغرفة الأخبار، في رسم شكل تغطية الانتخابات في الصحيفة، ومنحت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك بوست" تأييدها لترامب في افتتاحية على صفحتها الأولى في 26 تشرين الأول / أكتوبر بعنوان "اجعل أميركا عظيمة مجدداً، مجدداً".
وأشار الكاتب إلى أنه منذ يوم الانتخابات، تغيرت لهجة "نيويورك بوست". ففي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بعد فترة وجيزة من ظهور جوزيف بايدن جونيور كفائز في الانتخابات الرئاسية، قال ألان إنه ينهي حياته المهنية التي استمرت أربعة عقود في صحف مردوخ في الولايات المتحدة وأستراليا. وفي 7 تشرين الثاني / نوفمبر، نشرت هيئة تحرير "نيويورك بوست" بعض النصائح القاسية لترامب: "الرئيس ترامب، إرثك آمن - أوقف خطاب الانتخابات المسروقة".
بدورها، الافتتاحية المحافظة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وهي صحيفة أخرى تسيطر عليها شركة "مردوخ نيوز كورب"، اتخذت النهج نفسه. فقد بدأت افتتاحية في 20 كانون الأول / ديسمبر بعنوان "خروج ترامب السيء". وقالت: "أنجز الرئيس ترامب الكثير في أربع سنوات، لكن عندما يترك منصبه، لا يبدو أنه يساعد في تذكير الأميركيين بسبب حرمانهم له من فترة ولاية ثانية".
واختتمت قائلة: "لا يريد ترامب الاعتراف بخسارته، ويمكنه التهرب من التنصيب إذا رغب في ذلك. لكن روتينه الخاسر المؤلم بدأ يزعج حتى الملايين الذين صوتوا له".
كما غيرت الشخصيات التلفزيونية في إمبراطورية مردوخ الإعلامية لهجتها. وبدا أن ماريا بارتيرومو ولو دوبس، من قناة "فوكس بيزنس"، وجينين بيرو، من قناة "فوكس نيوز"، يدعمون محاولات الرئيس ومعاونيه للتراجع عن نتائج الانتخابات - حتى وقت قريب. لكن هذا الشهر، تضمنت البرامج التي استضافها المذيعون الثلاثة مقاطع مدتها ثلاث دقائق تهدف إلى فضح الادعاءات على الهواء بأن تصويت 2020 قد تم تزويره. وجاءت المقاطع بعد أن هدد أنطونيو موجيكا، رئيس شركة "سمارتماتيك" Smartmatic لتكنولوجيا الانتخابات، باتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركات الإعلامية التي بثت بيانات تشير إلى أن الشركة كان لها دور في تزوير الأصوات.
وفي هجومها على صفحتها الأولى يوم الاثنين، ناشدت هيئة تحرير "نيويورك بوست"، التي يديرها محررها مارك كيو كننغهام منذ فترة طويلة، السيد ترامب مباشرة. وجاء فيها: "نحن نتفهم، سيدي الرئيس، أنك غاضب لأنك خسرت. ولكن الاستمرار في هذا الطريق مدمر".
وتابعت الافتتاحية: "سيحاول الديمقراطيون شطبك باعتبارك انحرافاً لمدة ولاية واحدة، وبصراحة، فإنك تساعدهم على القيام بذلك". وختمت بالقول: "إذا أصررت على قضاء أيامك الأخيرة في المنصب وتهدد بإحراق كل شيء، فسيتم تذكرك بهذه الطريقة. ليس كثوري، ولكن كفوضوي" يعلّق السباق.
ترجمة بتصرف: الميادين نت