"نيويورك تايمز: شركات التكنولوجيا تحقق أرباحاً كبيرة برغم تراجع الاقتصاد
على الرغم من أن أكبر أربع شركات أميركية في صناعة التكنولوجيا أصيبت بالصدمة من تباطؤ في الإنفاق، فقد أبلغت عن أرباح مجمعة بقيمة 28 مليار دولار .
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه بعد يوم واحد من قيام المشرعين في الكونغرس باستجواب الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التكنولوجيا حول حجمها وقوتها واحتكارها، أفادت شركات Amazon و Apple و Alphabet و Facebook عن نتائج مالية ربع سنوية جيدة بشكل مدهش، متحدية واحدة من أسوأ فترات الركود الاقتصادي المسجلة.
وعلى الرغم من أن الشركات شعرت بتأثر ما من تباطؤ الإنفاق، إلا أنها أثبتت، كما جادل النقاد، أنها تعمل في ساحة لعب مختلفة عن بقية الاقتصاد.
وارتفعت مبيعات أمازون بنسبة 40 في المئة عن العام الماضي وتضاعفت أرباحها. وقفزت أرباح فيسبوك 98 في المئة. على الرغم من أن هذا الوباء أغلق العديد من متاجرها، إلا أن شركة آبل زادت مبيعات جميع منتجاتها في كل جزء من العالم وحققت أرباحاً بقيمة 11.25 مليار دولار. وتراجعت عائدات الإعلانات لـAlphabet ، المتقاعسة، لكنها كانت لا تزال أفضل مما توقعته بورصة "وول ستريت".
وقال دان إيفز، المدير العام لأبحاث الأسهم في ويدبوش للأوراق المالية: "ما زال القوي يزداد قوة. ونظراً لأن العديد من الشركات تتراجع، فإن خبراء التكنولوجيا يواصلون اكتساب القوة في هذه البيئة."
وكان الأداء المالي لشركات التكنولوجيا على النقيض الملحوظ للوضع العام للاقتصاد الأميركي. وقالت وزارة التجارة يوم الخميس إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض بنسبة 9.5 في المئة في الربع الثاني من العام مع قيام المستهلكين بتخفيض الإنفاق. وكان أكبر انخفاض على الإطلاق.
وأعلنت شركات التكنولوجيا مجتمعة عن 28.6 مليار دولار في صافي ربح ربع سنوي.
ويوم الأربعاء، استجوبت لجنة مكافحة الاحتكار في الكونغرس قادة الشركات - جيف بيزوس من أمازون، وتيم كوك من آبل، ومارك زوكربيرغ من فيسبوك وسوندار بيتشاي من "ألفابت" حول قوة السوق والممارسات التجارية.
وكان ذلك جزءاً من تحقيق أوسع نطاقاً من قبل المنظمين والمشرعين بشأن هيمنة عمالقة التكنولوجيا، مع تحقيقات مفتوحة من وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية والمدعين العامين للدولة.
وكان مشهد الرؤساء التنفيذيين للشركات الأربع، التي تبلغ قيمتها ما يقرب من 5 تريليون دولار من حيث القيمة السوقية مجتمعة، والذي ظهر أمام لجنة فرعية تابعة لمجلس النواب، تاريخياً. لكن غالباً ما تستغرق التحقيقات المتعلقة بمكافحة الاحتكار سنوات، وخاصة إذا سعى المنظمون إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة مثل تفكيك الشركات.
وعزز الوباء المزايا التي تمتلكها شركات التكنولوجيا الكبرى. ومع بقاء المستهلكين في منازلهم، ارتفع الطلب على موقع أمازون للتسوق، بينما تتجه الشركات إلى منتجات الحوسبة السحابية للحفاظ على خدماتها وتشغيلها. وقالت شركة آبل إن التحول إلى العمل والتعلّم من المنزل دفع المزيد من الناس إلى طلب أجهزة Apple واستخدام خدماتها.
وقال لوكا مايستري، المدير المالي لشركة Apple، في مقابلة: "منتجاتنا وخدماتنا وثيقة الصلة بحياة عملائنا، وفي بعض الحالات، تكون أكثر خلال الوباء من أي وقت مضى". وأشار إلى أن شركة آبل كان بإمكانها جني مليارات عدة من الدولارات لولا الوباء.
ولا يزال موقعا Facebook و Googleمهمين بالنسبة إلى جهات التسويق وهما يتغلبان على تراجع الإعلانات بشكل أفضل من المنافسين. وتجاهل فيسبوك تباطؤ الإنفاق، وأشاد بمستويات قياسية من مشاركة منتجاته.
وقالت Alphabet إن الإيرادات من إعلانات بحث Google انخفضت بنسبة 10 في المئة - مما دفع إجمالي إيرادات الشركة إلى الانخفاض للمرة الأولى في تاريخ الشركة - ولكن ذلك كان أفضل من المنافسين. وفي الأسبوع الماضي، أبلغت شركة Microsoft عن انخفاض بنسبة 18 في المئة في عائدات إعلانات البحث.
ومنذ بداية شهر آذار / مارس، ارتفعت أسعار أسهم الشركات بمتوسط 35 في المئة.
مدعومة بالطفرة الناجمة عن الوباء في التسوق عبر الإنترنت، حققت أمازون 88.9 مليار دولار في مبيعات ربع سنوية، بزيادة 40 في المئة عن العام السابق. وتضاعف الربح، إلى 5.2 مليار دولار، على الرغم من أن الشركة استثمرت في توسيع المستودعات وطرق أخرى لزيادة السعة.
وكتب توم فورتي، المحلل في بنك الاستثمار ديفيدسون وشركاه في مذكرة حديثة للمستثمرين: ".ببساطة، في رأينا، حقن "كوفيد-19" أمازون بهرمون النمو".
في نيسان / أبريل، قال بيزوس للمستثمرين ألا يتوقعوا أي ربح تشغيلي، وربما حتى خسارة، حيث خططت الشركة لإنفاق حوالى 4 مليارات دولار على النفقات المتعلقة بفيروس كورونا مثل الزيادات المؤقتة في الأجور، وانخفاض كفاءة المستودعات بسبب التباعد الاجتماعي، و300 دولار مليون لاختبار قوة عملها مع الفيروس. ولكن حتى تلك التكاليف لم تقارن بالزيادة الهائلة في الطلب، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت بنسبة 48 في المئة.
وفي مكالمة مع الصحافيين، رفضت "أمازون" أن تقول ما إذا كانت ستمنح العاملين في المستودعات مكافآت أو زيادات مرتبطة بالفيروس في الربع الحالي، لكنها أضافت أن النفقات المتعلقة بالوباء ستنخفض إلى ملياري دولار في الربع.
ونمت المبيعات في أعمال الحوسبة السحابية المربحة في Amazon، والتي تشمل عملاءها الشركات الكبرى والشركات الصغيرة الناشئة، بنسبة 29 في المئة، لتصل إلى 10.8 مليار دولار، وكانت أكثر ربحية مما توقع المحللون.
وارتفعت عائدات فيسبوك للربع الثاني بنسبة 11 في المئة عن العام السابق إلى 18.7 مليار دولار، بينما قفزت الأرباح 98 في المئة إلى 5.2 مليار دولار. وكانت النتائج أعلى بكثير من تقديرات المحللين لإيرادات بلغت 17.3 مليار دولار بأرباح قدرها 3.9 مليار دولار، وفقاً للبيانات.
وعلى الرغم من التدقيق المتزايد من قبل المنظمين، إلا أن الأسئلة حول دورها في تخريب الانتخابات وكيف يستخدم الناس المنصة لنشر المعلومات الخاطئة، لم يظهر أي من المستخدمين أو المعلنين ميلًا للتوقف عن استخدام "فيسبوك". ويأتي أكثر من ثلاثة مليارات شخص بانتظام إلى Facebook أو إلى إحدى تطبيقاته، حيث تجاوزت الخدمات معظم العالم المتقدم. ويستخدم حوالى 2.47 مليار شخص تطبيقاً واحداً أو أكثر من تطبيقات Facebook كل يوم.
وقالت الشركة إن عدد المستخدمين النشطين شهرياً ارتفع بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي وأضافت أنها تشهد مستويات قياسية من التفاعل والاستخدام هذا العام بسبب طلبات الإيواء في جميع أنحاء العالم.
وفي أواخر حزيران / يونيو الماضي، حشدت حملة على مستوى القاعدة الشعبية، Stop Hate for Profit، العديد من كبار المعلنين على Facebook لتقليل إنفاقهم بسبب مشكلات تتعلق بخطاب الكراهية على الموقع.
وحذر "فيسبوك" المستثمرين يوم الخميس من أن تداعيات المقاطعة الإعلانية كانت ملحوظة في تموز / يوليو الجاري وحذر من أن الاضطراب الاقتصادي الأكبر من الوباء يمكن أن يضر في نهاية المطاف بالنتيجة النهائية لفيسبوك.
وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي، استمر الناس في شراء أجهزة آبل Apple بشكل جماعي ودفعوا لمليارات التكنولوجيا العملاقة مليارات الدولارات مقابل التطبيقات والخدمات على هذه الأدوات. وقالت شركة آبل إن مبيعاتها ارتفعت 11 في المئة إلى 59.7 مليار دولار وزادت أرباحها 12 في المئة إلى 11.25 مليار دولار. وتغلب الرقمان بسهولة على توقعات المحللين، حيث توقعت "وول ستريت" انخفاضات في كلا المجالين.
وكانت المبيعات قوية بشكل خاص لأجهزة iPad وMac، حيث اضطر الجمهور بشكل متزايد للعمل اونلاين والاختلاط افتراضياً. كما ارتفعت الإيرادات في مجال خدمات الإنترنت، بما في ذلك تخفيض مبيعات Apple من App Store ، وهو موضوع تحقيقات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا.
حتى iPhone ، الذي لا يزال أكبر منتج يباع للشركة، شهد زيادة طفيفة في المبيعات للمرة الثانية فقط في الأرباع السبعة الماضية.
كما أعلنت شركة آبل عن تقسيم الأسهم يوم الخميس من شأنه أن يضاعف عدد أسهمها أربع مرات، مما يسمح للناس بشراء سهم في الشركة بربع سعر السهم الحالي، والذي أغلق عند 384.76 دولار يوم الخميس.
وأعلنت الشركة الأم لشركةGoogle ، Alphabet ، عن أول انخفاض لها على الإطلاق في الإيرادات الفصلية، متأثرة بتباطؤ الإنفاق من قبل المعلنين. وسجلت الشركة إيرادات بلغت 38.3 مليار دولار وأرباحاً بلغت 6.96 مليار دولار - وهو أعلى بكثير مما توقعه محللو "وول ستريت".
وقالت روث بورات، المدير المالي لشركةAlphabet ، إن إيرادات الإعلانات "تحسنت تدريجياً" مع مرور الربع. وجاء هذا الانخفاض إلى حد كبير من انخفاض مبيعات الإعلانات التي يتم تشغيلها جنباً إلى جنب مع نتائج إيرادات "بحث غوغل"، ولكن جهود الشركة لتنويع أعمالها كانت تؤتي ثمارها مع نمو الإيرادات من إعلانات "يوتيوب" YouTube ونمو أعمال الحوسبة السحابية.
ورداً على سؤال في مكالمة مع المحللين الماليين حول جلسة الكونغرس، قال السيد بيتشاي إن الشركة يجب أن تتعلم كيف تتعايش مع التحقيقات. وقال "التدقيق سيكون هنا لبعض الوقت ونحن ملتزمون بالعمل من خلاله".
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم