"هآرتس": هل يسعى نتنياهو إلى حربٍ عالمية؟
ما دام بنيامين نتنياهو في السلطة، فإن العالم كله في خطر، وليس الأسرى الإسرائيليون وحدهم.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً للناقد الإسرائيلي روغل آلفر، يتحدث فيه عن نية بنيامين نتنياهو جرّ العالم إلى حرب عالمية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
رئيس الوزراء الإسرائيلي يشكّل خطراً على السلام العالمي. في خطابه أمام الكونغرس الشهر الماضي، أوضح بنيامين نتنياهو أنّه يرى "إسرائيل" رأس الحربة في حرب الغرب ضد الإسلام الراديكالي العالمي.
لقد أوضح نتنياهو للأميركيين أنّه يحميهم ويخوض حربهم. كان واضحاً من كلماته أنّ أميركا يجب أن تشكره على جهوده من أجلها، وليس العكس. وبحسب رأيه، فإنّ المساعدات الهائلة التي تتلقاها "إسرائيل" من الولايات المتحدة تخدم مصلحة أميركية وجودية. وكلما زادتها الولايات المتحدة، تمت خدمة المصلحة الوجودية الأميركية بشكل أفضل، والمصلحة الأميركية، وفقاً لنتنياهو، هي حرب عالمية.
في الواقع، في تلك المناسبة، قدّم نتنياهو نفسه كزعيم للعالم الحر وراسم طريقه. في مقابلة مع مجلة "تايم" الأسبوع الماضي، أكّد أنّ هجوم 7 أكتوبر كان كالهجوم على الأسطول الأميركي "بيرل هاربر" عام 1941، ورأى أنّ واجبه بدء حرب عالمية.
الولايات المتحدة ليست سوى وكيلته. لذلك، من المفترض، بحسبه، أن تقصف المنشآت النووية الإيرانية. ونتنياهو واثق بأنّه يدرك أفضل من الإدارة الديمقراطية ما المصلحة الأميركية، ويخدم تلك المصلحة بشكل أفضل من الرئيس جو بايدن.
يمكن القول إنّ نتنياهو استراتيجي سيئ؛ فقد اغتال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية، ولم يأخذ في الاعتبار حجم الرد، لكن ألم يأخذ هذا في الاعتبار حقاً؟ كل من يرى نفسه قائداً للغرب في حربه، يعرف جيداً أنّ الاغتيال الصحيح في المكان الصحيح في اللحظة الصحيحة قادر على إشعال حرب عالمية ستستمر لسنوات وتبقيه في السلطة حتى نهايتها. هذه الحرب العالمية هي الطفل الذي يرعاه نتنياهو. وقد بدأت استراتيجيته تؤتي ثمارها.
وسبق أن أنتج نتنياهو وضعاً مماثلاً في نيسان/أبريل، عندما ردت إيران على استهداف قنصليتها في دمشق بوابل من الصواريخ والمسيّرات أطلقتها نحو "إسرائيل". عندها، تجنّدت الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع حلفائها للدفاع عن "إسرائيل". هذا هو حلم نتنياهو: العالم في حالة اضطراب، و"إسرائيل" في المركز.
إنّ نتائج اغتيال هنية أكثر إثارة للإعجاب بالنسبة إليه، بدءاً من إرسال بايدن قوة عسكرية إلى المنطقة. وقد صار هو من يحدد جدول الأعمال، والعالم منقسم حوله، وهو يرى نفسه أكثر أهمية من أي وقت مضى على المسرح العالمي.
إنّ نتنياهو يمنع نهاية الحرب في قطاع غزة من أجل إشعال حرب عالمية. وفي أوهامه المصابة بجنون العظمة، هذه الحرب العالمية ستكون إرثه.
"إسرائيل" صغيرة بالفعل على الدمار التي ينبثق منها، وتسعى إلى اجتياح العالم. في مجلة "تايم"، قارن نتنياهو نفسه أيضاً بجورج بوش الابن بعد تفجير مركز التجارة العالمي. إنّه يقارن نفسه دائماً بقادة الإمبراطوريات العالمية ويتصرف وفقاً لذلك. يبدو له أنّه سيذكر في المستقبل في كتب التاريخ إلى جانب تشرشل وروزفلت.
لدى العالم بأسره الآن سبب وجيه للرغبة في سقوط نتنياهو؛ فما دام في السلطة، فإن العالم كله في خطر، وليس الأسرى الإسرائيليون وحدهم.