"رويترز": ترامب يرث تراجع القوة الأميركية في أفريقيا
إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب ستضطر إلى التعامل مع نقاط ضعفها في القارة الأفريقية سريعة التغير ومتحالفة بشكل متزايد مع الصين وروسيا وتهددها حركات التمرد المنتشرة.
وكالة "رويترز" تنشر مقالاً للكاتبة جيسيكا دوناتي، تحدثت فيه عن تراجع القوة الأميركية في القارة الأفريقية خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن الرئيس المقبل دونالد ترامب سيرث ذلك، وتسأل كيف ستكون العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا في الفترة المقبلة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
تراجع النفوذ الأميركي في أفريقيا يعني أنّ إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستضطر إلى التعامل مع نقاط ضعفها في قارة سريعة التغير ومتحالفة بشكل متزايد مع الصين وروسيا، وتهددها حركات التمرد المنتشرة.
وتُظهر مقابلات مع ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين، إلى جانب مراجعة تقارير هيئة الرقابة الحكومية الأميركية، أنّ نقص الموظفين والموارد في السفارات في أفريقيا في عهد الرئيس جو بايدن قوّض الجهود الرامية إلى تنفيذ أهداف واشنطن.
لقد تكبّدت الولايات المتحدة انتكاسات دبلوماسية على مدى السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك خسارة أكبر قاعدة تجسس في النيجر والفشل في التفاوض على صفقة مع أي حليف لإعادة تموضع تلك الأصول. وهي الآن عالقة من دون موطئ قدم بين المجالس العسكرية المدعومة من روسيا في منطقة الساحل.
ومن حيث القوة الناعمة، أظهر استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة "غالوب" ونُشر هذا العام، أنّ الصين تفوّقت على الولايات المتحدة من حيث الشعبية في أفريقيا.
كاميرون هدسون، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وعمل في الشؤون الأفريقية في عدد من الأدوار لكل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية، ويعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قال لرويترز: "لدينا نقاط ضعف كبيرة في فهمنا للديناميكيات السياسية والديناميكيات العسكرية في البلدان التي ننشط فيها. وهذه قضية كبرى تواجهها الدبلوماسية الأميركية، وهي حادة بشكل خاص في أفريقيا".
ورداً على أسئلة لوكالة "رويترز"، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ المتقدمين لشغل وظائف في أفريقيا تراجعوا عن ذلك بسبب عدم كفاية المدارس والرعاية الصحية والطبيعة النائية لعدد من الوظائف، مضيفة أنّ هناك حوافز نقدية وغير نقدية لتشجيع الخدمة في ما وصفته بالوظائف الصعبة. كما تشير علامات أخرى إلى تراجع الدور الأميركي في منطقة ظلت فترة طويلة تُعَدّ ذات أولوية منخفضة بالنسبة إلى صنّاع السياسة الخارجية الأميركية.
ولم تحرز واشنطن سوى تقدم ضئيل في تعزيز الوصول إلى الاحتياطيات الهائلة من المعادن الأفريقية، التي تقول إنّها بالغة الأهمية للأمن القومي. وما زال مشروع السكك الحديدية الرائد الذي تدعمه الولايات المتحدة لتصدير الموارد عبر أنغولا إلى الغرب على بُعد سنوات عن الاكتمال.
لقد قطع بايدن وعوداً سياسية شاملة لأفريقيا لم يفِ بها بعد، بما في ذلك زيارته لها خلال فترة رئاسته. وتعهّد دعم إضافة مقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، لكن أياً من الأمرين لم يحدث.
وقال مسؤولان كبيران سابقان خدما في إدارة ترامب، خلال الفترة من 2017 إلى 2021، إنّهما يتوقعان منه أن يتبنى نهجاً أكثر براغماتية من بايدن، ويسعى للحصول على عوائد ملموسة للإنفاق الأميركي في المنطقة.
وقالا إنّ المنافسة مع الصين ستكون محور التركيز الرئيس، إلى جانب الدعم الجديد للشركات الأميركية. وإنّ الولايات المتحدة قد تعيد النظر في سياساتها تجاه القادة العسكريين في منطقة الساحل المضطربة، مع التركيز بشكل أقل على الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي ظل الحروب الكبرى الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، ربما تكون أفريقيا في مرتبة منخفضة في قائمة أولويات السياسة الخارجية لترامب. فهو لم يعين بعد فريقاً خاصاً بأفريقيا، على النقيض من منافسته المهزومة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي عينت فريقاً خاصاً بالمنطقة في الأيام التي سبقت انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
والجدير ذكره أنّ ترامب أشار، خلال إدارته الأخيرة، إلى أن الدول الأفريقية "دول قذرة"، الأمر الذي أثار غضباً كبيراً في القارة الأفريقية.