"نيويورك تايمز": هجوم 7 أكتوبر حطّم "الهوية الإسرائيلية".. وانهار معه الإحساس بالأمن
معركة "طوفان الأقصى" وتداعياتها ستؤدي إلى إعادة تشكيل "إسرائيل" لسنوات قادمة.
ما تدعي "إسرائيل" أنها حققه منذ احتلالها لفلسطين منذ 75 عاماً تعترف بأنه قد اختفى في لمح البصر بعد معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
واعترفت الصحيفة أنّ "طوفان الأقصى" حطّم فكرة أن الحصار الإسرائيلي لغزة واحتلال الضفة الغربية يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى دون تداعيات كبيرة على الإسرائيليين.
النص منقولاً إلى اللغة العربية
أدى هجوم السابع من أكتوبر على "إسرائيل" إلى إعادة النظر في الذات لدى اليسار الإسرائيلي، مما قوض الإيمان بمستقبل مشترك مع الفلسطينيين.
لقد خلق أزمة ثقة في اليمين الإسرائيلي، مما أدى إلى إضعاف الدعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد أدى ذلك إلى تقريب اليهود الأرثوذكس المتطرفين، الذين غالباً ما يكونون متناقضين بشأن علاقتهم بـ "إسرائيل"، من التيار الرئيسي.
وعبر الانقسامات الدينية والسياسية، بدأ الإسرائيليون يتصالحون مع ما يعنيه الهجوم لـ "إسرائيل"، وللإسرائيليين كمجتمع، وكأفراد.
كما أدت إخفاقات "إسرائيل" في حرب 1973 إلى قلب حياتها السياسية والثقافية رأساً على عقب في نهاية المطاف، فمن المتوقع أن يؤدي هجوم السابع من أكتوبر وتوابعه إلى إعادة تشكيل "إسرائيل" لسنوات قادمة.
وقد أدى الهجوم إلى انهيار إحساس الإسرائيليين بالأمن وهزّ ثقتهم في قادتهم. لقد حطمت فكرة أن الحصار الإسرائيلي لغزة واحتلال الضفة الغربية يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى دون تداعيات كبيرة على الإسرائيليين.
في 7 أكتوبر، أثبتت "إسرائيل" عدم قدرتها على توفير الأمن. "في تلك اللحظة، شعرت هويتنا الإسرائيلية بأنها محطمة للغاية"، قالت دوريت رابينيان، الروائية الإسرائيلية، وأضافت "شعرت وكأن 75 عاماً من السيادة الإسرائيلية قد اختفت".
يعود جزء من إحباط اليمين تجاه نتنياهو إلى الطريقة التي عززت بها حكوماته الشعور بالرضا عن النفس بشأن غزة. لقد تحدث المسؤولون بشكل منتظم ومخطئ عن كيفية ردع حماس، وأن أكبر التهديدات المباشرة لـ "إسرائيل" تكمن في إيران ولبنان.
يأتي الغضب أيضاً من حقيقة أن نتنياهو أشرف على اتساع الخلافات العميقة في المجتمع الإسرائيلي والخطاب العام السام.
وبغض النظر عن مصير نتنياهو الشخصي، فإن نهجه تجاه الفلسطينيين - بما في ذلك معارضة الدولة الفلسطينية ودعم المستوطنات في الضفة الغربية - لا يزال يحظى بشعبية كبيرة.
يعارض أكثر من نصف الإسرائيليين استئناف المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية، وفقاً لاستطلاع للرأي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.