"نيويورك تايمز": تفاقم الأزمة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا
يتهم مسؤولون غربيون رئيس بيلاروسيا بإرسال مهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي انتقاماً من العقوبات التي فرضت على بلاده.
تدفق آلاف المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، على أمل الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، في أزمة جديدة يزعم المسؤولون الأوروبيون رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بأنه صنع هذه الأزمة للانتقام من عقوبات الاتحاد الأوروبي على بلاده، متهمينه باستخدام طالبي اللجوء كأسلحة بشرية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الأزمة تفاقمت يوم أمس الأربعاء، حين تغاضى قادة الاتحاد الأوروبي عن خلافاتهم مع بولندا وتعهدوا بالتضامن في جهود هذا البلد لإبعاد المهاجرين.
ونشرت بولندا آلاف الجنود على طول سياج الأسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود مع بيلاروسيا، للحراسة ومنع دخول المهاجرين، وأعلنت ليتوانيا حالة الطوارئ.
ومع تخييم آلاف الأشخاص في البرد على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، يتهم المسؤولون الغربيون لوكاشينكو بمحاولة تصنيع أزمة مهاجرين في أوروبا رداًعلى العقوبات المفروضة على بلاده، مما خلق نقطة اشتعال جديدة في العلاقات بين شرق أوروبا وغربها.
وتعهد القادة الأوروبيون بالتضامن مع حكومة بولندا، وأدانوا سياسة لوكاشينكو، على الرغم من الخلافات الطويلة بين بروكسل ووارسو. ويقول المسؤولون الغربيون إن لوكاشينكو ينتقم من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بعد فوزه المثير للجدل في انتخابات 2020. ومن المتوقع أن يقترح دبلوماسيون عقوبات جديدة على بيلاروسيا يوم الاثنين.
ووفقاً لمسؤولين غربيين، فإن العدد المتزايد سريعاً من الأشخاص على الحدود يتم تنسيقه بواسطة لوكاشينكو. ويقولون إنه زاد بشكل كبير عدد الأشخاص المسموح لهم بالطيران إلى بلاده ثم وجههم غرباً نحو الاتحاد الأوروبي.
وينظر المسؤولون إلى بيانات الحركة الجوية كدليل محتمل على قيام بيلاروسيا بنقل المهاجرين بشكل غير صحيح إلى حدود بولندا من الشرق الأوسط. ويبدو أن عدد الرحلات الجوية إلى مينسك من منطقة الشرق الأوسط قد تضاعف على الأقل خلال الأيام العشرة الماضية.
وقد سافر المهاجرون، ومعظمهم من الشرق الأوسط، إلى بيلاروسيا، الحليف الوثيق لروسيا، لكنهم لا يريدون البقاء هناك. إنهم يأملون في عبور الحدود إلى بولندا أو ليتوانيا. الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي، على أمل الحصول على حق اللجوء داخل الاتحاد أو ببساطة العيش هناك.
وأكبر مجموعة من هؤلاء المهاجرين هم من أكراد العراق وكثيرون آخرون سوريون.
ووقف رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، أمس الأربعاء مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي لإدانة ما وصفه الزعيمان بأنه محاولة مدبرة لاستخدام البشر كأسلحة.
وقال ميشيل في مؤتمر صحافي في وارسو: "تواجه بولندا أزمة خطيرة نأخذها على محمل الجد، ويجب أن تتمتع بتضامن ووحدة الاتحاد الأوروبي بأسره. "إنه هجوم مختلط، هجوم وحشي، هجوم عنيف وهجوم مخزٍ".
واتهم موراويكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الوثيق للوكاشينكو، بتدبير تلك الجهود، وهو ما نفته متحدثة روسية.
وقالت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ميركل اتصلت ببوتين وحضته على دفع بيلاروسيا لوقف تحركاتها على الحدود.
وكان الاتحاد الاوروبي قد فرض عقوبات العام الماضي على بيلاروسيا بعد أن فاز لوكاشينكو بإعادة انتخابه في تصويت وصفه مراقبون غربيون بالانتخابات المزورة واتهامه بالقمع الوحشي لمنتقديه وسجن العديد منهم. ووجد بعض المعارضين البارزين الذين غادروا البلاد بدلاً من مواجهة السجن مأوى لهم في بولندا وليتوانيا.
يقول قادة الاتحاد الأوروبي الآن إن لوكاشينكو يهاجمهم. ومن المتوقع أن يوافق دبلوماسيون على عقوبات جديدة ضد بيلاروسيا يوم الاثنين المقبل. كما أشار ميشيل إلى إمكانية فرض عقوبات على شركات الطيران المشاركة في نقل الأشخاص إلى مينسك، عاصمة بيلاروسيا.
وقال ميشيل إن الاتحاد الأوروبي سينظر في إمكانية تمويل جدار على الحدود.
وتتهم بولندا روسيا بتوجيه تدفق المهاجرين، وهو ما ينفيه المسؤولون الروس.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت