من يحكم بوركينا فاسو بعد الانقلاب؟
موقع "le soleil" الفرنسي، يتحدث عن أبرز الأحداث خلال الانقلاب في بوركينا فاسو، ويشير إلى "تأثير موسكو في النمو في العديد من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية في السنوات الأخيرة".
تسرد صحيفة "le soleil"، الفرنسية والتي تصدر من مدينة كبيك الكندية، أهم الأحداث التي جرت في عاصمة بوركينا فاسو، "واغادوغو". ويوضح الكاتب أنّ الانقلاب في هذا البلد هو الخامس من نوعه في غرب أفريقيا منذ عام 2020، إلا أنّ رؤية الأعلام الروسية في مثل هذه المظاهرات "لم يعد نادراً".
فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:
ساد الارتباك في عاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو، مساء السبت، بعد صدور بيان للجيش لم يعترف بالاستيلاء على السلطة في اليوم السابق، من قبل الجنود الذين أعلنوا أنّهم أقالوا زعيم المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا.
وفي أول رد فعل لها منذ مساء الجمعة، أقرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بأنّها تمر بـ "أزمة داخلية"، لكنها أشارت إلى استمرار المشاورات. ويضيف البيان إنّ هذا التوتر "لا يُمثل موقف المؤسسة".
ومن جانبهم، قال الانقلابيون بعد ظهر يوم السبت، في خطاب متلفز، إنّ السيد داميبا كان يستعد "لهجوم مضاد" من "قاعدة كامبوينسين الفرنسية"، وهي معسكر عسكري بالقرب من واغادوغو حيث تدرب القوات الخاصة الفرنسية نظيراتها في بوركينا فاسو.
ونفت وزارة الخارجية الفرنسية رسمياً "أي تورط لها في الأحداث الجارية منذ يوم الجمعة، في بوركينا فاسو". وأوضحت: "المعسكر الذي توجد فيه قواتنا الفرنسية لم يرحب قط ببول هنري سانداوغو داميبا ولا بسفارتنا".
في هذا الوقت، لا يزال مصير دميبا ومكان وجوده مجهولين.
في نهاية فترة ما بعد الظهر، استهدف المتظاهرون مؤسستين فرنسيتين؛ اندلع حريق خارج السفارة الفرنسية في واغادوغو، واستهدف صحافي من وكالة فرانس برس، وآخر خارج المعهد الفرنسي في بوبو ديولاسو، بحسب شهود في هذه المدينة الغربية.
في بيانهم بعد ظهر يوم السبت، الذي وقعه الضابط إبراهيم تراوري، الذي نصب نفسه زعيماً جديداً للمجلس العسكري مساء الجمعة، ذكر الانقلابيون "إرادتهم القوية للذهاب إلى شركاء آخرين مستعدين للمساعدة في مكافحة الإرهاب".
يوم الجمعة، قبل ساعات قليلة من الانقلاب، تظاهر عدة مئات في العاصمة للمطالبة برحيل السيد داميبا، وكذلك إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، وللتعاون العسكري مع روسيا.
يستمر تأثير موسكو في النمو في العديد من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية في السنوات الأخيرة، وليس نادراً رؤية الأعلام الروسية في مثل هذه المظاهرات.
الخوف من الاشتباكات
بعد ليلة وصباح هادئين، توتر الوضع مرة أخرى في واغادوغو في منتصف النهار، بعد إطلاق النار وانتشار الجنود في الشوارع مما أثار مخاوف من وقوع اشتباكات بين أنصار داميبا والانقلابيين الجدد.
تمّ إغلاق المحاور الرئيسية للمدينة، بما في ذلك منطقة "واجا 2000" التي تضم الرئاسة. وقال صحافي في وكالة فرانس برس إنّ "طائرات هليكوبتر كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق وسط المدينة".
مساء الجمعة، بعد يوم من إطلاق النار في منطقة واغادوغو الرئاسية، تدخل الجنود على التلفزيون الوطني للإعلان عن عزلهم السيد داميبا من منصبه.
وأعلنوا إغلاق الحدود وتعليق الدستور وحلّ الحكومة والجمعية التشريعية الانتقالية. كما تمّ فرض حظر تجول من الساعة 21:00 إلى 05:00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش).
كان القائد الجديد للمجلس العسكري، النقيب تراوري، حتى الآن قائد فيلق فوج مدفعية كايا في شمال البلاد، المتضرر بشكل خاص من الهجمات الجهادية.
وبحسب عدة مصادر أمنية، فإنّ انقلاب القوة هذا، يكشف عن خلافات عميقة داخل الجيش، وحدة النخبة في "الكوبرا" المنتشرة في النضال ضد الإرهابين بعد أن انتقدت السيد داميبا على وجه الخصوص لعدم حشد جميع القوات على الأرض.
الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي يدينون
من جانبه، دان المجتمع الدولي هذا الانقلاب الجديد. ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، السبت، في بيان "أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح".
كما ندد الاتحاد الأفريقي بـ "تغيير غير دستوري للحكومة"، واعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ انقلاب القوة "يعرض للخطر الجهود المبذولة لعدة أشهر" من أجل المرحلة الانتقالية.
وفي وقت مبكر من مساء الجمعة، كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) قد "دانت بأكبر قدر من الحزم"، انقلاب القوة الذي اعتبر "غير مناسب في وقت تمّ فيه إحراز تقدم نحو العودة إلى النظام الدستوري في موعد أقصاه 1 تموز/يوليو 2024".
في الوقت الحالي، لم يشر الانقلابيون الجدد إلى ما إذا كانوا يعتزمون احترام جدول الانتقال هذا.
ويذكر أنّ وصل السيد داميبا إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، بانقلاب أطاح بالرئيس روش مارك كريستيان كابوري، الذي فقد مصداقيته بسبب تصاعد العنف الجهادي.
لكن في الأشهر الأخيرة، تضاعفت الهجمات على عشرات المدنيين والجنود في الشمال والشرق، حيث تخضع المدن الآن لحصار من إرهابيين.
ومنذ عام 2015، أدت الهجمات المتكررة من قبل الحركات المسلحة المرتبطة بالقاعدة و(داعش) إلى مقتل الآلاف وتشريد حوالى مليوني شخص.
ومع الانقلابين في مالي في آب/أغسطس 2020 وأيار/مايو 2021 والانقلاب في غينيا في أيلول/سبتمبر 2021، يعد هذا هو الانقلاب الخامس في غرب أفريقيا منذ عام 2020.
نقلته إلى العربية: بيان خنافر