"المركز اليروشالمي": نصر الله يرسم معادلة جديدة بتهديده بحرب تطال النفط والغاز

"المركز اليروشالمي للشؤون العامة والدولة" يرى أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله هو إعلان عن مرحلة جديدة في جبهة واسعة لا تتركز فقط قبالة سواحل لبنان.

  • الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
    الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

تناول "المركز اليروشالمي للشؤون العامة والدولة" الإسرائيلي الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والمعادلة الجديدة التي فرضها بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل".

وفيما يلي النص المترجم إلى العربية: 

زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يضع معادلة جديدة للتعامل مع المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان. نصر الله يُهدد إقليمياً باستهداف كل منصات الغاز والنفط الإسرائيلية في أنحاء البحر الأبيض المتوسط، إذا لم تُحترم حقوق لبنان في الأسابيع القريبة. 

من المفترض أن يصل إلى لبنان، في الأسبوع الجاري، المبعوث الأميركي عاموس هوكستين، الذي يتوسط بين "إسرائيل" ولبنان في الخلاف حول الحدود البحرية بينهما. 

في الأسبوع الماضي، زار هوكستين "إسرائيل"، واجتمع بوزيرة الطاقة كارين الهرار، وقال في ختام الاجتماع إنّ "الفجوات تقلّصت". 

زعيم حزب الله، حسن نصر الله، استغل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، من أجل تحذير الولايات المتحدة و"إسرائيل" من محاولاتهما تجاهل حقوق لبنان في مجال النفط والغاز الطبيعي في مياهه الاقتصادية. 

في كلمة ألقاها في 13 تموز/يوليو، حذر نصر الله "إسرائيل" من البدء باستخراج الغاز من حقل "كاريش"، في أيلول/سبتمبر المقبل، قائلاً إنّه إذا لم يحصل لبنان في غضون شهرين على حقوقه، فإنّ الوضع سيكون صعباً جداً. وأوضح أنّ نقطة ضعف الولايات المتحدة وإسرائيل هي حاجتهما الملحة للغاز والنفط، الأمر الذي يمنح لبنان وحزب الله القدرة على نسف هذا. 

في كلمته، قال زعيم حزب الله حسن نصر الله: "المعادلة الجديدة: كاريش، وما بعد كاريش، وما بعد بعد كاريش". 

نصر الله عاد إلى أسلوب التهديدات الذي استخدمه في حرب لبنان الثانية، الذي هدد فيه بإطلاق قذائف صاروخية نحو حيفا وأهدافٍ أبعد بكثير من حيفا، فيما هو يستخدم التعبير العربي: "ما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا". 

والآن يهدد نصر الله بإطلاق طائراتٍ مسيرة مسلحة، وقذائف صاروخية نحو منصة الغاز "كاريش"، وكذلك نحو أهدافٍ أبعد منها بكثير، فيما هو يلمح إلى حقول الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. 

نصر الله سخر من تحذير وزير الأمن بيني غانتس بأنّ "إسرائيل" مستعدة للحرب، وأنّه إذا اندلعت فإنّ "إسرائيل" ستصل إلى مدينتي صور وصيدا والعاصمة بيروت، وقال نصر الله: "إنه يضحك على نفسه وعلى شعبه"، مذكّراً إياه بالأيام الأخيرة من حرب لبنان الثانية، التي واجه فيها الجيش الإسرائيلي مصاعب في احتلال قرى في جنوب لبنان. 

من جانب نصر الله، ما هو مطروح ليس فقط ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل"، بل أيضاً استخراج لبنان للنفط والغاز من أعماق البحر، وبذلك يلبي حاجته من الطاقة، بل وحتى يكسب أموالاً طائلة من بيعهما في سوق الطاقة العالمية.

نصر الله لوّح بسلاح الطائرات المسيرة التي بحوزة منظمته، مشدداً على أنّ التي أُطلقت نحو منصة "كاريش" هي "مجرد بداية متواضعة" تهدف للتوضيح لـ"إسرائيل" وفريق العمل في المنصة أنّه في منطقة غير آمنة وتحت تهديدٍ جدي. وقال: "الرسالة وصلت إلى إسرائيل وفُهمت". 

خطاب نصر الله هو إعلان عن مرحلة جديدة في جبهة واسعة، لا تتركز فقط في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل لبنان، بل حربٌ ضد كل مشاريع استخراج النفط والغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط. وحذّر نصر الله أنّ لا أحد يمكنه استخراج وبيع الغاز والنفط، إذا وصلت المفاوضات إلى طريقٍ مسدود. 

في الواقع، من تحليل خطاب نصر الله، يتبين أنه يصوّب في الحقيقة أنه توجد الآن نافذة فرص من 6 أسابيع لإنهاء المفاوضات بين "إسرائيل" ولبنان، حول ترسيم الحدود البحرية بصورة تضمن حقوق لبنان، وإذا لم يحدث هذا وحاولت "إسرائيل" البدء باستخراج الغاز من حقل "كاريش"، فإنّ الطريق إلى التصعيد حتمية. 

التهديد الجديد من نصر الله ليس منفصلاً عن الموضوع الإقليمي للتعامل مع الخطر الإيراني. حزب الله هو ذراع مهمة للنظام الإيراني، والخلاف بين "إسرائيل" ولبنان يرتبط ارتباطاً مباشراً بأزمة الطاقة العالمية. 

في الخلاصة، موقف لبنان في المفاوضات يتعزز في أعقاب تهديدات حسن نصر الله، والمستوى السياسي في "إسرائيل" – الذي فوجئ من التهديدات الجديدة من نصر الله – سيكون عليه أن يقرر ما إذا كان سيتنازل بصورة مهمة في المفاوضات أو يخاطر بمواجهة عسكرية، وبتعطيلٍ مهم لاستخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش".