نيجيريا: المئات من "بوكو حرام" يفرون في اتجاه النيجر بسبب القصف
مسؤول أمني نيجيري يقول إنّ المئات من مسلحي جماعة "بوكوحرام" فرّوا من نيجيريا إلى النيجر، بسبب قصف الجيش النيجيري والفيضانات التي ضربت البلاد.
قال مصدر أمني وشهود عيان في نيجيريا، اليوم الجمعة، إنّ المئات من عناصر حركة "بوكو حرام" المرتبطة بتنظيم "داعش" فرّوا من مخابئهم في شمال شرق نيجيريا، واتجهوا إلى النيجر إثر قصف الجيش النيجيري، والفيضانات الغزيرة التي شهدتها البلاد، وفق ما ذكر مصدر أمني وشهود عيان.
وقال مسؤول أمني نيجيري كبير لوكالة (فرانس برس) إنه يسجّل منذ شهر آب/أغسطس الماضي، نزوح جماعي لمقاتلي "بوكو حرام" من معقلهم في غابة سامبيسا التي يقصفها الجيش النيجيري. فيما لم تستطع السلطات النيجيرية تأكيد فرار المئات من هؤلاء.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنّ "النزوح تسارع في الأيام الأخيرة، مع تكثيف الضربات الجوية وبسبب الفيضانات التي غمرت العديد من مخيماتهم".
كذلك صرّح عدد من السكان المحليين لوكالة (فرانس برس) بأنّ قافلة من أكثر من 50 شاحنة تقلّ مقاتلي بوكو حرام وعائلاتهم مرت، يوم الاثنين الماضي، عبر قرى على طريق تربط غابة سامبيسا ببحيرة تشاد.
وبحسب هذه المصادر، فإنّ المقاتلين هم من أتباع باكورا بودوما، زعيم "بوكو حرام" الذي يقيم معسكرات على بحيرة تشاد في النيجر.
ويشهد شمال شرق نيجيريا نزاعاً مستمراً منذ 13 عاماً بين الجيش والجماعتين المتطرفتين والمتنافستين "بوكو حرام" و"داعش" غربي أفريقيا، والذي خلّف 40 ألف قتيل، ودفع أكثر من مليوني شخص إلى النزوح.
وكان النزاع قد امتدّ إلى النيجر والكاميرون وتشاد المجاورة، ولاسيما حول بحيرة تشاد، التي تمتد عبر البلدان الأربعة.
ويسود مناخ من العنف شمال ووسط نيجيريا، الأكثر اكتظاظاً في أفريقيا، بسبب انتشار العصابات المسلحة الإجرامية الارهابية التي صعّدت هجماتها وعمليات الخطف قبل أقلّ من عام من الانتخابات الرئاسية.
وفي 6 أيلول/سبتمبر الجاري، غرق نحو 100 مقاتل من "بوكو حرام" في نهر شمال شرق نيجيريا، خلال محاولتهم الفرار من هجوم للجيش النيجيري، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وتزامناً، خطف مسلحون عشرات المسافرين جنوبي نيجيريا، في هجوم على حافلتين. كذلك خطف مسلحون عشرات المصلين في أثناء صلاة عصر الجمعة، في مسجد بولاية زامفارا شمال غربي نيجيريا.
وكان رئيس النيجر، محمد بازوم، قد رحّب خلال زيارةٍ لجنوب شرق البلاد المحاذي لنيجيريا في أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، بـ"النتائج الجيّدة" على صعيد مكافحة مسلحي "بوكو حرام" و"داعش" في ولاية غرب أفريقيا، مؤكداً أنّ بلاده في صدد "الانتصار في الحرب".
ويشار إلى أنّ ولاية الرئيس النيجيري محمد بخاري الثانية تنتهي في شباط/فبراير 2023، على وقع انتقادات من جميع الأطراف لعدم قدرته على إرساء الأمن في البلاد.