لولا يعد بعودة البرازيل إلى صدراة المدافعين عن البيئة
الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إينياسيو لولا دا سيلفا يصل إلى مصر لحضور مؤتمر المناخ، والمشاركون يترقبون خطته "لحماية الأمازون" بعد وصول الغابات إلى "نقطة اللاعودة" في عهد جايير بولسونارو.
استقبل مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إينياسيو لولا دا سيلفا، مع ترقب خطته لحماية الأمازون، بعد قطع كثيف لأشجار هذه الغابة المطيرة التي تعتبر "رئة العالم"، خلال عهد جايير بولسونارو.
وتسارعت وتيرة إزالة الغابات بأكثر من 20% العام الماضي في البرازيل، حيث قطعت نحو 18 شجرة في الثانية في غابة الأمازون في 2021، وفق تقرير نُشر في تموز/يوليو الماضي، ويستند إلى بيانات تمّ جمعها عبر الأقمار الاصطناعية.
وكتب اليساري لولا الذي تولى رئاسة البرازيل سابقاً بين العامين 2003 و2010، في تغريدة من شرم الشيخ في مصر، حيث يعقد مؤتمر المناخ السنوي الذي تنظمه الأمم المتحدة، إنّ بلاده "ستعود مرجعاً على صعيد المناخ العالمي".
Indo dormir. Aqui no Egito são 5 horas de diferença. Amanhã estarei na #COP27, no encontro Carta da Amazônia, 6h do Brasil. E farei um pronunciamento 12h15 do horário brasileiro, na área da ONU. O Brasil está de volta ao mundo para debater a questão climática. Boa noite.
— Lula (@LulaOficial) November 15, 2022
وفي عهد اليميني المتطرف بولسونارو، أصبحت البرازيل، وهي أكبر دولة في أميركا اللاتينية، معزولة على الساحة الدولية، بسبب سياسات تفاقم قطع أشجار الأمازون في غابة حيوية دمرت الحرائق جزءاً كبيراً منها.
اقرأ أيضاً: تدمير الأمازون يبلغ مستويات غير مسبوقة
وكان الرئيس المنتهية ولايته يتخّذ قرارات تصبّ في مصلحة الصناعات الغذائية المكثفة والقطاع المنجمي ويقتطع في ميزانيات حماية البيئة.
في المقابل، وعد لولا بالعمل على وقف التام لقطع أشجار الغابات.
اقرأ أيضاً: الحياة أو الموت.. الأمازون تصوّت في انتخابات البرازيل
وسيلقي الرئيس البرازيلي الجديد كلمة مرتقبة جداً أمام مؤتمر شرم الشيخ عصر يوم الأربعاء، وقد يعلن بحسب صحيفة "أوغلوبو" البرازيلية، أنّ بلاده مرشحة لاستضافة مؤتمر "كوب 30" في 2025.
ولم يجر الرئيس البرازيلي المنتخب أي لقاءات رسمية يوم أمس، لكن يفترض أنّه التقى المبعوث الأميركي الخاص حول المناخ جون كيري، مساء الثلاثاء.
وذكرت الصحيفة البرازيلية أنّه تعذّر على لولا تلبية أكثر من 10 طلبات للقاءات ثنائية على هامش "كوب27" خلال زيارته الرسمية يومي الأربعاء والخميس.
ويشهد ذلك على الهالة التي يتمتع بها النقابي السابق الذي ينُظر إليه على أنّه المنقذ المحتمل للأمازون والأكثر تعاطفاً مع السكان الأصليين الذين يسكنون أراضيها.
اقرأ أيضاً: "قيامة لولا".. البرازيل عادت إلى العمل
وسيلتقي في "كوب27" وفوداً من زعماء شعوب أصلية، فضلاً عن حكام ولايات برازيلية عدة موجودين في المؤتمر.
وتشكّل غابة الأمازون المدارية التي تقع 60% من مساحتها الإجمالية في البرازيل، أكبر بئر للكربون في العالم، وهي حيوية لمكافحة الاحترار المناخي.
وبسبب الاحترار وقطع الأشجار، باتت الغابة في وضع هش جداً. وأظهرت دراسة نشرت في آذار/مارس الماضي أنّ الغابة أصبحت تقترب بسرعة أكبر من المتوقع من "نقطة اللاعودة" التي قد تحولها إلى سافانا (أرض عشبية مع موسم جفاف طويل).
حماية الأمازون "أولوية إستراتيجية" للرئيس البرازيلي
وأكدت وزيرة البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا، والعضو في فريق الرئيس المنتخب والتي قد تتولى هذه الحقيبة مجدداً، أنّ حماية الأمازون "ستشكّل أولوية استراتيجية" بعد تولي لولا مهامه في الأول من كانون الثاني/يناير 2023.
وأكدت سيلفا أنّ بلادها ستتحرك "بوسائلها الخاصة" من دون أن تربط جهودها هذه باستئناف المساعدة الدولية التي علقتها دول عدة بسبب سياسات بولسونارو التي أعطت امتيازات للصناعات الغذائية على حساب غابة الأمازون.
ورحبّت سيلفا بإعلان النروج وألمانيا إثر فوز لولا استعدادهما لمعاودة الدعم المالي الذي توقف في 2019 بعيد وصول بولسونارو إلى السلطة. ودعت الولايات المتحدة إلى الانضمام لهذا الصندوق.
وقال الناطقة باسم منظمة "غرينبيس" في البرازيل للشؤون البيئية، دانييلا كوستا، إنّه "مع نفوذ لولا وسمعته على الساحة الدولية، وإزاء قلق العالم بأسره بشأن الأمازون، من الممكن جداً أن تبرم اتفاقات ثنائية" خلال المؤتمر.