قلق إسرائيلي من زيارة رئيسي لسوريا: كيف يتعامل الاحتلال مع التغيرات في المنطقة؟

ترقب لدى الاحتلال الإسرائيلي لزيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لسوريا، خلال الأيام المقبلة، وهي زيارة استثنائية في دلالاتها ونتائجها السياسية والأمنية والدبلوماسية.

  • قلق إسرائيلي من زيارة رئيسي لسوريا: كيف يتعامل الاحتلال مع التغيرات في المنطقة؟
    قلق إسرائيلي من زيارة رئيسي لسوريا: كيف يتعامل الاحتلال مع التغيرات في المنطقة؟

يسود الترقب لدى الاحتلال الإسرائيلي لزيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لسوريا، خلال الأيام المقبلة، وهي زيارة وصفها الإعلام الإسرائيلي بالاستثنائية، ويجب أن تُقلق "إسرائيل"، من حيث دلالاتها ونتائجها، سياسياً وأمنياً، وحتى دبلوماسياً.

وهذه الزيارة هي الأولى، منذ بداية الحرب على سوريا، وهي تستمر يومين، ويعقد خلالها رئيسي سلسلة لقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي إجراء من خارج البروتوكول، سيُجري الرئيس الإيراني جولة ميدانية، بحسب ما أفادت به مصادر إيرانية.

وبحسب محللين إسرائيليين، فإنّ الجانب الاستراتيجي في زيارة رئيسي المرتقبة هو مركز الثقل فيها، إذ تعتمد طهران، بحسب المحللين الإسرائيليين، تفكيراً جديداً بشأن سياساتها في الشرق الأوسط.

ويأتي ذلك في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بـ"إسرائيل"، والتقارب الإيراني - السعودي، وما له من تداعيات متعددة في الإقليم. 

وبينما ينهمك المحللون الإسرائيليون في توقُّع نتائج زيارة رئيسي لدمشق، وأثرها في "تل أبيب"، يشير خبراء إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية تسجّل إخفاقاً خطراً وحاسماً، في حين أن إيران تنجح في أن تصبح جهة مركزية ومؤثرة في المنطقة.

قلق متصاعد في "إسرائيل"

القلق في "إسرائيل" ليس وليد اللحظة، بل أخذ يتصاعد منذ زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

وبحسب مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة، ناصر اللحام، فإنّ القلق الإسرائيلي بدأ بفشل النظرية الإسرائيلية الأمنية، مشيراً إلى أنّ أساس الحديث الآن هو تراجع هيبة الولايات المتحدة الأميركية وقدرتها في العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط بصورة خاصة.

وفي ضوء التقارب السعودي الإيراني، يرى الإيرانيون، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ هناك عهداً جديداً في الشرق الأوسط، وتغييراً بدأت معالمه تظهر مع لقاء وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قادةَ مصر والعراق وغيرهم، ومع قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية للمرة الأولى منذ عام 2011.

اقرأ أيضاً: أمير عبد اللهيان: محور المقاومة مصمّم على قلب المعادلة.. ورئيسي في دمشق قريباً

ولفت ناصر اللحام إلى أنّ "كل شيء تغيّ،ر عسكرياً وامنياً وسياسياً، على قاعدة التراجع الأميركي وتقهقره"، فالمقاومة باتت أكثر جرأةً، وجبهة الضفة فُتحت، وثمة تهديدات بفتح جبهة الأراضي المحتلة عام 1948.

وفي الإقليم، فإنّ المواجهة في جبهتي العراق واليمن مؤجّلة، وثمة حديث مباشر عن أنّ المقاومة تمتلك صواريخ مضادة للطيران.

وبشأن فهم الإسرائيليين هذه التغيرات الكبرى في المنطقة، قال اللحام إنّ عناوين "الصحافة الإسرائيلية تجيب" عن ذلك، إذ إنّها تتحدث عن قلق وخشية من تقارب سعودي مع حزب الله في لبنان، ومع حماس في فلسطين المحتلة، تليه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وقال اللحام إنّ عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ستكون الحجر الأساس لإعادة الاعتبار إلى محور المقاومة ورفض التطبيع مع الاحتلال، الأمر الذي يحبط مساعيه للاستفراد بالجامعة.

وعلى الرغم من أنّ "إسرائيل" سوّقت نفسها على أنّها مرجع أمني، فإنّ كل ما يحدث في الشرق الأوسط كان خارج توقّعاتها، كما أضاف اللحام.

وقال مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة إنّ "إسرائيل" أُصيبت بخيبة أمل لأنها لم تتوقّع ما حدث في سوريا، أو لبنان، وهي غير جاهزة لحرب شاملة، كما يدّعي قادة "جيشها"، ولا حتى لحرب واحدة.

المقاومة ترتاح إلى القلق الإسرائيلي

في المقلب الآخر، تنظر المقاومة في لبنان بارتياح إلى القلق الإسرائيلي، كما أفاد مراسل الميادين في بيروت، عباس الصباغ. وتتّسم هذه المرحلة بوحدة الساحات.

هذه السِّمَة تجلّت في إهداء وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بقايا من حطام طائرة "يسعور" الإسرائيلية، التي أُسقِطت في تموز/يوليو 1996. 

وأضاف الصباغ أنّ قادة الاحتلال الإسرائيلي قلقون اليوم، وهم يفكرون عشرات المرات قبل الإقدام على أي اعتداء على لبنان، خلافاً لما اعتادوه في الأعوام الماضية.

وتابع الصباح أنّ المعادلات التي أرستها المقاومة، وقواعد الاشتباك الجديدة التي رسّمتها على مدى الأعوام الفائتة، وكرّستها بعد عدوان تموز/يوليو 2006، باتت واضحة الآن.

اخترنا لك