"دماء وكنوز".. كم كلّفت الحرب الأميركية على العراق وسوريا؟
سلّطت ورقة بحثيّة، نشرها معهد "واتسون" الأميركي للدراسات، الضوء على الحرب الأميركية في العراق وسوريا، مؤكدة استمرارها منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حتى اليوم. فماذا جاء فيها؟
نشر معهد "واتسون" للشؤون الدولية والعامة، وهو مركز أبحاث متعدد التخصصات، تابع لجامعة "براون" الأميركية، ورقة بحثية من 27 صفحة، استقصت التكاليف الإجمالية للحرب الأميركية في كل من العراق وسوريا، وجاءت تحت عنوان "الدم والكنوز": تكاليف ميزانية الولايات المتحدة، والتكاليف البشرية لمدة 20 عاماً من الحرب في العراق وسوريا".
وتوقّعت الورقة أن تتجاوز تكاليف الحرب إزهاق حياة نصف مليون إنسان، واستنزاف 2.89 تريليون دولار. ويتضمن هذا الرقم تكاليف الحرب المدفوعة حتى الآن، والمقدّرة بنحو 1.79 تريليون دولار، بالإضافة إلى تكاليف رعاية المحاربين القدامى حتى عام 2050.
وتناولت الورقة مقتل ما بين 550 ألفاً و580 ألفاً، منذ غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، في كلّ من العراق وسوريا، وهما الساحتان الحاليتان لـعملية ما سمّته واشنطن "العزم المتأصّل"، التي تقودها الولايات المتحدة، وهي عملية التدخل العسكري الأميركي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، منذ آب/أغسطس 2016.
وأشارت الورقة البحثية إلى أنّه ربما مات أضعاف هذا العدد، في العودة إلى أسباب غير مباشرة، أنتجتها الحرب والظروف التي وضعت السكان فيها، مثل الأمراض التي فتكت بالناس.
وأكّدت أنّ أكثر من 7 ملايين شخص من العراق وسوريا، هم من اللاجئين حالياً، وأن نحو 8 ملايين شخص نازحون داخلياً في البلدين، ومهجّرون عن مناطقهم الأصلية.
وتقدّر ورقة معهد "واتسون" أيضاً أنّ ما يتراوح بين 98 مليون طن متري و122 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، "MMTCO2e"، انبعث من العمليات العسكرية الأميركية، بين عامي 2003 و2021، في منطقة الحرب والعمليات العسكرية.
وبدأ الغزو الأميركي للعراق في آذار/مارس 2003، ثمّ غادرت أغلبية قوات التحالف والقوات الأميركية العراق في عام 2011، لكنّ الولايات المتحدة عادت إلى مباشَرَة العمليات العسكرية في العراق وسوريا، في أواخر عام 2014، بعد إعلانها تحالفاً دولياً يستهدف "قتال تنظيم داعش" الإرهابي، وإخراجه من الأراضي التي سيطر عليها.
وأشارت الورقة إلى أنّ الحرب مستمرة، وتكاليفها تتفاقم، وخصوصاً مع طلب إدارة بايدن ميزانية تقارب 400 مليون دولار، هذا الشهر، "لمواجهة تنظيم داعش".