"تضامناً مع النيجر".. مالي وبوركينا فاسو سترسلان وفداً مشتركاً إلى نيامي

الجيش في مالي يعلن أنّ بلاده سترسل وفداً مشتركاً مع بوركينا فاسو إلى النيجر، تضامناً معها.

  • فرنسا تعلق على إلغاء مجلس النيجر الانتقالي للاتفاقيات العسكرية معها
    مالي وبوركينا فاسو سترسلان وفداً مشتركاً إلى نيامي

أعلن الجيش المالي، اليوم الاثنين، أنّ باماكو وواغادوغو سترسلان وفداً رسمياً مشتركاً إلى نيامي تضامناً مع النيجر، في ظل تلويح دول أفريقية بتدخّل عسكري، لمواجهة عزل الرئيس المعزول، محمد بازوم.

وقال أحد أركان المجلس العسكري المالي، الكولونيل عبد الله مايغا، إنّ "بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد الى نيامي يرأسه وزير مالي"، مشدداً على أنّ الهدف هو "إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق".

ووفق وزارة الخارجية في النيجر، يُتوقَّع وصول الوفد في وقت لاحق من اليوم.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" للمجلس العسكري في النيجر، لإعادة النظام السابق  إلى الحكم، وفكّ احتجاز بازوم المتواصل منذ تاريخ 27 تموز/يوليو الماضي.

وكانت بوركينا فاسو ومالي قد ندّدتا بالعقوبات التي فرضتها "إيكواس" على النيجر، التي رأت أنّ "من شأنها أن تفاقم الوضع الإنساني" في النيجر.  

وأكدت الدولتان الأفريقيتان، اللتان طردتا الاستعمار الفرنسي من أراضيهما، أنّ أيّ تدخّل عسكريّ ضدّ نيامي سيُعدُّ "إعلان حرب" ضدهما، وهو سيؤدي إلى "انسحاب مالي وبوركينا فاسو من إيكواس".

اقرأ أيضاً: "إيكواس" تضع خطةً عسكريةً بشأن النيجر.. ما أبرز تدخلاتها السابقة غربي أفريقيا؟

يُذكر أنّ المجلس العسكري الحاكم في مالي أعلن، في 4 أيار/مايو 2022، أنّ فرنسا لم يعد لديها "أساس قانوني" لتنفيذ عمليات عسكرية في أراضي الدولة، بعد انسحاب باماكو من اتفاقيات الدفاع الرئيسية. كما شهدت البلاد عدة تظاهرات رافضة للوجود الفرنسي.

وفي منتصف آب/أغسطس من العام الماضي، أعلنت قيادة أركان الجيوش الفرنسية انسحاب مَن تبقّى من الجنود الفرنسيين الموجودين في مالي، ضمن "عملية برخان"، بعد قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنهاء العملية وسحب القوات الفرنسية.

أما في بوركينا فاسو، ففي مطلع آذار/مارس الماضي، توقّف العمل رسمياً بـ"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقّع عام 1961 مع فرنسا، بعد أسابيع من طلبها سحب القوات الفرنسية من هذا البلد، الذي يشهد أعمال عنف ينفّذها مسلحون.

وأوائل الشهر الماضي، تظاهر الآلاف في وسط واغادوغو، دعماً للنظام المنبثق من انقلاب عسكري، وللمطالبة بدستور جديد للبلاد. وهتف المتظاهرون بشعارات منها: "لا للسياسة الفرنسيّة لشيطنة بوركينا فاسو" و"نعم لحرّية الشعب في اختياره شراكاته".

وأعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أنّ قادة الدفاع في الدول الأعضاء فيها وضعوا خطةً لـ"تدخّلٍ عسكري محتمل" في النيجر، في حالة عدم تنحّي قادة المجلس العسكري الانتقالي ضمن المهلة التي حدّدتها، والتي انقضت أمس الأحد.

اقرأ أيضاً: تبون: أزمة النيجر تهديد مباشر للجزائر.. ونرفض رفضاً تاماً التدخل العسكري

وفي نيجيريا، الدولة المؤثّرة في "إيكواس"، دعا مجلس الشيوخ الرئيس بولا تينوبو إلى "تعزيز الخيار السياسي والدبلوماسي"، أما في تشاد، قال مصدر مقرّب من دوائر صنع القرار في أنجمينا إنّ بلاده "لن تشارك في أي عملياتٍ عسكرية في النيجر"، مؤكداً أنّ "الشعوب الأفريقية في جميع دول المنطقة ترفض أي تدخّل عسكري في النيجر".

وفي حين تلقّى المجلس العسكري في النيجر الدعم من مالي وبوركينا فاسو، دانته دول أفريقية وغربية، في مواقف مشابهة لتلك التي أصدرتها "إيكواس"، مطالبةً بإعادة الرئيس بازوم، الذي يُعدُّ الرجل الأول لباريس في دول الساحل الأفريقي.

أوروبياً، أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية أنّ فرض عقوبات على النيجر هو خيار مطروح على الطاولة، رداً على عزل الرئيس بازوم.

أما وزير الخارجية الأيطالي، أنطونيو تاياني، فأعلن أنّ بلاده "تأمل أن يتم تمديد المهلة التي أعطتها إيكواس لإعادة بازوم إلى منصبه"، مؤكداً أنّ "المخرج الوحيد هو الدبلوماسية".

وأضاف تاياني في حديث إلى صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية أنّه "يجب إيجاد حل، ولا يزال بإمكاننا إيجاد حل لا يكون الحرب"، وتابع: "علينا تأجيل خيار الحرب قدر الإمكان".

وأكد الوزير الإيطالي أنّ أوروبا "لا يمكنها أن تتحمّل مواجهةً مسلحة"، معتبراً أنّه "يجب ألّا ننظر إلى الأوروبيّين على أنّهم مستعمِرون جدد"، مشيراً إلى وجوب تشكيلها "تحالفاً جديداً مع الدول الأفريقية، لا يقوم على الاستغلال"، بحسب قوله.

من جهتها، دعت السفارة الصينية في النيجر رعاياها إلى المغادرة إلى دولة ثالثة، أو العودة إلى بلادهم إذا لم يكن هناك داعٍ للبقاء، مشيرةً إلى أنّ على الأشخاص الذين يخططون لزيارة الدولة الأفريقية قريباً عدم السفر ما لم يكونوا مضطرين لذلك.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعلق المساعدات الاقتصادية والتعاون الأمني مع النيجر

وفي غضون ذلك، يواجه السكان في النيجر صعوبات بعد العقوبات التي فرضتها "إيكواس"، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

وتجمّع الآلاف من أنصار المجلس العسكري في العاصمة نيامي، مرحّبين بقرار عدم الإذعان للضغوط الخارجية أو التراجع عن الانقلاب، كما نُظّم أمس اعتصام بالقرب من قاعدة جوية في نيامي، تعهّد المشاركون فيه بالمقاومة إذا لزم الأمر، لدعم الإدارة العسكرية الجديدة، من دون اللجوء إلى العنف.

وقاد المنظّمون هتافات "تحيا النيجر"، في حين بدا أنّ الكثير من المشاعر معادية لـ"إيكواس" وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للبلاد، كما ظهرت في شوارع العاصمة علامات على دعم المجلس العسكري الذي تسلّم الحكم.

كما أغلقت النيجر، أمس الأحد، مجالها الجوي حتى إشعار آخر، مشيرةً إلى التهديد بتدخّل عسكري من قِبَل "إيكواس"، وذلك بعد رفض المجلس العسكري المهلة التي حدّدتها المجموعة لإعادة الرئيس المخلوع، محمد بازوم، إلى منصبه.

وتأتي كل هذه التطورات بعد أن أعلن جيش النيجر، في 27 تموز/يوليو الماضي، عزل رئيس البلاد، محمد بازوم، وتشكيل "المجلس الوطني لحماية الوطن"، الذي ترأسه مجموعة من القيادات العليا في الجيش.

والرئيس المعزول محمد بازوم، الذي انتخب عام 2021، هو حليف وثيق لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، وقد شهدت البلاد محاولة انقلاب في 31 آذار/مارس 2021، قبل يومين فقط من تنصيبه.

اقرأ أيضاً: انقلاب النيجر.. لماذا يُقلق فرنسا والولايات المتحدة الأميركية؟

اخترنا لك