"بزنس إنسايدر": نجاح سياسات الصين بعد دراستها فشل الولايات المتحدة
تقرير يكشف أنه بعد التقدم الدبلوماسي الصيني في الشرق الأوسط، يخشى الكثيرون في الغرب من أنّ النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة بات يشكل تهديداً لمصالح واشنطن على المدى الطويل، وأنه علامة على التراجع الأميركي.
تحدث تقرير في موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي عن أسباب نجاح الصين في سياساتها تجاه الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ ذلك حصل لأنها تعلمت من "مشاهدة الولايات المتحدة وهي تفشل لمدة 20 عاماً".
وأشار تقرير الباحثة في السياسة الخارجية وفي أولويات الدفاع، ناتالي أرمبروستر، إلى أنه "بعد التقدم الدبلوماسي الصيني في الشرق الأوسط، يخشى الكثيرون في الغرب من أنّ النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة بات يشكل تهديداً للمصالح الأميركية على المدى الطويل، وأنه علامة على التراجع الأميركي".
وأوضح التقرير أنّ "نجاح الصين ليس مؤشراً على تطلعاتها إلى الإطاحة بالولايات المتحدة في المنطقة، بل هو نتيجة ثانوية مباشرة لمراقبة السنوات الـ 20 الماضية من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتصحيح نهجها وفقاً لذلك".
وبالتالي، لا ينبغي تعريف إنجاز الصين في الشرق الأوسط من خلال الوساطة في هذه الصفقة، ولكن من خلال تجنّبها لعثرات الولايات المتحدة على مدى السنوات 30 الماضية، وفق التقرير.
اقرأ أيضاً: الصين تتهم الولايات المتحدة باستغلال التوترات الكورية ضدها
ويضيف إنّ "الخطأ الأول لواشنطن كان محاولة ممارسة إرادتها السياسية على المنطقة بالقوة، وتوسيع مشاركتها في الشرق الأوسط بما يتجاوز تلك التي تخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية"، مبيناً أنه "على العكس من ذلك، فإنّ الصين واضحة بشأن مصالحها في الشرق الأوسط، والأهم من ذلك، وبشأن حدودها".
وتابعت أرمبروستر إنّ الخطأ الأميركي الثاني كان "اختيار جانب، والالتزام بعناد بخطّ متشدّد ضدّ إيران، وتصاعد الالتزامات تجاه السعودية"، مشيرةً إلى أنّ "الصين ترفض هذا القيد للسياسة الأيديولوجية، وتلتزم بالخط الفاصل بين التعاون مع كليهما دون إبعاد أي منهما".
أما الخطأ الثالث بحسب "بيزنس إنسايدر" فكان "إلحاق واشنطن لبوصلتها الأخلاقية بشؤونها الاقتصادية"، إذ أشار الموقع إلى أنّ "رواية الرئيس جو بايدن، بشأن معركة بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية سعياً وراء نظام عالمي ليبرالي، هي قصة خطيرة، خاصة وأن العملاء الأميركيين خارج الغرب سئموا من العقاب الأميركي وتنازلات حقوق الإنسان القسرية".
وأضاف بأنه "من ناحية أخرى، تسعى الصين إلى شركاء على استعداد للموافقة على اتباع سياسة اللامبالاة المتبادلة، وهي فترة راحة مرحب بها للشركاء الأميركيين الرماديين"، مؤكداً أنّ "الصين على استعداد للتعامل مع الدول من دون التحقيق في شؤونها الداخلية، وتتوقع نفس المعاملة ونقص النقد في المقابل".