انتهاكات بولسونارو بحق سكان البرازيل الأصليين.. بصمات "CIA" القديمة تعود
انتهاكات كبيرة حصلت بحق السكان الأصليين في البرازيل، في عهد الرئيس اليميني السابق، جايير بولسونارو، تفتح جراحاً غائرة وتثير تساؤلاتٍ بشأن بصمات المخابرات الأميركية فيها.
ذكرت منظمة "Scheer Post"، المتخصّصة في قضايا حقوق الإنسان، في تقريرٍ لها، أنّ بصمات وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، موجودة في "القمع والإبادة الجماعية" التي تعرّض لها السكان الأصليين في البرازيل، إبان حكم المجلس العسكري للبلاد، بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح التقرير أنّ كثيراً من هذه الهمجية الموجّهة ضد السكان الأصليين، نفّذه "الحرس الريفي"، وهو قوة "نخبة شرطية"، أنشأتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية سراً.
كما أنشأت الوكالة أيضاً، نظاماً للسجون بهدف احتجاز السكان الأصليين، وقد أدّى دوراً محورياً ومروعاً، في سياسات المجلس العسكري لتطهير السكان الأصليين.
وفي عام 1988، تطرّق التقرير إلى اعتماد البرازيل دستوراً جديداً، ما يزال سارياً حتى اليوم، والذي اعترف بحق الشعوب الأصلية في الحفاظ على تراثها الثقافي الغني وصونه والحفاظ على ملكيتها الحصرية "للأراضي التقليدية".
وأشار تقرير المنظمة الحقوقية، إلى أنّه على الرغم من استمرار التحديات، فقد تحسّنت أحوال السكان الأصليين تدريجياً، لا سيما خلال فترة الولاية الأولى للرئيس اليساري، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والتي استمرت من عام 2003 إلى عام 2010.
بولسونارو أنهى عقوداً من حماية السكان الأصليين
لكنّ الأمور تغيرت بشكلٍ مُقلق، وذلك بحسب ما أوضح تقريرٌ أصدره المجلس التبشيري للسكان الأصليين "CIMI"، في تمّوز/يوليو الماضي، حيث ألغت أربع سنوات من حكم الرئيس اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، عقوداً من التقدم في حقوق وحماية السكان الأصليين، وذلك تمّ حسب التقرير "بأكثر الطرق التي يمكن تخيلها بشاعة".
ووجد "CIMI" أنّ فترة ولاية بولسونارو، الممتدة من عام 2019 حتى 2022، تميزت بانتهاكاتٍ لا هوادة فيها، لحقوق هذه المجتمعات، وتفكيكٍ متعمّد للضمانات القانونية والتنظيمية والرفاهية بحقهم. كما أدّت هذه القسوة إلى تصاعدٍ صادم في أعمال العنف التي ترتكبها الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، ضد السكان الأصليين.
وشدّد تقرير المجلس على وجود أسبابٍ مقنعة للاعتقاد بأنّ هذا التراجع المفاجئ "لم يكن عرضياً"، ولا مجرد انعكاس "لتجاهل بولسونارو الوقح لحقوق الإنسان وسيادة القانون"، متسائلاً عن توجيهٍ مِن قِبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية لحملة بولسونارو القاسية، على مجتمعات السكان الأصليين.
وتناولت التقارير المتخصّصة المتطرقة إلى الانتهاكات الكبيرة بحق السكان الأصليين في البرازيل، العلاقة القوية بين بولسونارو والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إضافةً إلى تشاركهما وإدارتيهما ذات التوجهات العنصرية.
وقدّم التقرير في ختامه، تساؤلاً بشأن ما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إلى جانب الشركات والمستثمرين الغربيين الرئيسيين، وجّهت وسرّعت مرةً أخرى، "ذبح وتشريد مجتمعات السكان الأصليين في عهد بولسونارو".
ولفت التقرير إلى الزيارة التي أجراها بولسونارو إلى مقر "سي آي إيه"، ولقاءاته مراراً وتكراراً، بمسؤولين رفيعي المستوى في الوكالة طوال فترة رئاسته، مؤكّدةً وجود أسبابٍ أكثر إقناعاً للنظر إلى "الإبادة الجماعية التي أقرتها الدولة وشجعتها وسهلتها ضد السكان الأصليين تحت حكمه"، على أنّها استمرارٌ في القرن الحادي والعشرين لحملة الدمار الشامل التي شنّتها وكالة المخابرات المركزية ضد هذه المجتمعات.