العراق: تعليق جلسات البرلمان.. ودعوات مستمرّة إلى الحوار

رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، يعلق جلسات المجلس، على خلفية اقتحام متظاهرين مطالبين بالإصلاح للمنطقة الخضراء.

  • متظاهرون عراقيون داخل البرلمان - بغداد
    متظاهرون عراقيون داخل البرلمان - بغداد

أعلن رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، اليوم السبت، تعليق جلسات المجلس حتى إشعار آخر، على خلفية اقتحام متظاهرين للبرلمان والمنطقة الخضراء.

وأعلن أنصار التيار الصدري اعتصامهم داخل مقر البرلمان، احتجاجاً على "تمسك الإطار التنسيقي بترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة".

وقال الحلبوسي، في بيان، إنه "من منطلق المسؤولية، وطنياً وسياسياً ووظيفياً، والتزاماً باليمين الدستورية في المادة الـ50 من الدستور، والتي ألزمتنا بحفظ مصالح الشعب، واستناداً إلى المادة الـ62 من قانون مجلس النواب وتشكيلاته الرقم ال13 لعام 2018، والمادة الـ34/ ثامناً من النظام الداخلي لمجلس النواب، تقرَّر: أولاً، تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر".

وتابع: "ثانياً، أدعو القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين أدعوهم إلى المحافظة على سلميَّتهم وحفظ ممتلكات الدولة".

كما دعا الحلبوسي الكتل السياسية إلى "لقاء وطني عاجل من أجل إنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول، تكون مخرجاته من أجل الوطن، وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية".

الرئيس العراقي يدعو إلى حوار وطني بين الفرقاء السياسيين

دعا الرئيس العراقي، برهم صالح، اليوم السبت، إلى إطلاق حوار وطني بين الفرقاء السياسيين، من أجل حلّ أزمة الانسداد السياسي في البلاد.

وقال صالح، في بيان للرئاسة، إنّ الظرف الدقيق الذي "تمر فيه البلاد اليوم، يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار، وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار".

وأضاف أنه "من أجل تدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أي تصعيد، نؤكد الحاجة الملحّة إلى عقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين، هادف إلى ضمان حماية أمن البلد واستقراره وطمأنة العراقيين، وترسيخ السلم، أهلياً واجتماعياً، وتحصين البلد أمام المتربصين لاستغلال الثُّغَر، وإقحام العراقيين في صراعات جانبية".

وشدّد صالح على أنّ "الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها، والوصول بالبلد إلى بر الأمان والاستقرار".

المالكي: لن يوقف التداعي في البلاد إلّا الحوار والتسامح 

بدوره، دعا رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الإطار التنسيقي والتيار الصدري إلى "موقف مسؤول يستوعب الصدمة وينطلق في حوار جاد"، مؤكداً أنّ "الحوار والتسامح بين أطراف العملية السياسية، هما الوحيدان اللذان سيوقفان التداعي في البلاد".

وفي وقت سابق اليوم، "دخل المتظاهرون في العراق مبنى البرلمان، كما نظّمت تنسيقيات التيار الصدري دخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء"، بحسب ما أفاد به مراسل الميادين في بغداد. 

وأعلنت وزارة الصحة، اليوم السبت، استقبال عشرات المصابين من المتظاهرين، والذين توزَّعوا على ثلاثة مستشفيات، مؤكدةً استمرار استنفار مؤسساتها لإسعاف الجرحى وعلاجهم.

وتظاهر المئات من أنصار التيار الصدري، اليوم، وسط بغداد، بعد 3 أيام من اقتحامهم مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء المحصنة، بينما تزداد الأزمة السياسية تعقيداً في البلاد.

الإطار التنسيقي يدعو إلى التظاهر

على صعيد آخر، دعا الإطار التنسيقي في العراق أنصاره إلى "التظاهر السلمي"، وذلك في الوقت نفسه الذي يتظاهر أنصار التيار الصدري في بغداد.

وقال الإطار التنسيقي، الذي يُعَدّ حالياً الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية، في بيان اليوم السبت: "نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي تشهدها العاصمة بغداد خلال هذه الأيام وخصوصاً التجاوز للمؤسسات الدستورية واقتحام مجلس النواب، والتهديد بمهاجمة السلطة القضائية، ومهاجمة المقارّ الرسمية والأجهزة الأمنية".

وأضاف البيان "أننا، إذ نوصي بضبط النفس وأقصى درجات الصبر والاستعداد، فإننا ندعو جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها، وفي مقدمتها السلطتان القضائية والتشريعية، والوقوف في وجه هذا التجاوز الخطير".

يُشار إلى أنّ كتلة التيار الصدري في مجلس النواب العراقي قدمت استقالتها، في 12 حزيران/يونيو الماضي، في خطوة عدّها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "تضحية من أجل الوطن والشعب، لتخليصهما من المصير المجهول".

اخترنا لك