الشيخ حمود للميادين نت: المقاومة تملك زمام المبادرة والأسلحة الاستراتيجية
يرفع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في لبنان الشيخ ماهر حمود الصوت عالياً، فيحذّر من يحاول زرع الفتن، مشدداً على أن حزب الله سيكون أقوى، رغم استشهاد القائد الاستثنائي، ويذكّر البعض بعدم الانخداع بالوعود الأميركية - الإسرائيلية الواهية.
إبّان المعارك المفصلية في مسيرة الأوطان، وفي المنعطفات التاريخية الهامة للأمم، يتقهقر بعض ضعاف النفوس بمشاركة وتأثير وسائل إعلامية، كما يحدث اليوم، فينسلخون عن أبدان أمتهم وأهلهم، مروجين لأخبار محبطة هدّامة لتثبيط الناس والرأي العام.
هنا، لا بد من تصويب البوصلة الوطنية وحتى القومية، فيعكف كثيرون من العقلاء ورجال الدين والمتنورين والمثقفين والإعلاميين على الحفاظ على متانة الوحدة الوطنية، وتصويب دفّة المركب الواحد.
الشيخ حمود: المقاومة دخلت مرحلة جديدة
في السياق، يأتي كلام رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في لبنان، وإمام مسجد القدس في مدينة صيدا جنوب لبنان لـ الميادين نت، مؤكداً أن "المقاومة دخلت مرحلة جديدة، واستطاعت تنظيم نفسها، وأنها تلتقط أنفاسها بعد الضربة القاسية، خصوصاً بعد استشهاد القائد الاستثنائي السيد حسن نصر الله".
ويوضح أن المقاومين اليوم أصبحوا أشد بأساً في ضرب الصواريخ نحو الاحتلال، وما شهدناه خلال الأيام الماضية من إطلاق صليات صاروخية باتجاه حيفا وصفد و"نتانيا" وغيرها، فضلاً عن الكمائن والالتحامات، يدل على أن قدرة المقاومة لم تتأثر، وأن الاحتلال لم ينتزع زمام المبادرة منها، وهي وفور انتهاء الغارات تصب حممها من دون هوادة على قواعد المحتل ومقارّه ومستعمراته ،إذ وصلت قذائفها إلى قيسارية، حيث مسكن نتنياهو.
المقاومة تملك زمام المبادرة والأسلحة الاستراتيجية
واتساقاً، وتأكيداً لـ "وحدة الساحات" من فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق وإيران، يشدد الشيخ حمود "أن هذا المشهد يكمله ما تقصفه غزة من صواريخ، رغم كل ما حصل، وآخرها وصل إلى تل أبيب من خان يونس التي ادعى الاحتلال أنه دمرها تدميراً كاملاً"، مشدداً على أن لا أحد يستطيع فك الارتباط بين المقاومة في غزّة والمقاومة في لبنان.
"وإذ نعترف أن هنالك خللاً في ميزان القوة مع العدو، وأنه تفوّق علينا بالذكاء الاصطناعي والتطور التقني الهائل الذي مدّت به الدول الكبرى إسرائيل، فإن هذا يؤكد نظرتنا التاريخية والقرآنية أنه لا وجود لهذا الكيان من قوة إلاّ بـ"حبل الناس" كما قال الله تعالى في القرآن الكريم، (أي بدعمٍ أميركي غربي)، والمهم أن معنويات المقاومة ما زالت عالية، وهي تملك زمام المبادرة والأسلحة الاستراتيجية لوقتٍ لاحق"، يؤكد الشيخ حمود للميادين نت.
حزب الله سيكون أقوى وما تركه السيد نصر الله كبير
الشيخ حمود شدد على أن حزب الله سيكون أقوى، مشيراً إلى أن "الإخوان في حزب الله يقاتلون دفاعاً عن الأمة".
وتابع أنّ "قيادة سيد الشهداء الاستثنائية، لم تلخّص المقاومة بشخصه وقيادته".
كل ما قد يقال في هذا المقام قليل، ونستحضر القول المأثور: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"
— الشيخ ماهر حمود (@Maher__Hammoud) September 28, 2024
الخطب جلل، الألم عميق، الجرح بليغ، المسيرة مستمرة، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم#السيد_حسن_نصرالله pic.twitter.com/jA9I2eCRWn
ويعقّب "كما كان الجرح كبيراً باستشهاد السيد نصر الله، فإن ما تركه كان كبيراً، من بنية قوية متماسكة، ستستمر إن شاء لله أفضل مما كانت عليه".
يكفي الشهيد الاستثنائي فخراً... وما قدمته إيران للمقاومة لم يقدمه أحد
وكما يقول في موقفه الأسبوعي أضاف حمود "يكفي سماحة الشهيد الكبير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فخراً أن الدنيا عرضت عليه بحذافيرها، على أن يفك الارتباط بفلسطين وبغزة، فرفض رفضاً قاطعاً، وأكد بدمه وباستشهاده وحدة الأمة ووحدة محور المقاومة"
وأضاف أن "الصواريخ الإيرانية، أتت لتشفي شيئاً من غليلنا، ولتؤكد المؤكد بأن إيران ملتزمة بما ألزمت نفسها به ولا قيمة لكل التشكيك الذي صدر من هنا وهنالك،فهي ليست بحاجة لشهادة من أحد، وما تقدمه للمقاومة لم يقدّمه أحد في التاريخ، وهذه الضربة الأولية، لم يحصل مثلها في تاريخ الكيان، وننتظر المزيد".
البعض لم يتعلّم من تجارب الثمانينيات
وللداخل اللبناني حصة وازنة وضرورية في هذا الوقت العصيب، فهو يأسف لأن هنالك جزءاً من اللبنانيين لم يتعلموا من التجارب السابقة، ولنتذكّر أن جزءاً كان يدعي تمثيل الموارنة عام 1982 ذهب إلى "إسرائيل" وتعاون معها، لا بل شاركها في الاجتياح، ولكن، وكالعادة، تخلى المحتلون عن هذا الفريق في واقعتين مفصليتين، معركة بحمدون عام 1983 (جبل لبنان) وبعدها في معركة شرق صيدا عام 1985، وانسحب التخلي في مراحل لاحقة.
كما أن "مصير عملاء لحد وكبيرهم أنطوان لحد، يعد دليلاً على ذلك، وهذا يدل – كما أثبت التاريخ – أن الإسرائيلي لن يكون صديقاً لأي فئة من اللبنانيين، وهنا أنصح بقراءة كتاب "آلان مينارك" بعنوان "أسرار حرب لبنان"، الذي يبيّن كيف طعنت "إسرائيل" حزب القوات اللبنانية ومن معهم في ظهورهم، وتخلت عنهم وتركتهم لمصيرهم".
لا تخدعنكم الوعود الأميركية - الإسرائيلية
ويردف ليقول "إن على من يفكّر من هؤلاء بالاستقواء بالعدو أن يفكر ملياً بالعقل أكثر من مرة، ونحن رغم كل شيء نريد هؤلاء شركاء في الوطن، وأن لا يكونوا مخدوعين بالوعود الأميركية والإسرائيلية والغربية".
ويستطرد الشيخ حمود ليقول إن "الأشد غرابة هو أن يكون هنالك بعض من كان وطنياً أم يسارياً، ويعمل اليوم على مساعدة العدو الإسرائيلي في أن يدله مثلاً، على أهداف موهومة في مطار بيروت أو غيره"!
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة يستدرك ليؤكد،أنه "عندما تثبت المقاومة ميزان القوة لمصلحتنا بإذن الله قريباً سيتم فضح كل هؤلاء بإذن الله".
أقول لجمهور المقاومة اصبروا قليلاً وهذه التجربة ستكون طاقة ايجابية
وفي معرض حديثه، يطمئن إلى أن "مشهد تضامن اللبنانيين إيجابي جداً بشكلٍ عام والحمد لله، وأصوات النشاز وبعض ما يبثه الإعلام لم يغيّر من إيجابية المشهد العام، فالمناطق كافة تستقبل أهلنا من الجنوب والضاحية وغيرها وتعدّهم أهلاً وليسوا نازحين، حتى في بعض المناطق التي لا تتعاطف مع المقاومة".
اقرأ أيضاً: المقاومة تقصف شمالي حيفا بصلية صاورخية كبيرة.. وتواصل التصدي لقوات الاحتلال عند الحدود
وختم بقوله "طبعاً هنالك بعض السلبيات من استغلاليين وسارقين ومستغلين وسماسرة، ولكن الصورة العامة جيدة جداً، وهنا نقول لأهلنا اصبروا قليلاً، وهذه التجربة ستكون طاقة إيجابية للمقاومة"