البرازيل: محاكمة حاسمة لبولسونارو قد تحرمه من الترشح للانتخابات الرئاسية
الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو يرفض حضور الجلسة أمام المحكمة الانتخابية العليا في برازيليا، والمحكمة تدرس قرارها بشأن تشكيك بولسونارو بالنظام الانتخابي.
يُواجه الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو، احتمال حرمانه من حق الترشح للانتخابات الرئاسية لـ 8 سنوات، وذلك مع بدء المحكمة إصدار قرارها بشأن اتهامات تتعلق بتشكيكه من دون دليل في النظام الانتخابي.
وسبق أن أعلن بولسونارو اعتباراً من، أمس الأربعاء، أنّه لن يحضر الجلسة أمام المحكمة الانتخابية العليا في برازيليا، وقد توجّه إلى بورتو اليغري جنوبي البرازيل لحضور سلسلة اجتماعات سياسية.
وتنظر المحكمة في اتهامات للرئيس البرازيلي السابق (2019-2022) بإساءة استخدام منصبه واستغلال وسائل الاتصال، عندما جمع في تموز/يوليو 2022 دبلوماسيين أجانب في لقاء شدد فيه على أن آلات التصويت الالكتروني في البرازيل عرضة لتزوير واسع النطاق.
وأمضى بولسونارو قرابة الساعة يعرض قضيته أمام سفراء اجتمعوا في القصر الرئاسي للاستماع لخطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة، وذلك باستخدام برنامج "باوربوينت" من دون تقديم دليل قاطع.
المدّعون قالوا إنّ الفعالية انتهكت القوانين الانتخابية نظراً لإجرائها في أوج حملة بولسونارو المثيرة للاستقطاب لانتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2022 في البرازيل، والتي خسر فيها بفارقٍ ضئيل أمام منافسه اليساري، الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتعتقد مصادر مطلعة أنّ من شبه المؤكد أنّ المحكمة ستدين بولسونارو وتخرجه من سباق الانتخابات الرئاسية القادمة في 2026.
وكرر بولسونارو البالغ (68 عاماً)، الأربعاء، أنّه لم يرتكب أي مخالفة.
وقال للصحافيين: "لم يكن هناك انتقاد أو هجوم على النظام الانتخابي" في الاجتماع، مضيفاً: "شرحت ببساطة كيف تجري الانتخابات في البرازيل".
ومن غير المرجّح أن ينتهي قضاة المحكمة السبعة من تلاوة أحكامهم الخميس، وفق مصادر. وجرى تحديد مواعيد لجلسات أخرى في 27 و29 حزيران/يونيو إذا دعت الحاجة، وقد تمتد لفترة أطول.
وعادت الاتهامات للظهور مجدداً في الثامن من كانون الثاني/يناير عندما هاجم أنصار بولسونارو القصر الرئاسي والمحكمة العليا ومبنى الكونغرس بعد أسبوع على تنصيب لولا، معتبرين أنّ الانتخابات مزورة ومطالبين الجيش بالتدخل.
وفي وقتٍ سابق، اتهم الرئيس البرازيلي الحالي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، سلفه بأنّه هو العقل المُدبّر للهجوم على مبانٍ حكومية في برازيليا في 8 كانون الثاني/يناير، وأنّه المخطط للانقلاب.
ويُذكّر تشكيك بولسونارو بالانتخابات من دون أدلة والهجوم على المؤسسات السياسية في العاصمة، بمساعي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يعتبره مثله الأعلى في السياسة، للتمسك بالسلطة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وأمضى بولسونارو 3 أشهر في ولاية فلوريدا بعد هزيمته الانتخابية، وشارك في القليل من اللقاءات العامة منذ عودته إلى البرازيل في آذار/مارس ليتولى "منصب الرئيس الفخري للحزب الليبرالي".
وقبل أيام، ذكرت مجلة "فيغا" البرازيلية أنّ الشرطة الاتحادية "عثرت على وثيقة لخطة تفصيلية لتنفيذ انقلاب يمنع تسليم السلطة بعد الانتخابات الأخيرة"، على هاتف مساعد الرئيس السابق، جايير بولسونارو.
لكن بولسونارو يُواجه متاعب قانونية أخرى ترتبط بخمسة تحقيقات تجريها المحكمة العليا يمكن أن تفضي إلى حكم بالسجن، ومنها ما يتعلق بهجمات الثامن من كانون الثاني/يناير، وتحقيقات تجريها الشرطة في اتهامات تتعلق بشهادة تلقيح مزورة ضد كوفيد ومحاولة إدخال ألماس خفية إلى البرازيل من السعودية.