إيرلندا تدعو بريطانيا إلى احترام تعهداتها الدولية
رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن يطلب من المملكة المتحدة احترام الاتفاقات الدولية الموقّعة والانخراط في "مفاوضات جدية" حول تدابير مرحلة ما بعد "بريكست" في إيرلندا الشمالية.
حضّ رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، اليوم الجمعة، لندن على احترام الاتفاقات الدولية الموقّعة والانخراط في "مفاوضات جدية" حول تدابير مرحلة ما بعد "بريكست" في إيرلندا الشمالية التي تشهد أزمة سياسية.
وأعلن مارتن في مؤتمرٍ صحافي عقب لقائه في بلفاست القادة السياسيين للمقاطعة البريطانية، تمسّكه بـ"نظام قائم على قواعد دولية تحترم الاتفاقات الدولية التي صادقت عليها رسمياً حكومات ذات سيادة ولا يتم التخلي عنها عشوائياً وأحادياً عندما يناسب ذلك أحد الأطراف".
وجاءت الزيارة بعدما أثار تعهد لندن تعديل بروتوكول إيرلندا الشمالية المتّفق عليه في إطار اتفاق "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي، حفيظة بروكسل وواشنطن.
وكان مارتن قد وصل إلى إيرلندا الشمالية لإجراء محادثات مع قادتها السياسيين سعياً لإيجاد حل للخلاف الدائر حول الملف التجاري في مرحلة ما بعد "بريكست"، في حين حذّرت واشنطن المملكة المتحدة من أنّ سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها حيال أوروبا تهدد السلام.
وأقرّ مارتن بوجود "مشاكل" في البروتوكول، لكنّه قال إنّ "لا حلّ آخر سوى المفاوضات الفعلية والجدية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".
وينص البروتوكول على إقامة نقاط تفتيش للسلع الواردة من إنكلترا واسكتلندا وويلز تثير استياء الوحدويين الموالين للمملكة المتحدة في إيرلندا الشمالية، علماً بأنّ هؤلاء يرفضون المشاركة في حكومة ائتلافية مع خصومهم القوميين في بلفاست.
وتصرّ حكومة المملكة المتحدة على وجوب تعديل البروتوكول من أجل وضع حد للشلل السياسي الذي تشهده إيرلندا الشمالية، وتشدد على أنّ أي مبادرة أحادية لها على هذا الصعيد لن تبصر النور إلا في إطار خطة بديلة في حال فشل المفاوضات مع بروكسل.
لكن مارتن رفض الانتقادات الموجّهة للاتحاد الأوروبي والتي تتّهمه بعدم تليين موقفه، وحضّ الحزب الوحدوي على المشاركة في حكومة شراكة في بلفاست.
وقال مارتن في تصريح لمحطة "بي.بي.سي" الإذاعية إنّ المفاوضات المسؤولة والجادة بين حكومة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هي السبيل الوحيد لحل هذا الخلاف"، متّهماً الحزب الوحدوي باتّخاذ برلمان إيرلندا الشمالية رهينةً عبر رفضه تسمية وزراء بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها حزب "شين فين" القومي.
وتمسّك الوحدويون بموقفهم الجمعة، وقال زعيم الحزب الوحدوي الديموقراطي جيفري دونالدسون إنه بانتظار مشروع القانون الذي تعده الحكومة لتحديد الخطوات المقبلة.
وبعد لقائه مارتن رفض دونالدسون إجراء تعديلات طفيفة على البروتوكول وطالب بـ"تغيير جذري".
وقبيل زيارة مارتن حذّرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي من أنّ واشنطن لن توقع اتفاق تجارة حرة مع المملكة المتحدة إذا مضت لندن قدماً في مساعيها لتعديل البروتوكول.
وجاء في تغريدة أطلقتها بيلوسي أنّ "سعي المملكة المتحدة حالياً لتجاهل بروتوكول إيرلندا الشمالية أحادياً يثير قلقاً بالغاً".
وأشارت بيلوسي إلى أنّ هذا البروتوكول "يحمي التقدم الكبير الذي تحقق والاستقرار الذي تم إرساؤه عبر اتفاق "الجمعة العظيمة الذي وقّع في العام 1998 ووضع حداً لأعمال عنف دامية استمرت عقوداً.
وتابعت رئيسة مجلس النواب الأميركي أنه "إذا اختارت المملكة المتحدة تقويض اتفاق الجمعة العظيمة، لن يدعم الكونغرس اتفاقية التجارة الحرة مع المملكة المتحدة".
The Good Friday Accords are the bedrock of peace in Northern Ireland and a beacon of hope for the world. Ensuring there is no physical border between the Irish Republic and Northern Ireland is necessary for upholding this landmark agreement, which transformed Northern Ireland.
— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) May 19, 2022
وكان وفد من الكونغرس الأميركي قد توجه الجمعة إلى بروكسل حيث التقى نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش المكلّف هذا الملف.
وجاء في تغريدة أطلقها سيفكوفيتش: "نحن ملتزمون بالقدر نفسه حماية اتفاق الجمعة العظيمة"، مشدداً على أنّ "الحلول المشتركة القائمة على تطبيق البروتوكول هي السبيل الوحيد لذلك".