ألمانيا تتراجع عن وعود زيادة الإنفاق العسكري من ناتجها المحلي

صحيفة "بوليتيكو" تقول إن الحكومة الألمانية تتراجع عن وعود الإنفاق العسكري التي قطعتها بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

  • ألمانيا تتراجع عن وعود زيادة الإنفاق العسكري من ناتجها المحلي
    ألمانيا تتراجع عن وعود زيادة الإنفاق العسكري من ناتجها المحلي

تراجعت ألمانيا عن وعدها بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2٪ على الأقل من ناتجها الاقتصادي، متراجعة بذلك عن التزامها الرئيسي الذي قطعته على نفسها بعد أيام من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتصبح قوة عسكرية أكثر جدية، وفق ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو".

وأضافت الصحيفة أن برلين سعت أيضاً إلى التقليل من أهمية التحذيرات الداخلية بشأن التأخير في شراء طائرات مقاتلة جديدة.

ولفتت إلى أنه خلال مؤتمر صحفي حكومي، قلل المتحدث الرسمي باسم الحكومة ستيفن هيبيستريت من التوقعات بشأن الإنفاق الدفاعي لألمانيا، حيث أخبر الصحفيين أن هدف 2 في المائة لن يتم تفويته ليس هذا العام فحسب، ولكن من المحتمل أيضاً في العام المقبل، قائلاً: "لا يزال من غير  الواضح ما إذا كان هذا الهدف سيكون في عام 2023".

وأضاف المتحدث أن "توقعه الحذر" هو أن ألمانيا ستظل تسعى لتحقق الهدف خلال هذه الفترة التشريعية، التي تنتهي في عام 2025.

وتأتي تصريحات المتحدث الرسمي وسط انتقادات متزايدة بشأن حالة القدرات العسكرية لألمانيا بعد تسعة أشهر من إعلان المستشار أولاف شولتس، التغير في السياسة الدفاعية والأمنية الألمانية.

وبالنسبة للحكومة الألمانية، وفقاً للصحيفة، فإن التأخير في الإنفاق العسكري قد يتحول إلى مشكلة متزايدة بسبب صورتها ومصداقيتها في وقت تسعى فيه برلين إلى الاضطلاع بدور أكبر في ضمان الدفاع والأمن على المسرحين الأوروبي والدولي.

كذلك، لفتت إلى أن التعهد البالغ 2% كان وعداً رئيسياً للخطاب الذي ألقاه شولز أمام البرلمان الألماني في شباط/فبراير، بعد أيام فقط من الحرب في أوكرانيا، حيث قال: "سنستثمر من الآن، عاماً بعد عام، أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي في دفاعنا".

اقرأ أيضاً: ألمانيا تواجه مشكلة: انخفاض كبير في الذخيرة بسبب توريد الأسلحة إلى كييف

هذا الالتزام، بحسب "بوليتيكو"، الذي يتماشى مع ما وافق عليه جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي في عام 2014، كرره شولتز في مقال رأي مؤخراً، على الرغم من أنه "لم يعد يقول إنه سيتم التمسك بالالتزام من الآن فصاعداً".

والأسبوع الماضي، تعرضت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت، لإنتقادات من داخل تحالفها الحكومي بعد أن تبين أنها لم تطلب إمدادات كافية من الذخيرة الاحتياطية على الرغم من النقص المعروف منذ فترة طويلة.

وتتسبب التأخيرات المحتملة في شراء 35 طائرة مقاتلة أميركية من طراز F-35 للقوات الجوية الألمانية في مزيد من الانتقادات، وفقاً للصحيفة ذاتها.

وفي وقت سابق، اعترفت وزارة لامبرخت في رسالة سرية إلى المشرعين، والتي اطلعت عليها صحيفة "بوليتيكو"، أن شراء الطائرات الشبحية عالية التقنية، التي من المفترض أن يتم تسليم أول ثماني منها في عام 2026، قد تتعرض لعرقلة بسبب "التأخيرات وتكاليف إضافية ".

جاء في رسالة وزارة الدفاع أن الهدف من تشغيل أول طائرة من طراز F-35 بحلول عام 2026 يعد "طموحاً للغاية"، مشيرة إلى أعمال البناء الضرورية في قاعدة جوية بالإضافة إلى التأخير في تنفيذ الإجراءات البيروقراطية المطلوبة مثل تصاريح الطيران.

وبالنسبة للحكومة الألمانية، فإن "التأخير في الإنفاق الدفاعي قد يتحول إلى مشكلة متزايدة بسبب صورتها ومصداقيتها في وقت تسعى فيه برلين إلى الاضطلاع بدور أكبر في ضمان الدفاع والأمن على المسرحين الأوروبي والدولي".

وقالت الصحيفة: "الشهر الماضي، ظهر بالفعل أن ألمانيا ستفشل على الأرجح في تحقيق هدفها البالغ 2 في المائة في عام 2023 حيث ستنكمش ميزانية الدفاع العادية البالغة حوالي 50 مليار يورو بشكل طفيف بنحو 300 مليون يورو".

اقرأ أيضاً: التضخم السنوي في ألمانيا يرتفع إلى 8.8%

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك