هل نسّقت تل أبيب مع واشنطن قبل استهداف مطار "تي 4"؟
وسائل إعلام إسرائيلية تنقل عن البيت الأبيض قوله إن إسرائيل أبلغت الأخير مسبقاً بأنها سوف تقصف مطار التيفور العسكري السوري في ريف حمص. ووزارة الدفاع الروسية تؤكد أن مقاتلات إسرائيلية من طراز (أف 15) شنّت عدواناً بثمانية صواريخ على المطار من أجواء لبنان. الدفاعات الجوية السورية تتصدى للصواريخ وتسقط 5 من أصل الثمانية التي أسقطت على المطار. ووزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يؤكد أن "سلاح الجو عاد للعمل في سوريا".
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن البيت الأبيض قوله إن "إسرائيل أبلغتنا مسبقاً بأنها سوف تقصف مطار التيفور السوري". في حين قال مراسل الميادين في واشنطن إن "الإعلام الأميركي عكس تحريضاً أميركياً على شنّ هجوم على سوريا تحت ذريعة الكيميائي".
في المقابل ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "روسيا لم تتبلغ أبداً بعزم إسرائيل شنّ هجومها على سوريا".
وزارة الدفاع الروسية أكدت أن "مقاتلات إسرائيلية من طراز (أف-15) شنّت عدواناً على مطار التيفور العسكري بحمص من أجواء لبنان"، مشيرة إلى أنها "أطلقت 8 صواريخ موجّهة على المطار".
ولفتت الوزارة إلى أن 3 صواريخ إسرائيلية استهدفت القسم الغربي من المطار وأن لا إصابات بين المستشارين الروس في سوريا.
كما أشارت إلى أن الدفاعات الجوية السورية دمّرت 5 صواريخ موجّهة من بين 8 أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية على المطار.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى أن الغارة على مطار التيفور "تطوّر خطير للغاية للوضع"، مشدداً على أنه "يجب على التحالفات العسكرية فهم ذلك".
وكالات أنباء إيرانية تحدثت عن استشهاد 3 مقاتلين إيرانيين في العدوان الإسرائيلي على المطار.
مراسل الميادين نقل عن خبراء روس قولهم إن العدوان الإسرائيلي على سوريا يأتي "بمثابة رد من تل أبيب على اتفاقات الدول الثلاث الضامنة في أنقرة"، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي "يبدو منسّقاً مع واشنطن"، وفق الخبراء الروس.
وبحسب الخبراء الروس فإن "إسرائيل تصرفت كهراوة أميركية لكيلا تدخل في مواجهة مع روسيا في حال تنفيذها العدوان". كما لفت مراسلنا إلى أن "موسكو تطالب إسرائيل بتقديم توضيح حول أسباب العدوان".
الكرملين من جهته قال إن الوضع حول سوريا متوتر، وأمل اتباع نهج متوازن وعدم السماح للدول الأخرى باتخاذ خطوات لزعزعة الاستقرار.
النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف قال إن روسيا طالبت إسرائيل عبر قنوات وزارتي الدفاع والخارجية بتقديم إيضاحات عن أسباب توجيه ضربة جوية إلى مطار التيفور.
وقال السيناتور الروسي يجب أن نفهم من الذي دفع إسرائيل إلى تنفيذ هذه الخطوة وضغط عليها، وعما إذا كان قرارها مستقلاً في إشارة منه إلى الولايات المتحدة.
وسائل إعلام إسرائيلية وصفت البيان الروسي حول الاعتداء على مطار التيفور "بالاستثنائي".
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق اللواء عاموس يدلين وفي أول تعليق إسرائيلي على العدوان قال إنه "إذا كانت الولايات المتحدة قد نفت مسؤوليتها عن قصف المطار في حمص فهذا يعني أنها لم تقصف إذن سلاح جو آخر هو من قصف"، مشيراً إلى أن "القصف كان يبعد 100كم فقط عن طبريا ويجب أن يكون لإسرائيل مسؤولية أخلاقية عما يدور في المنطقة وأن استخدام الكيماوي لن يمر دون ثمن".
وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أكد لموقع "يديعوت أحرونوت" أن "سلاح الجو عاد للعمل في سوريا".
بدوره قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوآف غالنت لقناة كان "لدينا مصالح واضحة في سوريا ووضعنا خطوطاً حمراً ولن نسمح بنقل سلاح من سوريا إلى حزب الله".
اللواء احتياط عميرام ليفين قال بدوره لإذاعة الجيش الإسرائيلي "يبدو واضحاً جداً من نفذ الهجوم، لكنه كان أقل من المطلوب ومتأخراً بعض الشيء". وأضاف أن "مشكلة الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما تردان فقط"، مشدداً "ليس هناك سياسة بعيدة المدى".
وتابع ليفين أنه "طالما أن الردود ستبقى فقط في إطار الردود فإن ذلك ليس كافياً"، مشيراً إلى أنه "لدى إسرائيل وسائل ليست فقط عسكرية للعمل مع الدولة الكبرى كالولايات المتحدة"، ومؤكداً "نحن ملزمون بالعمل يداً واحدة لإبعاد الأسد عن السلطة في سوريا إلى الأبد".
أما رئيس المعارضة وعضو الكنيست إسحاق هرتسوغ فقال من جهته في تصريح لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "لا تتوقعوا منا أن نتطرق إلى الموضوع إلا على نحو عام". وأشار إلى أن "الهجوم على مطار التيفور عمل على نحو صحيح"، مشدداً "لن أتطرق إلى مزيد من التخمينات".
وزير الأمن السابق إيهود باراك قال بدوره في حديث مع موقع "يديعوت أحرونوت" "لست أدري من نفذ الهجوم في سوريا.. هناك مجالات من المهم أكثر التصرف فيها من الكلام وهذه بالتأكيد واحدة منها".
عضو اللجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي عوفر شيلح كتب في صفحته على فيسبوك "كان يتعين علينا العمل في سوريا منذ زمن".
القناة العاشرة الإسرائيلية نقلت عن قناة الميادين خبر وجود طائرات من دون طيار إسرائيلية تحوم في الأجواء أثناء مهاجمة مطار التيفور، كما نقلت مقتطفاً من بث القناة حول إمكانية أن يكون الهجوم المنفذ على المطار قد تمّ من قبل الأميركيين.
موقع "يديعوت أحرونوت" نقل بدوره عن الميادين خبر أن الصواريخ التي أصابت المطار مرّت عبر المجال الجوي للبنان من البحر باتجاه سوريا.
هذا ونفى البنتاغون من جهته تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية في سوريا، رغم أنه أشار إلى "تواصّل متابعة الوضع عن كثب"، مضيفاً أن واشنطن "تدعم الجهود الدبلوماسية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا"، وفق تعبيره.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن "التقارير التي تتحدث عن ضربات أميركية ضد قواعد تابعة للنظام السوري غير صحيحة".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير قوله إنه "لا صحة لتقارير عن أي ضربات أميركية ضد قواعد في سوريا".
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن متحدث باسم الجيش الفرنسي قوله إن بلاده "لم تقصف مطار التيفور في ريف حمص".
كذلك أكدت الحكومة البريطانية أن "لندن لم تشارك في ضربات الليلة الماضية على سوريا".
وأفاد مصدر سوري عن ارتقاء شهداء وإصابة جرحى فجر اليوم الإثنين في عدوان استهدف مطار التيفور العسكري في ريف حمص. وقالت مراسلة الميادين إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 8 صواريخ من التي قصفت المطار.
وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا قالت من جهتها إن "الدفاعات الجوية السورية تصدّت لعدوان بالصواريخ على مطار التيفور العسكري في ريف حمص".
وأضافت الوكالة أنه "من المرجح أن يكون العدوان أميركياً". في حين أفاد التلفزيون السوري الرسمي بسماع دوي انفجارات في محيط مطار التيفور.
مراسل الميادين قال إنه في أثناء قصف المطار كانت هناك طائرة استطلاع إسرائيلية تحوم في الأجواء، مشيراً إلى أن الصواريخ قد عبرت المجال الجوي اللبناني من جهة البحر فوق كسروان والبقاع باتجاه سوريا، كما أفاد بسماع دوي 5 انفجارات في أجواء البقاع الشمالي اللبناني.
وقام ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من لبنان بمشاركة نشر فيديوهات بثّ مباشر للحظة مرور الطيران المعادي من الأجواء اللبنانية.
ناشط من حمص نشر فيديو قال إنه التقطه للحظة تصدي الدفاعات الجوية السورية للطيران المعادي.
مراسل الميادين أفاد بأنه وعقب قصف مطار التيفور فإن هناك محاولات من عناصر تنظيم داعش للتقدم باتجاه منطقتي سبع بيار وتي تو بالبادية السورية.
ويأتي هذا العدوان تزامناً مع الانتصارات التي حققها الجيش السوري في ريف دمشق، واقتراب إعلانه تحرير آخر شبر من الغوطة الشرقية لدمشق باستئناف خروج مسلحي جيش الإسلام من مدينة دوما.
العدوان الجديد على سوريا سبقته سلسلة تهديدات غربية ولا سيما أميركية على خلفية المزاعم باستخدام دمشق السلاح الكيميائي في دوما، وقد طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم بشأن تهديد السلم والأمن الدوليين بعد دعوة 9 دول بدفع من فرنسا إلى جلسة طارئة للمجلس تحت ذريعة استخدام الكيميائي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تحدث عبر صفحته على "تويتر" عن "هجوم كيميائي جديد في سوريا"، وهدد الرئيس الأسد "بدفع ثمن باهظ"، بالتزامن مع ما نقلته وكالة سانا عن مصدر أمني أنّ جيش الإسلام يستعيد فبركات استخدام السلاح الكيميائي لاتهام الجيش السوري في محاولة مكشوفة لعرقلة تقدّمه.
الدفاعات الجوية السورية كانت قد تصدت لاعتداءين إسرائيليين في شباط/ فبراير الماضي بأكثر من 10 صواريخ من طراز "سام 5" تملكها سوريا منذ زمن طويل.