تبادل اتهامات وإطلاق برامج.. تفاصيل أولى مناظرات مرشحي الرئاسة الإيرانية

المناظرة التلفزيونية الأولى للمرشحين الـ7 للانتخابات الرئاسية الإيرانية تنطلق، واللافت أنها شهدت هجوماً لاذعا شنّه البعض على البعض الآخر، منتقدين الأخطاء التي كانوا يرتكبونها بمهامهم في مناصبهم قبل الترشح للانتخابات.

  • المنظارة التلفزيونية الأولى للمرشحين للرئاسة الإيرانية تشهد هجوماً وإهانات واتهامات
    المنظارة التلفزيونية الأولى للمرشحين للرئاسة الإيرانية تشهد هجوماً واتهامات متبادلة

انطلقت اليوم السبت عند الساعة الخامسة بتوقيت طهران، 3:30 بتوقيت مدينة القدس المحتلة، أولى المناظرات التلفزيونية بين المرشَّحين الـ7 للانتخابات الرئاسية الإيرانية.

محور المناظرة الأولى في "الاقتصاد"، ومدتها 3 ساعات، حيث عرض خلالها المرشحون برامجهم الانتخابية، وهي واحدة من بين 3 مناظرات مقرّرة، تتناول السياسة الخارجية الإيرانية أيضاً.

وسبق المناظرة التي يديرها المقدّم التلفزيوني مرتضى حيدري، إجراء قرعة لتوزيع المقاعد، واختيار المرشّح الذي سيوجه إليه السؤال الأول.

وتأتي المناظرات في إطار تقوية الحملات الانتخابية للمرشَّحين، بحيث يعرض كل من المرشحين اختصاصاتهم ومجال عملهم السابق وخبرتهم العملية، ويعلنون سياساتهم الداخلية والخارجية بشكل مباشر.

اللافت في المناظرة الأولى اليوم أنها شهدت هجوماً للمرشحين على بعضهم البعض، حيث كان المرشح يوجه كلاماً للآخر بعبارات تضمنت بعض الاتهامات خلال قيامهم بمهامهم التي كانوا يقومون بها في مناصبهم، قبل الترشح للانتخابات.

وبدأ الكلام المرشح إبراهيم رئيسي متحدثاً في الشق الاقتصادي قائلاً: "من أجل إيجاد رونق الانتاج يجب أن نجد عنصر تحفيز، وأن نخفض من التوجّه نحو الاقتصاد غير المنتج".

وأضاف رئيسي: "يجب أن نخفف من التوجه الاقتصادي للاستثمار في الذهب والنقد والأراضي، وهذا لا يعني أن نضع حدّاً أو منعاً".

وتلا المرشح محسن رضائي كلمته بعد رئيسي، واتهم المرشح عبد الناصر همتي قائلاً: "إن الأفراد الذين هم مثل  همتي وضعوا أيديهم في جيوب الناس - في إشارة إلى منصبه قبل الترشح رئيس البنك المركزي -"، متسائلاً: "هل هذه هي الطريق الصحيح لتحصيل السيولة؟".

الكلمة الثالثة كانت للمرشح عبد الناصر همتي الذي أشار فيها إلى أن إيران تحتاج إلى إصلاحات اقتصادية. وقال: "أيها الناس، الكثيرون منكم ليس لديهم ممثلون هنا، نحتاج إلى تشكيل ائتلاف كبير لتمثيلكم".

وأضاف همتي: "أنا عالم اقتصاد ولدي تجربة في السلطة الإجرائية، وليس هناك سابقة أو مصدر أن بقية المرشحين سينفذون وعودهم"، مشيراً إلى أن "الوضع المالي للناس يمكن أن يكون أفضل بكثير، والمرشحون الآخرون ليس لديهم قدرة هذا الأمر، أما أنا فلدي هذه القدرة".

وتوجّه همتي للمرشح محسن رضائي، وقال: "يا سيد رضائی لماذا عطلت معاهدة fatf، هذا العمل أذى الاقتصاد كثيراً".

وتابع: "تأخرتم في تصويب إجراء معاهدة fatf التي لها أثر على الاقتصاد. كان هذا الموضوع لدى البنك المركزي مهم جداً وأنتم عطلتموه".

أما المرشح محسن مهر علي زاده، سأل في بداية كلامه: "هل دعم شخص بشكل خاص هو من آلية العمل؟"، معتبراً أنه "تمّ حذف أشخاص من عملية الانتخابات.. هل هذا الشيء الذي اتخذ هو في آلية العمل؟". 

وأضاف: "لدي برنامج مدون أعددته منذ سنتين، والليلة سوف أضعه على موقعي في الإنترنت".

الكلمة الخامسة كانت للمرشح علي رضا زاكاني، الذي قال: "نحن الآن نجري مناظرة مع بعضنا البعض، لكن الرفاق يقرأون نوع من الإنشاء.. هنا ليس مكان قراءة الانشاء، هنا مكان الجواب على أسئلة الشعب".

وتوجّه زاكاني للمرشح همتي بكلامٍ قاسٍ، وقال: "سيد همتي اتهمتنا بالكذب رجاءً لا تفعل هذا، لا تتهم، وإلا ستجبرنا على قول حقائق ستعكر أوقاتك.. قلت إنك لا تؤيد صلاحية البعض.. إذا هم تمّ تأييد صلاحيتهم، لم تكن أنت لتكون هنا، كل شخص يجب أن يعرف حجمه".

والكلمة السادسة كانت للمرشح سعيد جليلي، قال فيها: "لدينا طروحات (مشاريع) يمكنها أن تقلل من الحرمان للحد الأدنى"، مشيراً إلى أن "واحدة من المشكلات هي أننا من المنظور الاقتصادي لم يكن المحرومون في الأولوية".

وأضاف جليلي: "لدينا مشروع قمنا بإعداده، وسلّة غذائية من أجل مواجهة الحرمان في بلادنا"، لافتاً إلى أنه "لدي مشروع مفصل في موضوع السفر، حيث يمكن أن يثني الناس عن قرار السفر.. سيستفيدون منه".

كذلك، تلقّى المرشح همتي هجوماً لاذعاً من المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي في كلمته التي تلاها سابعاً وتوجّه إليه قائلاً: "يا ليت رئيس البنك المركزي يكون مسؤولاً عن حفظ قيمة التومان بدل حفظ قيمة الدولار"، معتبراً أن "القسم الأساسي من مصروف خزينة الدولة سببه التضخم الاقتصادي".

وأضاف: "عندما نتكلم عن حفظ قيمة العملة الوطنية، ولكن هناك في الجانب المقابل الذهب يتحكم بالتضخم"، مشيراً إلى أن "البعض يقول نحن نعرف طرق العمل، ولكن المسألة هنا، لماذا لم تقوموا بها؟". 

وخلال المناظرة، توجّه جليلي من جديد لهمتي وقال: "سيد همتي أنت تفضلت بالقول إن كل مشاكل البلاد هي من الـ FATF، بهذا النحو تمت إدارة البلاد حتى وصلنا إلى هنا.. الذي تمت برهنته الآن هو أن الموضوع إنك لا تقدر ونحن نقدر.. إن المناظرات هي لهذه الغاية، فليفهم الناس هذه المسائل".

المرشح رضائي توجّه من جديد للمرشح همتي، وقال له: "سيد همتي أي عالم اقتصاد أنت، حتى وصل الدولار من 8000 تومان إلى 21000 تومان؟". وأضاف: "عندما قالت أميركا سنهاجم إيران، أنا قلت سنعتقلهم کرهائن. هل نعتقلهم کرهائن ولا نمسك منهم شیئاً؟".

وردّ همتي: "أنا قلت إننی فی مقابل خمسة مرشحين يرأسهم رئيسي، والبقية هم لدعمه، إذا أراد الرفاق أن أجيبهم فليتعهدوا أنهم سيبقون لآخر الانتخابات - أي لن ينسحبوا لصالح أحدهم - وإلا فإن خطابي سيكون موجهاً للسيد رئىيسي.. ثلاثة أشخاص بدأوا بمهاجمتي وسأرد عليهم".

ثم توجّه همتي لجليلي: "سيد جليلي منذ 20 عاماً وأنت تقرأ البيانات خطابات.. وآذيت البلاد".

ثو توجّه لزاكاني وقال: "سيد زاكاني أرجوك أخرج من الغطاء"، مضيفاً: "أنت أصلاً ليس لديك حتى الدرجة الثانية من المعرفة الاقتصادية.. لا تجعلني أفتح فمي".

وفي ردّه على رضائي، قال له: "سيد رضائي تقول أنا عالم اقتصاد، ولكن أنا أعرف أنك كنت تنادي للأساتذة ليأتوا إلى مكتبك ليجروا لك امتحان".

كذلك ردّ همتي على رئيسي قائلاً: "سيد رئيسي أنت أولاً حل مشاكل السلطة القضاىية ثم تعال نحو السلطة الإجرائية".

هجوم آخر شنّه مهر علي زاده على رئيسي، وقال له: "سيد رئيسي لديك متلازمة اللاموضعية.. أنت إذا كنت حريصاً على الاقتصاد لماذا لا تكمل عملك في السلطة القضائية؟"، متسائلاً: "لماذا وأنت هناك وضعت عينك على رئاسة الجمهورية؟".

وتابع علي زادة متوجهاً لرئيسي: "ماذا تعرف عن عوائق الانتاج؟ هل يمكنك من دون الاستعانة بمستشاريك أن تجيب على سؤال متعلق بالاقتصاد؟".

رئيسي ردّ على الإتهامات التي وجهت إليه، وقال: "ألم تتعبوا من توجيه التهم والإهانات لي؟.. إذا كانت مشاكل الناس ستحل من خلال إهانتكم لي فلتفعلوا هذا".

وتابع رئيسي: "يجب عليك أن تجيب لماذا صعدت كل الأصوات عليك. ما يقلق الناس هو أن بعض المسؤولين ليسوا صادقين".

وردّ عليه قاضي زاده هاشمي، بالقول، إن "موضوع أن البعض يأخذ الحديث من الاقتصاد إلى افتعال الجلبة هذا يشير إلى أنهم لازالوا على سابقتهم ليس لديهم برنامج لإدارة البلاد.. هؤلاء الأفراد من خلال ما يفعلونه من رمي التهم ومحاولة ايجاد الخصومة بین جناحین، یظهرون أنهم لیس لدیهم برنامج عمل".

وأضاف زاده هاشمي أن "أکبر رشوة أُعطيت في البلاد هي القروض البنكية، لأن قيمة فائدة التسهيلات هي تحت وطأة التضخم الاقتصادي، وهذا يجعل إرجاع القروض غير ممكن".

من جهته، قال جليلي: "إذا أردنا في السنوات الأربعة القادمة ايجاد طفرة (تحول) فلا يجب أن ننتظر البلدان الخارجية".

وتابع: "أيها السادة تفضلوا بالإجابة لماذا صادراتنا مع 28 دولة أوروبية هي نصف صادرات أفغانستان، ولم تؤخذ هذه المسألة بعين الاعتبار؟". جليلي دعا همتي بعد المناظرات، إلى برنامج مناظرات معه على شبكات الاعلام الإلكترونية.

بدروه، قال رضائي: "إذا أصبحت أنا رئىيساً للجمهورية، أول شي سأفعله، هو أنني سأجعل المرشح همتي وبعض المسؤوليين ممنوعين من السفر، وسأعرض مستندات لملاحقتهم"، مضيفاً أن "همتي في الثلاث سنوات التي كان فيها في الحكومة كان يجاري (يساعد/يعاون) الحظر الأميركي علينا".

وتابع: "سأستفيد من الاختيارات المركزية التي ستساعد في ايجاد الفساد في المحافظات. وكل المحافظات سيكون لديها ممثلين في حكومتي".

من جهته، قال مهر علي زاده: "لقد بدأت من مصنع وبيدي مفتاح ربط.. أنا مهندس ميكانيك، منذ 25 عاماً، ومفتاح الربط أمسكه بيدي. كل ما تعلمته في الجامعة أجريته في العمل"، مضيفاً أن اسم حكومتي هو "حكومة الحياة."

همتي أعرب عن احترامه لرئيسي، وقال: "لدي احترام خاص للسيد رئيسي لكن هنا نحن خصوم، وأنا مجبر على قول بعض الأشياء.. أنت رئيس السلطة القضائية، هل تعطيني الأمان ألا تلاحقني قانونياً بعد المناظرة؟".

وأضاف همتي: "أنا من بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية حتماً سأرفع اسم السيد رضائي للسيد رئيسي بعنوان واحد من المخلّين بالاقتصاد".

وتوجّه همتي لجليلي: "سيد جليلي، لا تضحك على كلامي، هذا الكلام يُبكى له. أنا أرجو منك ومن لجانك أن تخرجوا من الاقتصاد لكي يصلُح".

كذلك توجّه همتي لرئيسي بالسؤال: "لماذا تحتل عنوان خبر نشرة الثامنة والنصف في أول الأخبار ويقومون بالتعريف عنك كأنك سوبرمان؟". وسأل رئيسي: "هذه الأموال التي تستخدمها حملاتك الانتخابية من أين أتيت بها، حيث تقوم بتشويهنا جميعاً".

أما قاضي زاده، رأى من جهته، أنه "يجب على الحكومة أن ترفع ركبتها عن رقبة الشعب".

وقال: "لقد قمنا بتصميم نظام تحوليّ لتغيير النظام الأيكولوجي في البلاد. لدينا برنامج في غضون 4 سنوات يمكن له أن يصل بالتخفيف من التضخم الاقتصادي إلى ما دون الـ5% وأن يحل مشاكل فرص العمل وزواج الشباب".

وأضاف أن "البورصة موضوع يحتاج للتعامل بحدة، بحيث سنصدر 3 قوانين وآلية عمل في الأيام الأربعة الأولى للحكومة لنحلها، ثم نذهب إلى تنمية السوق".

زاكاني ردّ بدوره على الاتهامات التي وجُهت إليه، وقال: "هذه الطرق في الحملات الانتخابية التي تشوهني التي بدأ فيها السيد همتي، وحتى لم يرحم عائلتي وأبنائي.. السيد همتي يقول إنني مرشح غطاء، هذه طريقة الحملات من الخصوم من أجل تشويهي".

وأضاف: "سأواجه الفساد بشكل جدي، فلتعلموا هذا أيضاً، أنني لن أنسحب من الانتخابات بقولكم هذا الكلام"، موضحاً أن "عوامل مثل الضرائب وضمان الإيقاف تمنع الانتاج.. هذه الأمور سنواجهها في حكومتي".

رئیسي بدوره ردّ على الاتهامات والإهانات التي وجهت إليه، وقال: "أنا فی رئاسة السلطة القضائية واجهت الكثير من الملفات التي كانت تصدر من جهة السلطة الإجرائية لمنع الانتاج. من أجل ذلك يجب الذهاب إلى مركز إنتاج الفساد. الناس يعرفون ذلك، أنني في مسألة مواجهة الفساد ليس لدي خطوط حمراء. لقد قيّمتم عشرات المرات، وتعرفون أن الناس طلبت أن أخوض الانتخابات من أجل إصلاح المسائل".

واستطرد رئيسي: "أنا الآن في السلطة القضائية مُطَالِب، وإذا أتيت للحكومة سأصبح مُطالَب. أنا في السلطة القضائية والجميع يعرف أنني لست أسعى وراء المنصب.. تعترضون علي أنني كيف ذهبت نحو إعادة تشغييل المصانع، لكن السؤال هو لماذا لم تذهبوا أنتم لتعيدوا تشغيلها؟".

وأكد رئيسي أن "الناس الآن ليسوا وراء المشاجرات الاقتصادية، ويريدون أن يأتي مسؤول مقتدر ومتخصصون من أجل حل المشاكل في البلاد".

المرشح رضائي هاجم حكومة الرئيس حسن روحاني، وقال إنها "أسوأ حكومة في العقود الـ4 الماضية، وأنها لم تفتح أبواب الخارج، وأغلقت أيضاً أبواب الداخل، وهمتي هو ممثل حكومة روحاني هنا".

وأضاف رضائي أن "حكومة روحاني هي إحدى أشد الدورات سواداً خلال الـ40 عاماً"، مشيراً إلى أن "همتي هو ممثل لروحاني". وتوجّه إليه بالسؤال: "لماذا حصل هذا، سيقول أنا لم أفعل شيئاً ولم يكن عندي علم. همتي أصبح أستاذاً في تفريغ الأماكن؟ هل بهذا الشكل تريدون إدارة البلاد؟".

وتدخّل قاضي زاده، قائلاً: "شهدنا مافيات كبرى للاستيراد تهدد التسليفات المختلفة للانتاج"، مشيراً إلى أن "المستوردات تهدد الانتاج ويحصل التهريب من مداخل رسمية في الدولة، مثل حصاد الأرز".

رئيسي تحدث من جديد عن مسؤولياته في منصبه، وأوضح قائلاً: "في مسؤوليتي بالقضاء واجهت ملفات فساد متعددة في الجهاز التنفيذي. علينا في موضوع الإنتاج أن نوفر الآليات ومنها التراخيص المحدودة، لتحقيق رونق الإنتاج. ويجب أن يتم خفض القضايا التي تعيقه".

أما جليلي، فتناول المعادن، ورأى أنه "مع الالتفات إلى قسم المعادن يمكن وضع محرك الاقتصاد"، مشيراً إلى أنه "في إيران لدينا فرص كثيرة وكلها يمكن أن تکون عوامل دفع للاقتصاد. الحکومة يجب أن تستطيع إدارة البلاد باستخدام أي منها".

وتابع جليلي: "لا يجب أن يكون عندنا بيع للنفط الخام، كل ما زاد عندنا مؤشر (القيمة الاقتصادية المضافة) يصبح لدينا سبيل لجمع النقد، وسبيل لفرص العمل. نستطيع من خلال قسم المعادن أن نؤمن قسم أساسياً من كلفة البلاد".

المرشح رئيسي، اعتبر أن "واحدة من مشكلات البلاد الأساسية هي مسألة قضم الأراضي، حيث يوجد أراضٍ بدل أن تكون مكان سكن أو عمل، تحولت إلى عنصر رأس مال كالذهب والنقد".

وشدد رئيسي على أنه "يجب أن نُفعّل الجمعيات غير الحكومية. الناس يجب أن يمنعوا تغيير المنفذین. والحکومة يجب أن تسلك الطريق القانوني لأجل الناس وتفتحه كي لا يذهبوا إلى الأعمال غير القانونية"، مؤكداً أنه "مع المتابعات القضاىية اليوم، أصبح قضم الأراضي أقل في البلاد".

وبالنسبة إلى المرشح علي زاده، ومن أجل إنجاح المشاريع الاقتصادية الكبرى، أكد أنه "نحتاج للمال.. الوضع المالي في البلاد معروف، ولدينا عجز في الميزان في كل عام، ويجب أن نعتمد طرق خاصة من أجل إدخال الاستثمارات للبلاد". 

واعتبر أن "التوتر على الصعيد الدولي هو واحد من المشخصات المهمة في جذب الاستثمار".

أما زاكاني فرأى أن "حكومة روحاني، عاشت على أموال جيوب الشعب"، معتبراً أن "الحكومة التي سبقتها، عاشت من أموال نفطها".

زاكاني توجه بالاعتذار من الشعب عن روحاني وهمتي، وقال: "لا أحد يتحمل مسؤولية الحكومة. يقولون إنهم جاؤوا من الفضاء ومحصونا بهذا الابتلاء".

وردّ همتي عليه قائلاً: "لست ممثل روحاني، ولكن روحاني قد رأى العالم ومن ناحية الإدارة والسياسة والخطابة (البيان) هو أفضل منكم.. ولكن مشكلة روحاني مثلكم، هي أنه ليس عنده نظرة اقتصادية".

رضائي توجّه لهمتي بالقول: "سيد همتي إذا كنت تخالف روحاني فلما بقيت بجانبه؟.. يا شعب إيران العزيز، إنني أقسم إذا تكررت الحكومة السابقة، سوف نشهد فاجعة في البلاد".

وتابع رضائي: "همتي يقول لأن منظوره الاقتصادي كان مختلفاً عن روحاني، فأبعدوني، إذا كان الأمر كذلك، لماذا بقيت إلى جانب روحاني؟ لماذا تقوم بإهانة شعور الناس؟".

أمّا أصغر المرشحين قاضى زاده، قال: "نحن الشباب قلوبنا تريد التحول والتغيير.. من حيث أنني في هذا الجمع الأصغر سناً، نحن الشباب لدينا قيم وطموحات كبرى وقلوبنا تريد تغييرات عميقة".

وردّ عليه رئيسي بالقول: "في مجال الفضاء الافتراضي متأخرون.. أسأل الشباب، كم تتعبون ويتغير حالكم، تتعب نفسيتكم؟ هناك مشكلة في البنى التحتية.. أنا شخصياً فعال في الفضاء الافتراضي، ولدي 2 مليون متابع، وعلى اطلاع.. في هذا المجال لدينا الكثير من العمل لننجزه، ونحن أصحاب".

جليلي، ردّ من جهته بالقول: "خلال السنوات الثمانية السابقة أعطوا الكثير من الوعود، لكن الدولار صعد بأضعاف مضاعفة تضاعفت العقوبات".

وأوضح أن "معنى الاقتدار ليس هو الكلام الحاد، يجب على رئىيس الجمهورية أن يأخذ قراراته في الوقت المناسب، وأن يصبح قوله عملياً، لأن العمل بالنظر لا يؤول إلى نتيجة. العمل يجب أن يكون واقعياً".

وتابع جليلي: "بكلمات الجنرال قاسم سليماني، عندما ترشون المياه على الأرض، لا تصل وحدها للشجرة، أنتم يجب أن تسعوا لآن لتصل".

المرشح مهرعلي زاده، تناول حكومة محمد خاتمي، وقال: "شهدنا نمواً اقتصادياً، وتقلص التضخم 50 بالمئة إلى عدد فردي، وتوسعت أعمال اللجان المؤثرة في المجتمع، وتوسعت العلاقات الدولية".

ورأى أن "المسائل السياسية في رأس الجدول، ومسائل الناس في ذيل الجدول، لا زلنا وبعد 42 عاماً، نشهد تضخمات مؤذية للمعيشة في المجتمع.. لماذا لا تنتهني المشاكل؟". 

وتابع: "يا شعبي.. في تشكيل الحكومة الثالثة للاصلاحات، يعني دولة الحياة، أخاطبكم، الحياة مقابل الحرب، الحياة مقابل التهديد، وفقدان الأمل. حياة في سبيل صلاحكم، أنا أريد من خلال إدارة منطقية حكومة محورها الاقتصاد والرفاهية.

رضائي، قدم وعوداً في كلمته الأخيرة بالمناظرة، وقال: "في هذه الدورة فقدنا ثقتنا بأنفسنا، واعتمادنا بانفسنا قُتل، وأصبحنا نقول لا نستطيع.. نحن نريد ايجاد حكومة شبابية ثورية. سأضمن جعل المعونة الحكومية 450 ألف تومان، وسأضمن عمل ربات المنزل. سأستصلح صندوقاً من أجل التعويض المالي للذين خسروا أسهمهم في البورصة. سأعمل على وضع ضمان طبي للمزارعين. سأضع الفضاء الافتراضي واستخدامه، بإدارة، بين يدي الجميع".

وأضاف: "أنا خجل من صبر وتحمل الناس. أنا خجل من الذين يبحثون في النفايات والذين يقترضون الخبز والذين يحملون حقائبهم. لم أفكر يوماً بعد تحرير خرمشهر، أن يشهد الناس حكومات تراهم ألعوبة"، وختم: "أعتذر عن كل هذه الحكومات من الشعب".

وفي ختام كلمته، حاول همتي الدفاع عن نفسه جراء الاتهامات التي وجهت له خلال المناظرة متحدياً، وقال: "فليظهر الناس اعتراضهم بالتصويت لي.. أنا كنت أفكر أن السيد زاكاني، هو مرشح غطاء، والآن فهمت أنه مرشح سوبر غطاء، إذاً لن أجيبه". 

وأضاف همتي: "أنا أعرف أيها الناس أن كثيراً منكم لا يريدون أن يدلوا بأصواتهم. نحن بفضل وهمّة الشهيد سليماني، البلد الأكثر أمناً في المنطقة، ويجب أن يكون لدينا الاقتصاد الأول في المنطقة، لكنه ليس كذلك. إذا اليوم انتخبتم بشكل صحيح، سنصبح النموذج الاقتصادي لكل المنطقة".

وطلب همتي من الشعب الإيراني الإدلاء بأصواتهم، وإظهار اعتراضهم من خلال تصويتهم.

هذا وبالتزامن مع بدء المناظرات، أعلن وزير الأمن الايراني محمود علوي عن اتخاذ التمهيدات والتدابير الأمنية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية 

وكانت لجنة الانتخابات في إيران أعلنت في وقت سابق، القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، وهم 7 مرشحين، أكّد مجلس صيانة الدستور أهليتهم لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد، وهم: "سعيد جليلي، محسن رضائي، ابراهيم رئيسي، علي رضا زاكاني، أمير حسين قاضي زادة هاشمي، محسن مهرعلي زادة، وعبد الناصر همتي".

استحقاق انتخابي وسياسي مهم تعيشه إيران، مع الانتخابات الرئاسية بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2021، والتي ستحدد الرئيس القادم وطبيعة الحراك السياسي في السنوات القادمة داخل إيران وفي علاقاتها الإقليمية والدولية.

اخترنا لك