مسؤول عسكري إسرائيلي: لن نصمد في حرب متعددة الجبهات ينضم إليها حزب الله
بعد 11 يوماً من إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على "تل أبيب" والمستوطنات الإسرائيلية، مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن "إسرائيل" أخفقت في ردع "حماس" وصواريخها، مشيراً إلى أنها لن تصمد أمام جبهة متعددة ينضم إليها حزب الله.
قال اللواء احتياط يتسحاق بريك، (مفوَّض شكاوى الجنود السابق) في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه "إذا لم ننجح طوال 11 يوماً في إيقاف نار الصواريخ، كيف سنقوم بذلك مقابل حرب متعددة الجبهات ينضم إليها حزب الله؟".
وأضاف بريك أن "لديهم قدرة على تدمير الدولة، وأيضاً الميلشيات الشيعية يمكن أن تنضم. وسيكون هناك دمار حقيقي ولن يكون لنا القدرة على الرد"، وفق اللواء بريك.
وتابع، "مفهوم أنه يمكن الانتصار بالحروب فقط بواسطة سلاح الجو الذي انهار نهائياً"، مشيراً إلى أنه "في الأسبوعين الماضيين، كان سلاح الجو يسحق غزة، لكن شيئاً واحداً لا يتمكن من تحقيقه، وهو وقف نيران حركة حماس".
وكان اللواء بريك قد صرّح في وقت سابق عن سلسلة الإخفاقات الدبلوماسية والأمنية الإسرائيلية، ورأى أن ما جرى لا يعدو عن كونه "بروفا" عن المعركة المقبلة، والمتعدّدة السّاحات، مضيفاً "ما نختبره اليوم في غزة هو رأس جبل الجليد، في مقابل ما سيحدث إذا دخل حزب الله للصورة".
بدوره، معلق الشؤون العربية تسفي يحزقلي قال لـ"القناة 13" الإسرائيلية: "نحن ينظر إلينا كضعفاء، فقدنا الردع داخل دولتنا"، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وأضاف "هذه عملية مستمرة منذ عدة عقود. نحن نحتوي ونتفهم، في نظر العالم العربي هذا ضعف. لقد فقدنا الردع داخل دولتنا. قصة بدو الشتات موجودة منذ سنوات عديدة، على من يقع اللوم؟ أين النقاط للاصلاح؟".
وعندما سئل من انتصر في المعركة الأخيرة، أجاب يحزقلي "انتصار الصور ليس غزة التي تمّ قصفها، لأنها تلقت ضربة لا سابق لها، لكن تلك التي يركلون فيها شرطياً مثل كرة القدم على درج الحرم القدسي، هذه هي القصة. في أعين الشرق الاوسط، السبب في كل هذه القفزة العظيمة لعرب إسرائيل والضفة الغربية وغزة والقدس، هو الضعف وليس من اليوم. نحن مجتمع يعتقد أننا لا يجب أن يقاتل".
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن أبرز الإخفاقات الإسرائيلية في العدوان على قطاع غزة، مشيراً إلى أن مقابل "إسرائيل" فشلت استخباريّاً في غزة.. رقم قياسي في الصواريخ!". كما وجّه خبراء ومعلّقون إسرائيليون انتقادات إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ورئيسها بنيامين نتنياهو، بسبب الطريقة التي جرى فيها وقف إطلاق النار، وكيفية الإعلان عنه.
الإعلام الإسرائيلي، قال قبل أيام "نحن مرتدعون من حزب الله.. ولا مصلحة لنا في قتال مع لبنان".
وقال ألون بن دافيد، وهو محلل عسكري في القناة الإسرائيلية "نحن مرتدعون من حزب الله منذ نحو 15 عاماً. ولا مصلحة لإسرائيل في دخول قتال مع لبنان الآن، لأن أغلبية القوات النظامية ومنظومة الدفاع الجوي موجودة في الجنوب، بالإضافة إلى النقص في الذخائر".
وأضاف "أننا لا نستطيع القيام بشيء في الشمال، في حين أن أغلبية الجيش النظامي ومنظومة الدفاع الجوي موجودة في الجنوب".
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن أحد أبرز الإخفاقات العسكرية تمثَّل "بنقص المعلومات عن أمكنة قاذفات الصواريخ"، مضيفةً أن "قيادة حماس نجت من الاغتيالات، وأنه كان هناك أيضاً ثغرة كبيرة جداً في التحصين بخصوص الجبهة الداخلية".
وفي وقت سابق، تحدّثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن "اعتراف إسرائيلي بنقص المعلومات الاستخبارية في غزة"، وأشارت إلى أنه "سيكون هناك عدم ثقة بما يقوله رئيس الحكومة، والأسوأ هو فقدان الثقة بما تقوله المؤسسة الأمنية".
وقال المحلِّل في موقع "والا نيوز" تشيلو روزنبرغ، إن حرب غزة الأخيرة تُثبت "بصورة لا لبس فيها أن إسرائيل خرجت إليها من دون استراتيجية، ومن دون أيّ تخطيط للمستقبل، ومن دون أيّ خطة سياسية لليوم التالي".
وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة معارك عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، دامت 11 يوماً، وفي إثر مبادرة مصرية تمّ الاتفاق عليها مع فرنسا، تمّ الاتفاق على وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ، في تمام الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة الماضي.
ووعمّت مسيرات شعبية وانطلقت احتفالات في مختلف أنحاء دول العالم، أكدت دعمها الشعب الفلسطيني، واحتفت بانتصار الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.