بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتفقان على العودة إلى المفاوضات لحل مسائل "بريكست"
بعد إجراء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محادثات اليوم مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اتفق الطرفان على العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري.
اتفق رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون خلال اتصال هاتفي استمر لساعة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب رئاسة الوزراء البريطانية فإن "بريطانيا والاتحاد الأوروبي أكدا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق من دون حل المسائل الثلاث العالقة".
وتواجه المفاوضات خلافات حول ثلاث مسائل رئيسية، هي وصول الأوروبيين إلى المياه البريطانية الغنية بالثروة السمكية، والضمانات التي تطلبها بروكسل من لندن بشأن المنافسة العادلة، وكيفية إدارة الاتفاق والخلافات الناشئة.
وأعقب الاتصال الذي يعد غاية في الأهمية، تعليق مندوبي لندن وبروكسل محادثات اللحظات الأخيرة في وقت متأخر الجمعة وإقرارهم بأنه لم يتم الإيفاء بالشروط اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأشار كبير المفاوضين عن الجانب البريطاني ديفيد فروست ونظيره الأوروبي ميشال بارنييه إلى وجود "خلافات كبيرة" بشأن عدد من المسائل الأساسية التي عطّلت المحادثات منذ الصيف.
في الأثناء، يزداد الضغط على الجانبين لإبرام اتفاق في وقت تقترب فترة "بريكست" الانتقالية التي تستمر 11 شهراً للانتهاء في 31 كانون الأول/ديسمبر.
ويعد التوصل إلى اتفاق ضرورياً لتجنّب أي اضطرابات عميقة لاقتصادات الجانبين المتضررة أساسا جرّاء كوفيد-19، وخصوصاً بريطانيا.
ولدى عودته من لندن السبت لإيجاز فون دير لايين قبيل الاتصال، قال بارنييه للصحافيين إن فريقه سيبقى "هادئاً كالعادة".
وأضاف "سنرى إن كان لا يزال هناك مجالاً للتوصل إلى اتفاق".
وجرى آخر حديث بين جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن الانقسامات بقيت بين بريطانيا والتكتل بشأن تساوي الفرص والحوكمة وصيد السمك.
وأفاد مصدر أوروبي الجمعة عن وجود "صعوبات جدية" في هذه المرحلة الحاسمة من العملية.
وأشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" إلى احتمال عقد جونسون محادثات مع قادة أوروبيين في عطلة نهاية الأسبوع، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ومن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم الخميس، والتي يتوقع العديد منهم أن يعرفوا بحلول موعدها إن كان التوصل إلى اتفاق "بريكست" لا يزال ممكناً.
ويذكر أن بريطانيا غادرت الاتحاد الأوروبي رسميا في كانون الثاني/يناير، بعد نحو أربع سنوات من استفتاء على عضوية التكتل أحدث انقسامات في البلاد.
لكنها بقيت ملزمة بمعظم قواعده حتى نهاية العام، في وقت يحاول الطرفان الاتفاق على الشكل الدقيق لعلاقتهما المستقبلية.
وما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيحتكم الجزء الأكبر من التجارة عبر "المانش" إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، وسيعاد تطبيق الرسوم الجمركية والحصص بعد عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي العميق بين لندن ودول الاتحاد.
وبينما استُكملت معظم جوانب الاتفاق خلال المحادثات التي جرت العام الجاري، إلا أن المسائل الأكثر حساسية بقيت من دون حل في وقت ينتظر أن تغادر بريطانيا السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.
وبقيت العواصم الأوروبية موحدة في موقفها الداعم لبارنييه على مدى عملية بريكست الصعبة. لكن بدأت تظهر بعض الانقسامات الداخلية مؤخراً.
وهددت فرنسا الجمعة باستخدام حق النقض ضد أي اتفاق لا يفي بمطالبها بشأن ضمان تجارة منصفة والوصول إلى مياه الصيد البريطانية.
بدوره، أفاد دبلوماسي أوروبي بأن "كلا من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك تشاطر باريس مخاوفها من احتمال تقديم الجانب الأوروبي الكثير من التنازلات في ما يتعلق بالقواعد الرامية للمحافظة على المنافسة".
أما في بريطانيا، فأصر جونسون على أن بلاده "ستزدهر بقوة" مهما كانت نتيجة المحادثات، لكنه سيواجه تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة في حال لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان وهو النائب المحافظ توم توغيندات، لمعهد "لوي" في مقابلة نشرت السبت "إذا فشلنا في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فسيشكل ذلك فشلاً خطيراً في الكفاءة السياسية".