كيف يستفيد ترامب بعد وفاة قاضية أميركية ليبرالية؟
وفاة القاضية في المحكمة العليا روث بادر غينسبورغ سيفتح المعركة بين ترامب ومنافسه على تعيين خلف لها، ففي الوقت الذي تزداد فيه حظوظ ترامب على تعيين قاضٍ من حزبه الجمهوري، يقول منافسه بايدن إن من يحق له تعيين القاضي الجديد هو الرئيس الفائز بالانتخابات.
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة الأميركية معركة سياسية جديدة بعد إعلان المحكمة العليا وفاة القاضية روث بادر غينسبورغ.
وتتمحور المعركة السياسية حول من سيخلف غينسبورغ، التي توفيت عن عمر (87 عاماً)، والجدل حول مستقبل المحكمة العليا قبل الانتخابات الرئاسية، إذ ستمنح وفاة هذه القاضية الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة لاختيار قاضٍ محافظ مكانها، الأمر الذي سيقلب توازن المحكمة بين الليبراليين والمحافظين، ويؤثر في الكثير من القضايا المهمة في البلاد لسنوات.
والقاضية غينسبرغ هي من رموز المدافعين عن حقوق المرأة، ومن الوجوه الليبرالية البارزة، ووافتها المنية في منزلها بواشنطن بسبب مضاعفات سرطان البنكرياس النقيلي، حسبما قالت المحكمة في بيان.
وقد تغير وفاة غينسبرغ بشدة من التوازن الأيديولوجي داخل المحكمة، التي يحظى المحافظون بالأغلبية فيها بواقع خمسة مقابل أربعة، إذ من الممكن تعيين شخصية تجعل المحكمة العليا تميل أكثر ناحية اليمين.
وذكرت الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة، أمس الجمعة، أن غينسبرغ قامت بإملاء حفيدتها كلارا سبيرا بياناً قالت فيه إن "أكثر ما أتمناه هو ألا يخلفني أحد قبل أن يتم تنصيب رئيس جديد".
وعين ترامب إثنين من المحافظين في المحكمة العليا، التي يحتفظ المعينون فيها بمناصبهم مدى الحياة. وتتطلب تعيينات المحكمة موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حالياً الجمهوريون الذين ينتمي ترامب إليهم.
وذكر ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أنه يعتزم إجراء تصويت على أي مرشح يختاره ترامب، وقال إن "مرشح ترامب سيكون محل تصويت في مجلس الشيوخ الأميركي".
وقال ترامب في بيان "تنعي أمتنا اليوم فقدان أحد عمالقة القانون"، مضيفاً أن قراراتها "ألهمت جميع الأميركيين وأجيالاً من العقول القانونية الفذة".
وكان ترامب دعا غينسبرغ إلى الاستقالة عندما كان مرشحاً للرئاسة عام 2016، وقال إن "عقلها اختل"، وذلك بعدما انتقدته في مقابلات إعلامية. لكن ترامب لم يتطرق إلى أي خطط محتملة لترشيح خليفة لها.
وتعيين ترامب لشخصية أخرى في المحكمة العليا سيعطي المحافظين أغلبية ستة مقابل ثلاثة، مما يعني أن الأخذ برأي القضاة الليبراليين سيتطلب تأييد إثنين من المحافظين لهم.
منافس الرئيس الأميركي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل جو بايدين، عبّر عن معارضته لتقديم ترامب أي مرشح لمجلس الشيوخ قبل الانتخابات، وقال "إن الفائز في الانتخابات هو من يتعين عليه اختيار من سيخلفها".
ويلعب قضاة المحكمة العليا دوراً بارزاً في بلورة السياسات الأميركية حيال قضايا ساخنة.
وكانت غينسبرغ أكبر أعضاء المحكمة سناً، وصاحبة ثاني أطول مدة خدمة بين قضاة المحكمة الحاليين بعد كلارنس توماس. وكانت ثاني إمرأة تُعين في المحكمة في أعقاب تعيين القاضية ساندرا داي أوكونور قبل 12 عاماً.