الأمم المتحدة: ليبيا تتحول إلى حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة في ليبيا
بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعبر عن قلقها من انتهاك الحظر المفروض على ليبيا من طرفي القتال، عبر مواصلة إدخال الأسلحة الجديدة إلى هذا البلد، وازدياد المخاوف بعد إعلان حكومة الوفاق الوطني أنها تحقق في احتمال تعرض قواتها لهجوم كيماوي.
قالت ستيفاني وليامز، القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص، إن ليبيا تتحول إلى "حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة" مع إرسال مؤيدي طرفي الحرب أسلحة ومقاتلين إلى هناك، في انتهاك للحظر المفروض على هذا البلد.
وأضافت وليامز في مؤتمر صحافي مساء الخميس عبر الإنترنت أن "أسلحة واردة من الخارج أجّجت موجة القتال الجديدة".
وعبرت المسؤولة عن قلقها من التقرير، قائلة "إنه تقرير مقلق جداً جداً"، مشيرة إلى أن "الأمم المتحدة تدعو كل أولئك الذين ينتهكون حظر السلاح، ومنهم دول جلست على الطاولة في برلين، ووقعت على احترام حظر السلاح، إلى احترام تعهداتها".
كما أكدت أن هذه الدول "ما زالت تواصل انتهاك الحظر بشكل صارخ".
وتابعت: "لدينا شيء يسمى قاذفة اللهب برو-إيه، وهي نوع من الأنظمة الحرارية يستخدم في الضواحي الجنوبية لطرابلس،ولدينا طائرات مسيّرة جديدة نقلت إلى هناك، منها طائرة مسيّرة أشبه بطائرة مثلها انتحارية تنفجر عند الاصطدام".
المسؤولة الدولية شددت على أن "هذين مثالان فقط لأنظمة مخيفة للغاية يجري نشرها في موقع حضري، وهو أمر غير مقبول أبداً".
وتصاعد الصراع في ليبيا بشكل حاد في شهر نيسان/أبريل الجاري، بالتزامن مع اندلاع قتال عنيف على عدة جبهات مختلفة في الغرب، رغم دعوات ملحّة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإعلان هدنة من أجل مواجهة أزمة وباء كورونا.
وظهرت المخاوف، أمس الأربعاء، بشأن احتمال دخول الصراع في منعطف خطير جديد، عندما قالت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً إنها "تحقق في احتمال تعرض قواتها لهجوم كيماوي".
وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، في بيان إن "التقرير الذي تحدث عن احتمال استخدام أسلحة كيماوية شائعات وأكاذيب".
وكان وزير الداخلية في حكومة "الوفاق" فتحي باشاغا قال في رسالة "لرويترز" إن التقارير عن إصابة مقاتلين بغاز أعصاب في ضاحية صلاح الدين بطرابلس تستند إلى "تقارير أولية من مستشفيات ميدانية".
وأضاف أن "الحكومة تحقق حالياً"، في حين قالت الوزارة إنها "ستنتظر التقرير النهائي قبل أن تبلغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة".
وتجددت المواجهات المسلحة بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات المشير خليفة حفتر، الأسبوع الماضي، جنوبي العاصمة طرابلس.
وفي 18 نيسان/أبريل الجاري، أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا القصف العشوائي على طرابلس من قبل قوات حفتر، حيث سقط الكثير من الصواريخ على أحياء مدنية، وأدت إلى وقوع إصابات، محذرةً من أن "الأعمال الانتقامية ستفضي إلى مزيد من التصعيد في النزاع، وستؤدي إلى دائرة انتقام من شأنها أن تعصف بالنسيج الاجتماعي في ليبيا".