"بوليتيكو": الهجوم الإسرائيلي على غزة لم يخلف تأثيراً يُذكَر على حكم حماس

"بوليتيكو" يشير إلى أنه حتى الآن، يبدو أنّ الهجوم الإسرائيلي على غزة لم يخلف تأثيراً يُذكَر على حكم حماس، وهو ما يتجلى في قدرتها على إجراء مفاوضات معقدة، وفرض وقف إطلاق النار بين الجماعات المسلحة الأخرى، وتنظيم إطلاق سراح الرهائن.

  • بوليتيكو: الهجوم الإسرائيلي على غزة لم يخلف تأثيراً يُذكَر على حكم حماس
    بوليتيكو: الهجوم الإسرائيلي على غزة لم يخلف تأثيراً يُذكَر على حكم حماس

تحدث تقرير في موقع "بوليتيكو" الأميركي، عن آثار العدوان الإسرائيلي على غزة ونتائجه، في مقابل الأهداف التي وضعتها القيادة الإسرائيلية للحرب، مؤكداً أنّ العدوان لا يبدو أنه أحدث تأثيراً يذكر على قدرات حماس وحكمها في قطاع غزة.

وذكر التقرير أنه حتى الآن، يبدو أن الهجوم الإسرائيلي على غزة "لم يخلف تأثيراً يُذكَر على حكم حماس"، وهو ما يتجلى في قدرتها على إجراء مفاوضات معقدة، وفرض وقف إطلاق النار بين جميع فصائل المقاومة، وتنظيم إطلاق سراح الرهائن"، مرجحاً أنّ "قادة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار، يعتقد أنهم انتقلوا إلى الجنوب".

وكانت وسائل إعلامٍ إسرائيلية، قد أكّدت أنّ حركة حماس "تنجح في إظهار أنّها لم تهزم في شمالي قطاع غزّة"، وأنّ رئيس مكتب الحركة في القطاع، يحيى السنوار، "أنزل كارثةً بالإسرائيليين".

كذلك، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة بخصوص ظهور مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مناطق شمالي قطاع غزّة التي شهدت أعنف الأعمال القتالية والتوغل البري الإسرائيلي، مُشدّدةً على أنّ الحركة نجحت في إظهار قدرتها على إرسال عناصرها إلى شمالي غزّة "بالرغم من وجود الجيش الإسرائيلي في مكانٍ قريب".

من جهتها، اعتبرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية أنّ حركة حماس "بعيدة عن الانهيار"، داعيةً إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزّة بهدف "كسر الحركة"، كما زعمت أنّ تحقيق هذا الهدف هامٌ "من أجل تحقيق انتصارٍ إسرائيلي في الجبهة الشمالية أيضاً"، في إشارةٍ إلى المواجهة مع حزب الله اللبناني.

وقالت مراسلة الشؤون العسكرية في الصحيفة، ليلاخ شوفال، إنّه خلافاً لادعاءات "الجيش" الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، "لا تزال حماس تتمتع بسيطرة قوية على الأرض"، مُشيرةً إلى أنّ هذه السيطرة في مختلف مناطق قطاع غزّة، وليست فقط في جنوبيه.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: الأسرى الإسرائيليون الذين أُطلق سراحهم كانوا محتجزين شمالي غزة

وأشارت شوفال إلى أنّ عواقب العمل الضعيف لـ"جيش" الاحتلال ضد حركة حماس "ستكون إقليمية"، لافتةً إلى أنّه بعد نحو 50 يوماً من القتال، يكرّر "الجيش" الإسرائيلي مراراً وتكراراً رسالة مفادها أنّ "قيادة حماس وسيطرتها في شمالي قطاع غزّة قد تضررت بشدة، وأنّ معظم كتائبها في هذه المنطقة تفكّكت"، في حين أنّه منذ بدء وقف إطلاق النار فإنّ عكس ذلك تماماً هو ما يحصل.

كما أضاءت المراسلة العسكرية على "وضوح التزام عناصر المقاومة  بتوجيه قيادتهم بإيقاف إطلاق النار، ما يدلّل على تنظيمٍ عالٍ"، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ عملية تحرير الأسرى من قطاع غزّة "تجري تماماً كما تريد حماس، وأنّها تملي هوية الأسرى الذين يتم إطلاق سراحهم، وتحدّد الجداول الزمنية للإفراج عنهم"، وذلك حسب ما قالته شوفال.

وقالت شوفال إنّ "سلوك رئيس مكتب الحركة السياسي في قطاع غزّة، يحيى السنوار، يشير إلى أنّه حتى في شمالي قطاع غزّة، وهو البؤرة الرئيسية للهجوم الإسرائيلي البري، فإنّ حركة حماس لا تزال بعيدة عن نقطة الانهيار".

وقد وافقت المقاومة على تمديد اتفاق الهدنة مع الاحتلال، بوساطة قطرية، ليوم إضافي، وقالت وزارة الخارجية القطرية إنه تمّ تمديد الهدنة بنفس الشروط التي كانت سائدة في الماضي، والتي بموجبها تطلق حماس سراح 10 أسرى إسرائيليين من غير العسكريين يومياً، مقابل إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً.

وتتصاعدت الضغوط الدولية على "إسرائيل" من أجل استمرار وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة، بعد ما يقرب من ثمانية أسابيع من القصف الإسرائيلي والحملة البرية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 15 ألف من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 30 ألفاً بجراح مختلفة، فضلاً عن تهجير ثلاثة أرباع السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأزمة إنسانية كبرى. 

ويتجمع معظم سكان غزة الآن في منطقة الجنوب، حيث وفرت لهم الهدنة راحة نسبية من القصف الذي لم يستثنِ مناطق الجنوب المختلفة ومربعاتها السكنية، بعكس ادعاءات الاحتلال الذي دعا سكان شمالي غزة إلى مغادرتها والاحتماء في الجنوب، ولكن الهدنة انقضت في اندفاع الفلسطينيين الكثيف للحصول على الإمدادات اللازمة لإطعام أسرهم، مع دخول المساعدات بكميات أكبر خلال الهدنة، برغم كونها غير كافية.

بالمقابل، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، أنّ "إسرائيل ستستأنف حملتها للقضاء على حماس، التي تحكم غزة منذ 16 عاماً، والتي نظمت الهجوم القاتل على إسرائيل في 7 أكتوبر"، معتبراً أنّه "بعد استنفاد هذه المرحلة من إعادة المختطفين، ستعود إسرائيل إلى القتال، ولا توجد طريقة لعدم العودة إلى القتال حتى النهاية".

وجاءت تصريحاته قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة، فيما ذكرت أوساط أميركية أنها محاولة للضغط من أجل تمديد الهدنة وإطلاق سراح الرهائن، وقد وصل بلينكن إلى "إسرائيل" في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء.

وحتى الآن، أظهرت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لـلاحتلال والداعم الأساسي له في الغطاء السياسي ومخزون الأسلحة والاستشارات العسكرية، قدراً كبيراً من التكتم بشأن تأثير الحرب في غزة على حماس ومدى فعالية العملية البرية، بينما تستمر في تشجيع حكومة الاحتلال على المضي قدماً في علمياتها العسكرية، مع ضرورة التعهد بمحاولة تقليل الخسائر البشرية المدنية، في حال قررت متابعة القتال.

اقرأ أيضاً: "القسّام" تتبنّى عملية القدس: رداً على جرائم الاحتلال في الضفة وغزّة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك