"فورين بوليسي": تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو جريمة حرب

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، تشير إلى جانب من جوانب الإبادة الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" في قطاع غزة، من خلال التدمير المنهجي لنظام الرعاية الصحية في القطاع.

  • مخلفات طبية متناثرة خارج قسم الطوارئ في المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة بعد مداهمة من القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
    مخلفات طبية متناثرة خارج قسم الطوارئ في المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة بعد مداهمة من القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إلى أنّ "الركيزة الأقل شهرة في القضية ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، هي هجومها المنهجي على البنية التحتية الطبية في غزة". 

وفي مقال نشر على موقعها الإلكتروني، يوم أمس، تحت عنوان " تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو جريمة حرب"، اعتبرت الصحيفة أن هناك "منطق دائري قاسٍ" في غزة، حيث "إن القوات الإسرائيلية، أثناء قيامها بقصف غزة ومحاصرتها، تخلق حاجة ملحة للرعاية الطبية بين المدنيين، بينما تحرمهم في الوقت نفسه من الوصول إليها".

وقالت المجلة "إن تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية في غزة، لا يشكل فقط جزءاً مهماً من تهم الإبادة الجماعية، بل هو أيضاً جريمة حرب صارخة يجب أن تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية".

وحدّدت المجلة في مقالها، المحطات الأساسية في عملية تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة.

وأكّدت على أن الهجمات الإسرائيلية "على مرافق الرعاية الصحية، بدأت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر مباشرة". وخلال الـ 36 ساعة الأولى، تضيف الـ"فورين بوليسي"، هاجمت القوات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، ومستشفى ناصر في خان يونس، ومستشفى القدس في مدينة غزة، من بين عدة منشآت أخرى. 

و"بحلول 24 نوفمبر، كان 30 من أصل 36 مستشفى في غزة قد تعرض للقصف"، و"حتى 30 كانون الثاني/يناير، أبلغت منظمة الصحة العالمية، عن وقوع 342 هجمة متعلقة بالرعاية الصحية في غزة"، وقد "تم إضعاف تلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات، التي نجت من القصف بسبب الحصار وعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية".

اقرأ أيضاً: نساء يروين تجارب الإجهاض المؤلمة نتيجة تدني الرعاية الصحية في مراكز إيواء غزة

وأشارت الصحيفة في مقالها، إلى أنّ "المستشفيات الوحيدة في غزة، التي تقدم العلاج للبالغين والأطفال المصابين بالسرطان، هي مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، وقد تعرضت للقصف، والحصار والإجبار على الإغلاق".

وما يزيد الطين بلة، تضيف مجلة "فورين بوليسي"، أن "الجمع بين النزوح الجماعي القسري، والظروف غير الصحية الناجمة عن انقطاع خدمات الصرف الصحي، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وانقطاع التطعيم، سيؤدي حتماً إلى تفشي الأمراض في المستقبل، مما يؤدي وظيفياً إلى شكل من أشكال الحرب البيولوجية غير المباشرة".

وفي سياق العمل الإسرائيلي على تدمير النظام الصحي في قطاع غزة، نقل مراسل الميادين أمس، عن "تعرّض مجمّع ناصر الطبي لعدّة اعتداءاتٍ إسرائيلية، في إثر قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه ومحيطه بشكلٍ مباشر".

كما أشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إلى "أنّ الاحتلال اقتحم مستشفى الأمل، والذي يقع في خان يونس أيضاً في منطقة قريبة من مجمّع ناصر الطبي، بهدف إخراجها عن الخدمة، مُشيراً إلى أنّ ذلك يتصاعد ضمن مساعي الاحتلال لإخراج كل مستشفيات القطاع عن العمل".

وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، تصريحٍ صحافي، حمّل فيه الولايات المتحدة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي، "المسؤولية الكاملة عن تداعيات المجاعة المتصاعدة شمالي غزة".

واعتبر أنّ كل دول العالم أمام "مسؤولية أخلاقية، وإنسانية تجاه هذه الجريمة القذرة التي يمارسها الاحتلال بدعمٍ أميركي كامل"، مطالباً إياها بالتنديد وإدانة هذه الجريمة التي "قد تودي بحياة نصف مليون إنسان في منطقة شمالي القطاع وأطرافها".

اقرأ أيضاً: "غزّة تواجه مجاعة مدبَّرة".. "العفو الدولية" تدعو إلى التراجع عن قرار وقف دعم "الأونروا"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك