"نيويورك تايمز": واشنطن تزوّد كييف بقذائف مدفعية مخزّنة في "إسرائيل"
صحيفة "نيويورك تايمز"، تقول إن "إسرائيل" وافقت على تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية أميركية مخزنه لديها، على الرغم من التحذيرات والتهديدات الروسية بالرد.
قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن وزارة الدفاع الأميركية تستغل مخزوناً كبيراً من الذخيرة الأميركية في "إسرائيل" للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا من القذائف المدفعية في الحرب مع روسيا.
و"يوفر المخزون الموجود في إسرائيل، أسلحة وذخائر للبنتاغون لاستخدامها في صراعات الشرق الأوسط، كما سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بالوصول إلى الإمدادات في حالات الطوارئ"، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ومع الاضطراب في المخزونات في الولايات المتحدة، وعدم قدرة صانعي الأسلحة الأميركيين على مواكبة وتيرة عمليات ساحة المعركة في أوكرانيا، يعتمد البنتاغون على إمدادين بديلين من القذائف لسد الفجوة: أحدهما في كوريا الجنوبية والآخر في "إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل رفضت، العام الماضي، تزويد أوكرانيا بالأسلحة، خوفاً من الإضرار بالعلاقات مع موسكو، وعبّرت في البداية عن قلقها من أن تبدو متواطئة في تسليح أوكرانيا إذا سحب البنتاغون ذخائره من المخزون".
وأضافت أن "إسرائيل فرضت حظراً شبه كامل في حينها على بيع الأسلحة إلى أوكرانيا، خوفاً من أن ترد روسيا باستخدام قواتها في سوريا".
وقال نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، في وقت سابق، أنّ "خطط إسرائيل لتزويد كييف بالأسلحة خطوة طائشة للغاية، وسوف تدمر كل العلاقات بيننا".
اقرأ أيضاً: روسيا تهدد "إسرائيل" بالردّ إذا زوّدت أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي من إنتاجها
وانتقد مسؤولون أوكرانيون في حينها الحكومة الإسرائيلية السابقة لتقديمها دعماً محدوداً فقط لبلادهم ورضوخها للضغوط الروسية.
إلا أنه مع استمرار الحرب، توصل البنتاغون والإسرائيليون إلى اتفاق لنقل نحو 300 ألف قذيفة عيار 155 ملم، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لـ"نيويرك تايمز".
ووافق وزير الأمن الإسرائيلي في ذلك الوقت على الطلب الأميركي، "لتجنب التوتر مع الولايات المتحدة". وقال المسؤولون الإسرائيليون إنّ "إسرائيل لم تغير سياستها بعدم تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة، بل إنها توافق على قرار أميركي باستخدام ذخيرتها الخاصة كما تراه مناسباً".
وأرسلت الولايات المتحدة حتى الآن أو تعهدت بإرسال ما يزيد قليلاً عن مليون قذيفة عيار 155 ملم إلى أوكرانيا. جزء كبير من ذلك جاء من المخزونات في "إسرائيل" وكوريا الجنوبية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
ويقول مسؤولون أميركيون وغربيون إنّ "الجيش الأوكراني يستخدم نحو 90 ألف قذيفة مدفعية شهرياً، وهو ما يعادل ضعف معدل تصنيعها من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية مجتمعة".
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ "إسرائيل، وبضغط من الولايات المتحدة الأميركية، وافقت على تمويل توريد مواد استراتيجية إلى أوكرانيا".
وذكرت أنّ "واشنطن أرادت من إسرائيل تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي، على الرّغم من أنّ السلطات الإسرائيلية كانت قد رفضت رسمياً في السابق هذا الاحتمال، ونتيجة لذلك، اتفق الطرفان على أنّ إسرائيل سوف تمول المواد الاستراتيجية للجانب الأوكراني".
كذلك، قامت شركة صناعات أمنية إسرائيلية ببيع منظومات مضادة للطائرات المسيّرة للجيش الأوكراني عن طريق بولندا، "من أجل الالتفاف على الحظر الذي تفرضه إسرائيل على بيع أسلحة متطورة لأوكرانيا".