ما الذي يريده الوفد الإيراني في فيينا؟
هل ستُْحيي فيينا الاتفاق النووي، أم أن الأمر دونه خرطُ القتاد؟ هو السؤال الذي يطرحه كثيرون، وينتظر الإجابةَ عنه كثر.
هل ستُحْيي فيينا الاتفاق النووي، أم أن الأمر دونَه خرطُ القتاد؟ هو السؤال الذي يطرحه كثيرون، وينتظر الإجابةَ عنه كُثُر. لكن، حتى الآن، لم تنعكس برودة الطقس التي تشهدها مدينة الأدب والموسيقى والتاريخ العريق، أو النسيم العليل، بحسب التسمية اللاتينية، على مشهد المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "4+1" بعد استكمال الجولة السابعة حتى الآن.
تبدو الأجواء صاخبة في ظل تصريحات أميركية وأوروبية استبقَت المرحلة الثانية من الجولة السابعة، رفضاً لمضمون المسوَّديتن اللتين قدّمتهما إيران في المرحلة الأولى، كما حملت في طياتها تهديدات أظهرت نيّات مبطّنة وعدم رغبة جدية في التوصل إلى اتفاق منطقي يضمن مصالح الأطراف كافة .
حدّدت إيران هدفها قبل المشاركة في الجولة السابعة، ووضعت إطاراً عاماً للتفاوض، كما أظهر الوفد المفاوض جديةً خلال المرحلة الأولى، عبر ضمه عشرات الخبراء من تخصصات متعددة على اطلاع ودراية واسعين بتفاصيل العقوبات وتأثيراتها، فضلاً عن القانون الدولي، وهو أمر قرأه الوفد الروسي المفاوض على أنه يُظهر جدية إيرانية في هذه الجولة.
وبحسب مصدر مقرّب إلى الوفد المفاوض في فيينا، فإنّ "لدى إيران 5 مطالب خلال المفاوضات بصورة عامة، وهي مطالب محقّة، تبدأ برفع العقوبات المرتبطة بالاتفاق النووي والعقوبات غير المرتبطة به بصورة كليّة، والتحقق من رفع العقوبات والحصول على ضمانات بعدم تكرار ما حدث عام 2018، بعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات على إيران، وتعويض الخسائر التي لحقت بالجانب الإيراني جراء العقوبات".
وأوضح المصدر للميادين أنّ الوفد الإيراني "قدّم بدايةً مسوَّدتين، الأولى تتعلق برفع العقوبات، والثانية بالقضايا النووية"، مضيفاً أنّهما "قابلتان للنقاش وللبحث مع الأطراف الأخرى".
وأشار المصدر إلى أنّ "إيران تنتظر الرد على مسوَّدتيها، على أن يتم الرد أولاً على المسودة الأولى المتعلقة برفع العقوبات، ثم الثانية المتعلقة بالقضايا النووية"، لافتاً إلى أن الهدف الإيراني الأول هو إلغاء العقوبات بصورة كاملة، وأن طهران لن تتراجع عن مطالبها هذه".
وأضاف المصدر للميادين أنّ "الوفد المفاوض لديه مسودة ثالثة بشأن التحقق من رفع العقوبات ورابعة بشأن الضمانات التي يجب أن يقدّمها الطرف الآخر. وهاتان المسودتان لم يتم تقديمهما إلى الآن، في انتظار الرد على المسودتين الأُوْليَين، وفي حال كان الرد إيجابياً، فسيقدّم الجانب الإيراني المسودة الثالثة".
ووفق المعطيات، يبدو أن جميع الأطراف أمام مفاوضات شاقة في ظل المراوغة الأميركية والأوروبية، والتي تزيد في الهوة مع إيران وسط انعدام الثقة بين الطرفين، ولاسيما أن المؤشرات ليست في مصلحة إدارة الرئيس الأميركي، التي قد تخسر مجلسي الكونغرس في الانتخابات النصفية عام 2022.
ولا يبدو، بحسب استطلاعات الرأي، أيضاً، أن جو بايدن سيفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. ووسط هذه الأجواء، قد تستغرق المفاوضات وقتاً طويلاً للتوصل إلى تفاهم واتفاق بشأن جميع القضايا العالقة.