لافروف: الاتحاد الأوروبي سيتخلى عن مبادئه إذا رشّح أوكرانيا لعضويته
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أنه، في حال منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع دولة مرشحة لعضويته، فسيكون مستعداً لغضّ الطرف عن معاييره تجاه الدول المرشحة لعضويته.
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إنه في حال منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع دولة مرشحة لعضويته، فسيكون مستعداً لغضّ الطرف عن معاييره تجاه الدول المرشَّحة لعضويته، مسترشداً لمصلحة المصالح الجيوسياسية.
وقال لافروف لقناة "أن تي في" الروسية، على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إنه "إذا تم منح أوكرانيا خريطة الطريق هذه للإعداد للعضوية، فهذا يعني شيئاً واحداً فقط، وهو أنّ الاتحاد الأوروبي مستعد مرة أخرى لغضّ الطرف عن جميع معاييره، التي كانت موجودة دائماً للمرشحين ومستعد للاسترشاد بالاعتبارات الجيوسياسية فقط".
ومنذ يومين، بدأت المفوضية الأوروبية مناقشاتها بشأن توصياتها بشأن وضع "مرشح" لعضوية الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، وسيتم الإعلان عن القرار يوم 17 حزيران/يونيو الجاري.
وسلّطت وكالة "بلومبيرغ" الضوء على تداعيات منح أوكرانيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، إذ قالت إنّ "منح العضوية الكاملة لأوكرانيا الآن من شأنه أن يخلق عدداً من المشاكل الجديدة للاتحاد الأوروبي، إلى درجة أنها قد تقضي عليه أو حتى يتفكك".
منظومات ستينغر وجافلين التي ورّدها الغرب تباع في السوق السوداء
وفي السياق العسكري، قال وزير الخارجية الروسي إنّ صواريخ ستينغر وجافلين، والتي قام الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا، تباع فعلاً في "السوق السوداء".
وأضاف: "بطبيعة الحال، لا يضر إلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث فعلاً مع الأسلحة الموجودة في أوكرانيا. فصواريخ ستينغر وجافلين موجودة بالفعل في السوق السوداء، وظهرت في ألبانيا وكوسوفو".
يُذكَر أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان أعلن، مطلع الشهر الحالي، تقديم حزمة مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا، تتضمن منظومة صواريخ "هيمارس"، و1000 صاروخ جافلين، و4 مروحيات من طراز "مي-17"، و4 مركبات تكتيكية، ورادارين للمراقبة الجوية، و15 ألف قذيفة مدفعية، من عيار 155 ملم".
روسيا لم تغزُ أوكرانيا
هذا وأعلن لافروف أنّ بلاده لم تغزُ أوكرانيا، مشيراً إلى أنه تم الإعلان عن العملية العسكرية الخاصة عندما استنفذت كل الوسائل لشرح العمل الإجرامي الغربي بجر كييف إلى حلف الناتو.
وقال لافروف: "نحن لم نهاجم أحداً، بل هاجموا الروس في أوكرانيا"، مضيفاً: "أقول لكم مرة أخرى: لم يكن لدينا خيار آخر. وشرحنا ذلك ألف مرة".
وتابع لافروف أنّ "النظام الأوكراني الآن يهاجم المدنيين والمدن بأسلحتكم الغربية، تماماً كما فعلوا في عام 2014، عندما وصل الانقلابيون إلى السلطة، عندما قصفوا وسط لوعانسك من الطائرات، عندما أحرقوا 50 شخصاً في أوديسا. هل يتذكر أحد هذا الأمر الآن؟".
وأردف: "نحن لم نغزُ أوكرانيا. تم إعلان العملية العسكرية الخاصة عندما لم تبق أي وسيلة نشرح بها للغرب أنه يمارس عملاً إجرامياً بجرّ كييف إلى حلف الناتو، بتبنيه النظام النازي الجديد، الذي أعلنه رئيسه فلاديمير زيلينسكي في أيلول/سبتمبر 2021 ( ألم تبلغوا مشاهديكم بهذا؟)، أنه إذا شعر شخص ما في أوكرانيا بأنه روسي فعليه أن يغادر إلى روسيا".
لا يوجد مجال للمناورة في علاقاتنا مع لندن
وفي ما يخص بريطانيا،قال لافروف: "أعتقد أنه لا يوجد مجال للمناورة في هذه العلاقات. بوريس جونسون [رئيس الوزراء] وإليزابيث تراس [وزيرة الخارجية] أعلنا أنه يجب هزيمة روسيا وجعلها تجثو على ركبتيها. إذن، هيا، فتفعلوا ذلك".
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنّ السلطات البريطانية تحاول التضحية بمصالح شعبها من أجل طموحات السياسيين، "الذين لا يهتمون إلا بالانتخابات المقبلة".