"فورين بوليسي": أوروبا منقسمة بشكل كارثي بشأن الصين

بعد الزيارات المتتالية لمسؤولين أوروبيين إلى الصين، مجلة "فورين بوليسي" ترى أنّ الفائز الوحيد من هذه الزيارات هو الرئيس الصيني الذي أبرز الانقسام بين الاتحاد الأوروبي و"الناتو".

  • الرئيس الصيني مع الرئيس الفرنسي ورئيسة المفوضية الأوروبية في بكين (أ ف ب)
    الرئيس الصيني مع الرئيس الفرنسي ورئيسة المفوضية الأوروبية في بكين (أ ف ب)

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن الرئيس الصيني شي جين بينغ استقبل على مدى الأسبوعين الماضيين كبار الشخصيات الأوروبية.

في أواخر آذار/مارس، كان الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز أول رجل دولة أوروبي يلتقي الزعيم الصيني بعد قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وقد تبعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

الفائز الوحيد من هذه الزيارات هو شي، إذ لم يقدم أي تنازل بشأن أي قضية حيوية للمصالح الأوروبية فحسب، بل إن زواره الأوروبيين عاملوا شي على أساس أن هناك انقساماً أوروبياً وآخر عبر الأطلسي، وهو ما يخدم الزعيم الصيني، ويعطيه هدفاً إستراتيجياً رئيسياً على طبق من فضة، ويترك سياسة أوروبا تجاه الصين في حال من الفوضى.

وبحسب المجلة الأميركية، "لم يكن من المفترض أن يكون الأمر على هذا النحو. كانت خطة القادة الأوروبيين جيدة من الناحية النظرية. لقد أرادوا الاستفادة من إعادة الافتتاح بعد نهاية إجراءات الإغلاق في الصين، والضغط شخصياً على مخاوف مهمة مع شي، ولا سيما الحرب الروسية في أوكرانيا". 

وكان ماكرون قد دعا فون دير لاين للانضمام إليه في بكين للاحتفال بالوحدة الأوروبية، والتقاها لتناول غداء تحضيري في باريس قبل الرحلة. ومن الواضح أنّ الرئيس الفرنسي يريد أن يشير إلى أنه "أوروبي أكثر التزاماً من المستشار الألماني أولاف شولتس"، الذي شرع في رحلة فردية إلى بكين في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بعد رفض عرض ماكرون بالذهاب معاً.

وأكّدت الصحافة الأوروبية آنذاك أنّ فون دير لاين اضطرت إلى مغادرة البلاد في خط مشترك للركاب في المطار، وليس من خلال مخرج كبار الشخصيات، فيما أشارت الصحافة الألمانية إلى أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية "واجهت إذلالاً دبلوماسياً حقيقياً، إذ تمّ فحص هويتها".

وكانت فون دير لاين صرّحت، قبيل زيارتها الصين، أنّ "على بكين أن تساهم في الضغط من أجل تحقيق سلام عادل في أوكرانيا"، مضيفةً أنّ "دورها في الصراع سيكون حيوياً في تشكيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي".

ووفق "فورين بوليسي"، فقد "أصبح بناء سياسة متماسكة للاتحاد الأوروبي حول إزالة المخاطر  مع الصين أكثر صعوبة بعد رحلة ماكرون "الكئيبة" إلى الصين، لكنها "الطريقة الوحيدة لأوروبا لتأكيد سيادتها"، على حدّ تعبير ماكرون. 

وكان ماكرون قال إنّ "على أوروبا أن تقاوم الضغوط حتى لا تصبح تابعة لواشنطن"، وأن "عليها أن تقلل من اعتمادها على الولايات المتحدة، وأن تتجنّب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان". 

يشار إلى أنّ الصين دعت الولايات المتحدة الأميركية غير مرة إلى تسوية الأزمة الأوكرانية سياسياً بدلاً من تأجيجها، ودعت كذلك إلى وقف الحرب في أوكرانيا، وأكدت أنّ علاقتها مع روسيا ليست ضد أحد.

اقرأ: الصين تعتزم تقديم اقتراح للوصول إلى "حل سياسي" في أوكرانيا

اخترنا لك