"طالبان" تستحوذ على أسلحة ومعدات عسكرية أميركية بقيمة 7.2 مليارات دولار
تقرير حكومي أميركي يتحدث عن أنّ حركة "طالبان" حازت على أسلحة ومعدات عسكرية أميركية بقيمة 7.2 مليارات دولار، تركتها القوات الأميركية قبل انسحابها من أفغانستان عام 2021.
تحدث تقرير في موقع "واشنطن فري بايكون"، للكاتب المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية آدم كريدو، عن تبعات الانسحاب الأميركي "الفاشل" من أفغانستان، والذي أدى إلى أن تستحوذ حركة "طالبان" على أسلحة أميركية بقيمة مليارات الدولارات.
وأكّد التقرير أنّ "طالبان باتت تمتلك ما قيمته 7.2 مليارات دولار من الأسلحة والذخيرة والطائرات، التي سدّد ثمنها دافعو الضرائب الأميركيون، نتيجة الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان في عهد إدارة بايدن عام 2021".
ونقل الموقع عن تقرير لمكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، وهي مجموعة مراقبة فيدرالية حكومية، أنه "تمّ التخلي عن طائرات ومدافع ومركبات وذخيرة ومعدّات متخصصة"، عندما نفذت إدارة بايدن خطة الانسحاب السريع من أفغانستان.
وأوضح أنّ "ما لا يقل عن 78 طائرة بقيمة 923.3 مليون دولار، وأكثر من 95 قطعة ذخيرة من طراز "جو-أرض" بقيمة 6.54 ملايين دولار، وأكثر من 40 ألف مركبة، إضافة إلى أكثر من 300 ألف قطعة سلاح مع جميع معدات الرؤية الليلية والمراقبة والاتصالات والبيومترية تُركت في الميدان".
ويأتي التقرير قبل جلسة الاستماع العامة الأولى بشأن الانسحاب من أفغانستان في مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه حالياً الجمهوريون، حيث من المرجّح أن تطرح تساؤلات كبيرة بشأن الأسباب التي أدّت إلى فشل الإدارة في منع "طالبان" من الاستحواذ على المعدات العسكرية الأميركية.
وبحسب التقرير، فإن وحدات "طالبان" حالياً باتت تنفذ دورياتها في شاحنات وعربات مصفحة اشترتها الولايات المتحدة.
كما أنّ قوات العمليات الخاصة التي تديرها "طالبان" ترتدي خوذات مع حوامل للرؤية الليلية، يبدو أنها من مخلفات عتاد القوات الأميركية، إضافة إلى بنادق "أم-4" المجهزة بمناظير متطورة.
كما أوضح التقرير أنّ "طالبان" تجنّد أفراداً عسكريين أفغاناً سابقين للانضمام إلى سلاحها الجوي وتسيير الطائرات الأميركية المهجورة، إذ إنّ "الطيارين السابقين يحتاجون إلى وظائف، ويقولون إنّ "طالبان" هي ربّ العمل الأكثر موثوقية في أفغانستان".
إضافة إلى ذلك، تستخدم "طالبان" معدات أكثر تقدماً، مثل العربات المدرعة وطائرات الهليكوبتر من طراز "أم-أي 17".
وأشار التقرير إلى وجود "مصدر قلق آخر، وهو أن طالبان قد تبيع جزءاً من الأسلحة والمعدات التي تمّ الاستيلاء عليها إلى جهات أخرى لزيادة تدفق عائداتها".
ويعبّر كريدو عن قلق كبير من أنّ "جزءاً من المعدات والتكنولوجيا الأكثر تقدماً، سيظل عرضة للاستغلال من قبل الدول المعادية للولايات المتحدة، التي تريد تحليل كيفية عمل أنظمة الأسلحة الأميركية، وهذا يشمل المعدات البصرية والاتصالات، وبرامج الكمبيوتر وأجهزة البيانات البيومترية".
وعثر مكتب المفتش العام على أدلّة على أنّ "طالبان تحاول استدعاء موظفين حكوميين سابقين لتوفير الوصول إلى الخوادم التابعة للحكومة السابقة والتي تضمنت بيانات بيومترية".
أسلحة أميركية في كشمير
وسبق أن ظهرت أسلحة أميركية، تركتها القوات الأميركية عند انسحابها من أفغانستان، في أيدي مسلحين بإقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية، وفقاً لمسؤولين أمنيين.
وقال المسؤولون إنّ "مصدر هذه الأسلحة التي وقعت في أيدي المسلحين، هو حركة طالبان الأفغانية حيث استحوذوا عليها بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021"، ومن بينها بنادق هجومية من طراز "M4"، وبنادق "M16".
وعبّرت وسائل إعلام أميركية عن أنّ ظهور تلك الأسلحة في أيدي المسلحين بإقليم كشمير، قد يكون مجرد بداية رحلة عالمية طويلة، ستنتشر خلالها هذه الأسلحة في أيادي الجماعات المسلحة في دول مختلفة.
وأثيرت أسئلة حول الأسلحة المستخدمة في كشمير في كانون الثاني/يناير 2022، عندما تمت مشاركة مقطع فيديو لأفراد يلوحون بما بدا أنه بنادق أميركية الصنع على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الهندية.
يذكر أنّه عقب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، كشفت وسائل إعلام روسية أن القوات الأميركية المنسحبة تركت ما قيمته 85 مليار دولار من الأسلحة.
ووفق الهيئة الروسية للتعاون العسكري التقني فإن القوات الأميركية تركت 22 ألف سيارة مدرّعة و358 ألف بندقية آلية و176 قطعة مدفعية و8 آلاف سيارة شحن وعدداً كبيراً من طائرات النقل، وأكثر من 100 مروحية في أفغانستان.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في نهاية آب/أغسطس 2021 إنهاء مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان وإجلاء القوات الأميركية. بعدها أعلنت "طالبان" تشكيل الحكومة الأولى في أفغانستان منذ توليها الحكم.