ضمن "شراكة استراتيجية".. فرنسا: اليونان ستشتري 3 فرقاطات
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني إن بلاده "وقّعت اتفاقاً مع اليونان لشراء 3 فرقاطات جديدة لتعزيز تحالفهما الدفاعي".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إنّ فرنسا واليونان وقعتا "اتفاقاً لشراء الأخيرة 3 فرقاطات فرنسية جديدة، مع إتاحة خيار لشراء فرقاطة رابعة".
وأضاف ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنّ "الاتفاق سيدعم سيادة البلدين".
وأعلن ماكرون أن شراء اليونان للفرقاطات من فرنسا يأتي في إطار "شراكة استراتيجية أكثر عمقاً بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط".
وتابع الرئيس الفرنسي أنّ "على الأوروبيين التخلي عن السذاجة" و "استخلاص العبر"، من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين.
وأردف، أنّ "الولايات المتحدة الأميركية صديق تاريخي كبير وحليف قيّم، لكن لا بدّ لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر من 10 سنوات، تركز واشنطن جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".
وشدد على أنّ "هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأً فادحاً إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا".
ويمثّل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استراتيجية أوروبية مستقلة" حسبما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء في قصر الاليزيه.
وكان ميتسوتاكيس قال أمس الإثنين إنّ اليونان تجري محادثات مع فرنسا لتعزيز "تحالفهما الدفاعي"، في الوقت الذي تسعى فيه أثينا إلى رفع قدرات قواتها المسلحة.
إلى ذلك، قال ماكرون إن "أزمة الغواصات مع أستراليا لن تغيّر استراتيجية فرنسا في منطقة الهندي-الهادئ"، حيث تأتي خطوة فرنسا واليونان بعد أن ألغت أستراليا صفقة أبرمتها في العام 2016 مع مجموعة "نافال غروب" الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء غواصات تقليدية تعمل بالدفع النووي، وذلك عقب إعلان واشنطن عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي (أوكوس) في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ إليها كلاً من بريطانيا وأستراليا.
و"كأول مبادرة في إطار أوكوس"، تلتزم أميركا وفق بيان صدر بـ"دعم أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية".
واعتبرت فرنسا إلغاء الصفقة بأنها "طعنة في الظهر". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "الخيار الأميركي الذي يؤدّي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا، في وقت نواجه فيه تحدّيات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كشفت في وقت سابق، أنّ "فرنسا ستغرّم أستراليا" لإلغائها صفقة الغواصات".
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أنّ "مجموعة نافال، تتهيأ لإرسال فاتورة إلى أستراليا بعد إلغائها عقداً لبناء غواصات بقيمة 66 مليار دولار، نتيجة صفقة سرية بين كانبيرا وواشنطن ولندن لمشاركة التكنولوجيا في الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية وتشكيل تحالف دفاعي جديد من ثلاث دول".