تواصل الاستنكار الدولي للإساءة إلى المصحف ودعوات لتحرك أممي
جهات عديدة تندد بسماح السلطات السويدية بإحراق المصحف الشريف من جديد، وتدعو إلى اتخاذ تدابير للحد من أعمال الكراهية.
أعلنت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي تأييدها ودعمها القرارات التي أصدرها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ضد السويد، لسماحها بتكرار إحراق المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
واستنكرت الكتلة "هذا العمل الاستفزازي الذي نفذه الشخص نفسه، وعدم الاتعاظ من الفعل السابق ومنع إعادة هذا العمل المشين".
من جهته، ندّد البطريرك السابق للكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو بإحراق المتطرف سلوان موميكا، العراقي الأصل، نسخةً من المصحف الشريف، إضافة إلى إحراقه العلم العراقي، في العاصمة السويدية ستوكهولم.
ورأى ساكو أنّ هذا التصرف "يهدف إلى تشويه صورة الديانات، وطعن العلاقات العامة، والتجريح بمشاعر ملايين المؤمنين والمواطنين"، داعياً إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة بطلب تحريم تدنيس الرموز الدينية والمرجعيات وتجريمه.
الخارجية اللبنانية تدين الإساءة إلى المصحف
بدروها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم الجمعة، السماح مرة أخرى بالإساءة إلى المصحف الشريف، "ما يشكّل انتهاكاً مستمراً لمشاعر المسلمين وكرامتهم".
ودعت الخارجية اللبنانية السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع حد لكل ما من شأنه تعميق مشاعر الكراهية و"الإسلاموفوبيا" والعنصرية بكل أشكالها، مرحّبةً بأي مسعى دولي لسن تشريعات تحرّم الإساءة إلى الرموز والمقدسات الدينية.
وشجبت الوزارة إحراق العلم العراقي خلال التظاهرة في ستوكهولهم، داعيةً إلى محاسبة الفاعلين من دون تردد، واستنكرت أيضاً اقتحام سفارة السويد في بغداد، مشيدةً بموقف العراق الرافض له وعزمه على محاسبة المسؤولين عنه.
من جهته، ندّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس الخميس، بما جرى من "عمل قبيح جديد" يدنّس المصحف الشريف في السويد، داعياً إلى تجمّعات اليوم في كل الأحياء والقرى والحضور في كل المساجد، ومطالباً الدولة بأخذ موقف ضدّ السويد.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ ما قامت به الحكومة العراقية من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع السويد وطرد السفيرة هو موقف "شجاع وحكيم وممتاز".
إيران تدعو الأمم المتحدة إلى التنديد بإحراق المصحف
وفي إيران، استدعت وزارة الخارجية السفير السويدي لديها أمس الخميس، محذّرةً إياه من "التداعيات المحتملة للاستمرار في الاعتداء على الكتاب المقدس للمسلمين".
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، ناصر كنعاني، إنّ إيران "تدين بشدة إهانة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد"، محملاً الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن التحريض على إثارة مشاعر الغضب لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم.
كذلك، كتب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال فيها إنّ هذه الأعمال تهدف إلى "معاداة الإسلام ونشر التطرف تحت غطاء حرية التعبير".
وطالب أمير عبد اللهيان الأمين العام للأمم المتحدة بالتنديد بهذا العمل، وباتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً لمنع تكراره، قائلاً إنّ "على غوتيريش دعوة الدول الأعضاء في المنظمة إلى الوقوف في وجه من يقف خلف هذه الأعمال والتعامل معه بقوة".
السعودية تعتزم استدعاء القائم بأعمال سفارة السويد
من جهتها، أعلنت السعودية، ليل أمس الخميس، أنّها ستستدعي القائم بأعمال السفارة السويدية لديها للتعبير عن إدانتها لسماح ستوكهولم بتنظيم تجمّع قال منظّمه إنّه يعتزم إحراق نسخة من المصحف خلاله.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّها ستستدعي الدبلوماسي السويدي لتسليمه مذكرة احتجاج تطالب المملكة فيها السلطات السويدية "باتخاذ كل الإجراءات الفورية لوقف هذه الأعمال المشينة التي تخالف كل التعاليم الدينية والقوانين والأعراف الدولية".
واستنكرت الخارجية السعودية "التصرفات المتكررة وغير المسؤولة للسلطات السويدية، في تصرف يُعدُّ استفزازاً ممنهجاً لمشاعر الملايين من المسلمين في العالم"، مؤكدةً "رفض كل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحدّ من الحوار بين الشعوب".
قطر تستدعي سفير السويد
واستدعت قطر، أمس الخميس، السفير السويدي لديها جوتام بهاتاشاريا، وقدّمت له مذكرة احتجاج تطالب فيها السلطات السويدية باتخاذ إجراءات فورية لوقف الاعتداءات المتكررة على مقدسات الدين الإسلامي.
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية، استنكرت الدوحة السماح المستمر بتجاوزات على المصحف الشريف في السويد، وعدم اتخاذ السلطات هناك إجراءات حازمة لوقف هذه الممارسات المشينة.
كذلك، أكد البيان أنّ هذه الاعتداءات تعكس الكراهية والتمييز الديني، وتتعارض مع قيم التعايش السلمي، وتشكّل تهديداً على حرية التعبير، إضافة إلى عرقلة جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وأشار البيان إلى إدانة دول العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي هذه الاعتداءات، وصدور قرار من مجلس حقوق الإنسان يدين أعمال الكراهية الدينية، واعتبرت الخارجية القطرية أنّ "عدم اتخاذ إجراءات حازمة من قِبَل السلطات السويدية تفتح المجال أمام استمرار هذه الممارسات البغيضة".
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: مجلس حقوق الإنسان يتبنى قراراً يدين حرق المصحف الشريف
الأردن يستدعي القائم بأعمال السفارة السويدية
كذلك، استدعت الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفارة السويدية، لنقل رسالة احتجاج إلى بلاده، على خلفية السماح بالاعتداء على المصحف الشريف.
ووصفت الخارجية الأردنية هذا التصرف بـ"الأرعن"، مؤكدةً ضرورة احترام الرموز الدينية، ووقف جميع الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز.
وشددت الوزارة على أنّ هذا الفعل "لا يمكن اعتباره شكلاً من أشكال حرية التعبير مطلقاً"، محذّرةً من "الاستمرار بالسماح بمثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة".
وفي السياق، استنكر مفتي مصر شوقي علام تكرار حرق نسخة من المصحف الشريف على يد مجموعة من المتطرفين في السويد في تحدٍّ متعمَّد وغير مسؤول، مِمَّا يؤجج مشاعر الكراهية والفتنة على مستوى العالم.
وجدَّد دعوته إلى ضرورة إصدار قانون دولي يجرِّم الإساءة للأنبياء والأديان والمقدسات والرموز الدينية، حفاظاً على السِّلْم العام على مستوى العالم.
بدورها، ندّدت تركيا بـ"التدنيس الوضيع" للمصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثّت السويد على "اتخاذ إجراءات رادعة" لتجنّب أي عمل مماثل.
وأمس الخميس، قررت الحكومة العراقية طرد السفيرة السويدية من الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزارة الخارجية في البلاد بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في ستوكهولم.
واقتحم مئات المتظاهرين مقر السفارة السويدية في بغداد وأضرموا النيران فيها، احتجاجاً على موافقة السويد مجدداً على إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في العاصمة ستوكهولم.
وأفاد مراسل الميادين بأنّ المتظاهرين أضرموا النار في مبنى السفارة السويدية بعد اقتحامها، مشيراً إلى أنّ مصادر أمنية أكدت نقل كادر السفارة السويدية في العراق إلى السفارة الأميركية.
وعقب الهجوم على السفارة، دانت وزارتا الخارجية في العراق والسويد اقتحام السفارة، وقالت الخارجية العراقية في بيان إنّ "الحكومة أوعزت إلى الجهات الأمنية المختصة بالتحقيق العاجل لكشف ملابسات الحادث والتعرف إلى مرتكبيه".
كذلك، تجمّع أمس محتجون عراقيون في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد تنديداً بالإساءة إلى المصحف الشريف وسماح السلطات السويدية بالإساءة إلى المقدسات.
وأعلنت الخارجية العراقية أنّ وزير الخارجية فؤاد حسين وجّه بتجديد طلب العراق عقد اجتماعٍ طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لتدارس تكرار الإساءة إلى القرآن الكريم.
وكانت وزارة الأمن الإيرانية قد كشفت تفاصيل العلاقة بين الاستخبارات الإسرائيلية والمسيء إلى المصحف الشريف في السويد سلوان موميكا.
وجاء في بيان وزارة الأمن الإيرانية، بناءً على معلومات موثوق بها تم الحصول عليها، أنّ موميكا عمل في خدمة الموساد الإسرائيلي عام 2019، ونقل المعلومات عن فصائل المقاومة العراقية إلى الاستخبارات الإسرائيلية، في إطار مشروع تقسيم العراق.
وقبل يومين، سحبت السلطات السويدية الحماية عن موميكا، مهددةً إياه بمراجعة ملف لجوئه في السويد.