تقرير: بعد فشل هجوم أوكرانيا.. مسؤولون غربيون "نادمون" على تضييع فرصة التفاوض مع روسيا
موقع "UnHerd" البريطاني يسلّط الضوء على الخشية الغربية من فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ولا سيما بعد تجاوز الغرب مفاوضات السلام مع روسيا.
سلّط موقع "UnHerd" البريطاني، اليوم الإثنين، الضوء على قضية ازدياد تشاؤم الحلفاء الغربيين بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وأظهر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال الشهر الجاري، تشاؤماً بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مشكّكاً في أن يُحقق الهجوم مكاسب استراتيجية كبيرة لأوكرانيا، بشأن استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
ونقل الموقع البريطاني، عن صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أنّ المسؤولين الأميركيين يشعرون الآن بـ"الندم"، لأنّهم لم يسمعوا كلمات رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الذي اقترح محادثات سلام في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2022. ويخشى بعض المسؤولين الغربيين أنّ نافذة المفاوضات مع روسيا ضاعت إلى غير رجعة.
ووفق "UnHerd"، فإنّ الأمر لا يقتصر على المسؤولين الأميركيين، الذين يُعبّرون عن شكوكهم بشأن التقدّم الذي أحرزته أوكرانيا في الآونة الأخيرة، إذ خلصت الاستخبارات الأميركية إلى أنّ القوات الأوكرانية لن تصل إلى مدينة ميليتوبول.
وتبدي الاستخبارات الأميركية أيضاً مخاوف بشأن الأنشطة الهجومية لكييف بالقرب من باخموت، خشية أن يؤدي ذلك إلى تخفيف تركيز الهجوم المضاد في الجنوب.
وتُحاول إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الحصول على مساعداتٍ إضافية لأوكرانيا من خلال الكونغرس، في مواجهة الشكوك الجمهورية المتزايدة بشأن استمرار الدعم الأميركي للحرب في أوكرانيا. لكن الهجوم المُضاد المتوقف لا يؤدي إلا إلى تغذية شكوك الجمهوريين بشأن المدّة التي يُمكن للولايات المتحدة أن تُحافظ فيها على كييف، وفق موقع "UnHerd" البريطاني.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، من المرجح أن تصبح المساعدة المقدمة إلى أوكرانيا موضوعاً ساخناً، بحيث يتنافس المرشّحون في الحصول على دعم الجمهور الذي يشعر بخيبة أمل مُماثلة من فكرة مواصلة أوكرانيا إلى أجَلٍ غير مسمى.
وأظهر استطلاع، أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية، هذا الشهر، أنّ 55% من الأميركيين يعتقدون أنّ الكونغرس يجب ألا يسمح بتمويل إضافي لأوكرانيا، وأنّ 51% يشعرون بأنّ أميركا فعلت ما يكفي لدعم كييف، ومن الواضح أنّ الدعم الشعبي لأوكرانيا بدأ يتلاشى أخيراً.
وأثار مؤخراً ستيان جنسن، وهو مسؤول في "الناتو"، غضب أوكرانيا، عندما اقترح أنّها قد تتخلى عن أراضٍ، كجزء من اتفاق سلام مُحتمل مع روسيا.
وعلى الرغم من تراجعه عن تلك التعليقات، فإنّها تُحدث شعوراً في العواصم الغربية، مفاده أنّ الهجوم الأوكراني المضاد المتعثر ربما يضعها في موقفٍ أضعف في أيّ مفاوضات سلام مستقبلية، وهذه الحقيقة يجب على الغرب أن يتقبلها.
يُذكَر أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اعترف، في وقتٍ سابق، بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد، مطلقاً الوعود بتسريعه في وقتٍ قريب، مستنداً في ذلك إلى أنّ قوات كييف "تقوم بالتدريج بتذليل عقبة حقول الألغام"، وهو الحديث الذي أثار موجةً من الانتقادات.
وأفاد البيت الأبيض، قبل أيام، بأنّ الهجوم الأوكراني المضاد "لم يكن ناجحاً كما توقّع حلفاء كييف، وأنّ أداء القوات الروسية يفوق توقعاتهم".
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكّد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مؤكّداً أنّ الجيش الروسي كبّد كييف خسائر فادحة في قواتها العسكرية، ونجح في تدمير عددٍ قياسي من المعدات العسكرية الغربية، التي تمّ تقديمها إلى أوكرانيا.